الأولى

موسكو توضح موقفها من العدوان الإسرائيلي: تصعيد يثير قلقنا ويهدد الاستقرار الإقليمي … دمشق: مستعدون لرد الصاع صاعين ولن نسكت عن حقنا

| الوطن - وكالات

قدم الحليف الروسي موقفاً واضحاً من الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي السورية، واعتبرت موسكو في موقف لافت، أن ما جرى يزعزع الاستقرار الإقليمي، ويمثل تصعيداً، في وقت كانت فيه دمشق تعيد تذكير العدو، بأنها على استعداد لـ«رد الصاع صاعين»، وبأن على العالم أن يدرك خطورة ما يجري لأن «سورية لن تسكت عن حقها».
نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، وفي تصريح للصحفيين عقب اللقاء الذي جرى بين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، وكبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة علي أصغر خاجي، قال: إن «سورية تحارب إسرائيل في كل مكان» عبر محاربة أدواتها من التنظيمات الإرهابية، مشيراً إلى أن هدف العدوان الإسرائيلي هو حماية هذه الأدوات، وخاصة أنه جاء بعد الإنجازات التي حققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه.
وأكد المقداد «استعداد سورية الدائم لرد الصاع صاعين» داعياً إلى التنبه لأن المنطقة بحاجة إلى تهدئة وليس إلى تصعيد، سواء كان بدعم من الولايات المتحدة أم أطراف أخرى من المجتمع الدولي، حيث يجب أن «يعي العالم ومجلس الأمن والأمم المتحدة، خطورة مثل هذه التطورات لأن سورية لن تسكت عن حقها».
المقداد أشار إلى أن عملية مكافحة الإرهاب في إدلب مستمرة، وتتم بموجب خطة موضوعة بشكل دقيق، مؤكداً أن عودة إدلب إلى حضن الوطن هي العامل الأساسي لعودة الاستقرار إلى تلك المنطقة.
وحول التعاون بين الجانبين السوري والإيراني فيما يتعلق بمواجهة أثر العقوبات على البلدين، قال المقداد: «هناك المئات من الاتفاقات الاقتصادية والسياسية مع إيران وناقشنا أسس تفعيلها وتعزيز التعاون في ظل العقوبات القاسية التي يتعرض لها البلدان»، مؤكداً أن هذه «العقوبات لا إنسانية وتعد جرائم حرب وتتسبب بآثار سلبية على شعبي البلدين».
وشدد المقداد على عدم تقديم أي تنازلات «أياً كان ما ستبلغه قسوة العقوبات»، مؤكداً ضرورة العمل مع الحلفاء لتجنب أي انعكاسات سلبية لها، ومبيناً في الوقت ذاته أن الزيارات التي قام بها وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم خلال الأسبوع الماضي إلى الصين وكوريا الديمقراطية تسير في هذا الاتجاه.
موقف دمشق الواضح تجاه رد العدوان عن أراضيها، تبعه موقف روسي لافت هو الأول من نوعه من حيث اعتبار الاعتداءات الإسرائيلية تهديداً للاستقرار الإقليمي، حيث قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في بيان نشر أمس: «بالفعل وجهت مقاتلات تابعة للقوات الجوية الإسرائيلية، ليلة الأول من تموز، بعد قدومها من المجال الجوي للبنان، سلسلة من الضربات الصاروخية إلى الأراضي السورية طالت ريف حمص ومحيط دمشق. وتم اعتراض جزء من الصواريخ من قبل قوات الدفاع الجوي السورية. ونفذت بعض الضربات في قرب مباشر من الأحياء السكنية، وأصبحت هذه العملية الإسرائيلية الأكبر من نوعها منذ أيار 2018».
وأكدت زاخاروفا أن موسكو تشعر بقلق بالغ من هذا التطور، معتبرة أنه يمثل تصعيداً للوضع، وتابعت بالقول: «عمليات استخدام القوة التي تنتهك بشكل سافر سيادة سورية، لا تسهم في تطبيع الوضع في هذا البلد، بل تحمل تهديداً بزعزعة الاستقرار الإقليمي، التي لا يمكن في ظروفها ضمان مصالح الأمن القومي لأي من دول الشرق الأوسط بشكل آمن».
على صعيد مواز، كشف مصدر عسكري رفيع المستوى لوكالة «سبوتنيك» الروسية، أن بطاريات صواريخ «إس300» وضعت في حالة «التأهب» للتدخل بالتصدي للعدوان «الإسرائيلي» ليل الاثنين، إلا أن الدفاعات الجوية السورية الاعتيادية، تمكنت بجدارة من التصدي للعدوان، من دون الحاجة لاستخدام منظومة «إس 300».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن