رياضة

الخبرة الرياضية والدور المنوط بها

| المدرب الوطني قصي الماضي

يعتبر اللاعبون الناشئون أقل خبرة مقارنة باللاعبين الناضجين، ولذلك فهم يحتاجون دائماً إلى الرعاية والنصيحة وتدعيم وتقويم سلوكياتهم جملة وتفصيلاً خلال المنافسات، الأمر الذي يقتضي من المدرب ضرورة متابعة تصرفاتهم وأفعالهم بقصد المساعدة على تنمية ثقتهم بأنفسهم، ويتم ذلك الدعم أو النصيحة من خلال المناقشات الفردية مع المدرب أو بين اللاعب الأكثر خبرة ونضجاً واللاعب الناشئ الأقل خبرة.
وينظر إلى الخبراء الرياضيين ذوي الخبرة الرياضية الكبيرة على اعتبار أنهم طاقة هائلة ومخزون هائل كافٍ من المعرفة تستفيد منه الفرق وهم اليد الصادقة للمدرب، كما أن الإداري الذي مر عليه زمن طويل في مجال العمل الإداري فهو يلعب دوراً بارزاً في تقديم النصح والمساعدة، بل إنهم يعتبرون قاعدة ارتكاز الفريق التي تتحقق من خلاله إمكانية توفير مناخ الصداقة والتفاهم المتبادل وإيصال الحالة المزاجية للاعبي الفريق الهادفة لتحقيق الفوز أو النصر في المباريات، ويجب الإشارة إلى أنه قد تحدث بعض مواقف النزاع أو الخلاف في الرأي بين بعض اللاعبين ذوي الخبرة الرياضية والمشهورين، وهنا يجب على المدرب التدخل بمنتهى الحكمة لمنع حدوث انشقاق داخل جدار التماسك ووحدة الفريق، وعليه أن يستخدم حينها أساليب الإعداد النفسي الهادفة للتجانس والتآلف في الفريق لتحقيق الهدف الأسمى والأبعد الذي ينحصر بالفوز بالمركز الأول الذي يليق بسمعة الفريق الطيبة لدى الفرق الأخرى وهناك انطباع في أذهان معظم اللاعبين كبار السن وذوي الخبرة الرياضية الواسعة والعريضة، إنهم أعطوا الرياضة أعواماً كثيرة مكنتهم من اكتساب الخبرة وأنه آن الأوان لكي يتوقفوا عن الاشتراك في المسابقات ولكن ما السبيل للاستفادة من خبرتهم الرياضية التي تزخر بالمعرفة بعد اعتزالهم، وفي هذا المجال نجد أن هؤلاء اللاعبين ذوي الخبرة الرياضية يمثلون الكنوز البشرية في أي تجمع رياضي، الأمر الذي يقتضي ضرورة التمسك بهم وضرورة الاستفادة منهم لأقصى مدى ممكن سواء في عمليات الانتقاء للناشئين أم القيام بمسؤولية التدريب الرياضي لفريق ما بعد اتباعهم دورات تدريبية لتعزيز قدراتهم وكفاءتهم المعرفية، وهذه الدراسات التأهيلية تمكنهم في عمليات متابعة بعض نواحي الضعف لدى الناشئين في النواحي المهارية والخططية، وهناك أمثلة كثيرة بأن عدداً من اللاعبين تولوا قيادة ومهمة التدريب، ونجحوا في المهمة الموكولة لهم.. ونالوا الشهرة الواسعة والإعجاب وذاع صيتهم وأصبحت أسماؤهم الحافلة بالنجاح محط أنظار المسؤولين عن الفرق لاستقطابهم والاستفادة من هذا المعين الفني الواسع في تحسين أوضاع فرقهم التي بحاجة لمعالجتها واستعادة عافيتها، للمضي قدماً نحو تبوؤ الطموح المنتظر واللائق وعلى سبيل المثال لا الحصر كرويف وزيدان.
كما أن بعض أفضل اللاعبين في العالم عندما تولوا تدريب بعض الفرق وقادوا منتخبات بلادهم في بطولات رسمية فشلوا فشلاً ذريعاً ولم يتمكنوا من تحقيق الحلم الذي كان يراودهم في الوصول إلى الشهرة والنجاح ومنهم مارادونا وغوليت، لذا ابتعدوا عن التدريب وأصبحت أسماؤهم طي النسيان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن