رياضة

غداً قمتان من العيار الثقيل في العرس الإفريقي … محاربو الصحراء لإبطال مفعول الأفيال

| خالد عرنوس

تختتم غداً منافسات دور الستة عشر لكأس الأمم الإفريقية بنسختها الثانية والثلاثين المقامة على الأراضي المصرية بلقاءي قمة يجمع الأول أفيال ساحل العاج حامل اللقب في مناسبتين والساعي لاستعادة التاج ونسور مالي الحالمين بالوصول إلى لقب أول، أما الثاني فسيكون المحك الفاصل لنسور قرطاج التوانسة أمام نجوم غانا السود بعد نتائج الدور الأول المخيبة والأداء المتواضع للاعبي المدرب آلان جيريس، ويحاول محاربو الصحراء الجزائريون متابعة عروضهم الجيدة ونتائجهم المثالية عندما يواجهون أفيال غينيا الوطنية، في حين يطمح ثيران الدرباني (مدغشقر) إلى مواصلة مفاجآتهم على حساب فهود الكونغو الديمقراطية، وكان المنتخب الملغاشي سجل المفاجأة الأهم بالدور الأول بالبطولة عقب تصدره المجموعة الثانية على حساب الأخضر النيجيري والأحمر الغيني.

فرصة تاريخية

قليلة هي المنتخبات التي نالت الثناء بعد مباريات الدور الأول والأفضل كان الثلاثي العربي الذي جمع النقاط الكاملة، وهو ما يشفع لهم بالإشادة إلا أن أفضلهم المنتخب الجزائري الذي قدم عروضاً ونتائج جيدة وكان الطرف الأفضل في مبارياته الثلاث والأفضل تسديداً بين المنتخبات والأهم أن الأداء لم يختلف بل ظهر بشكل أفضل أمام تنزانيا في المباراة الأخيرة عقب ضمان التأهل، ويعيد المراقبون هذا الأمر إلى المدرب جمال بلماضي الذي أشرك القائمة كاملة (جميع اللاعبين) في المباريات الثلاث ووحده الحارس رايس مبولحي شارك في المباريات الثلاث.
ويمكن القول إن المحاربين جاهزون ومرشحون لتجاوز دور ثمن النهائي على حساب المنافس الغيني والذي تأهل بين الثوالث خاصة في حال غياب الكابتن نابي كيتا الذي لم يشف تماماً من إصابته، وإن المدرب البلجيكي بول بوت مازال يعلق آمالاً كبيرة على إبراهيما سيسيه وسوري كابا وآمادو ديوارا وسيمون فلاتي وإيسايا سلايا وهؤلاء اعتمد عليهم في الدور الأول بشكل أساسي، ويعتبر بوت أكثر خبرة من بلماضي على مستوى البطولة فقد سبق له قيادة منتخبات ناميبيا وبوركينا فاسو وكينيا في حين يحسب للمدرب الجزائري فوزه مع منتخب قطر بكأس الخليج وبطولة غرب آسيا عام 2014 في تجربته الدولية الأولى.

تفاؤل وحذر

الانتصارات الثلاثة التي سجلها المحاربون في الدور الأول والشكل الذي ظهر عليه محرز ووناس وفيغولي وعطال وماندي وقيدورة واسماعيل بن ناصر (أفضل لاعب بالدور الأول) شكلا حالة تفاؤل عالية لدى الجزائريين الذي لم يروا هذه النتائج منذ تتويجهم باللقب اليتيم قبل 29 عاماً رغم أنهم بلغوا الدور الثاني بعدها في خمس مناسبات إلا أنها لم تكن بهذا الزخم، حتى منتخب 2010 (المتأهل إلى المونديال يومها) فإنه سقط بقسوة في نصف النهائي أمام مصر قبل أن يخسروا مباراة الترتيب من نيجيريا، أما في المرات الأربع الأخرى فقد توقفت المغامرة في ربع النهائي وبشكل مشابه تقريباً، وعدا التتويج بلقب 1990 بخمسة انتصارات كاملة وصل المنتخب الجزائري مربع الكبار أربع مرات انتهت عند وصافة 1980 والمركز الثالث 1984 و1988 والرابع 1982.
الحذر مصدره الفريق الغيني الذي رشحه المراقبون للمنافسة على دور كبير في البطولة وهو متعطش لإنجاز يوازي وصافة 1976 عندما لم يخسر في 6 مباريات، وهو الذي بلغ الدور الثاني في أربع مناسبات أخرى آخرها 2015 لكنه خسر ربع النهائي فيها جميعاً، أما على صعيد المواجهات المباشرة فإن لقاء 1998 بينهما في البطولة انتهــى غينياً بهدف وهو أحد 4 انتصارات للأفيـال الوطنيـة من خمس مواجهات لم يفز المحاربون سوى بأولها، وكان الفريقان تقابلا وديــاً عام 2017 وفاز الجزئريون 2/1.

عكس التوقعات

لا يمكن مقارنة تاريخ كرة القدم بين الكونغو العريقة وبطلة القارة مرتين وناديها مازيمبي أحد أفضل ثلاثة على مستوى القارة بمدغشقر التي بالكاد تشارك للمرة الأولى بالعرس الإفريقي ويمكن القول إن زيادة عدد المشاركين كان عاملاً مهماً لوجود المنتخب الملقب (الدرباني) وهو نوع من أنواع الثيران التي تشتهر بها الجزيرة الشاسعة شرق القارة في النهائيات، وإذا كانت الكونغو مرشحة بالأساس لمرافقة مصر عن المجموعة الأولى وقد فعلت ذلك بصعوبة وبفوز وحيد هو الأعلى في هذه النسخة فإن الملغاشي فجّر مفاجأة كبيرة بتفوقه على نسور نيجيريا وعلى غينيا وتأهل متصدراً، ويمكن القول إن الفوز في مباراة الليلة لن يكون مفاجأة كبرى فقد قدم الفريق أداء معقولاً بالدور الأول نم عن لاعبين متعطشين لعدم المشاركة الشرفية ومدرب قدير يعرف كيف يدير الدفة جيداً، فالفرنسي نيكولاس ديبوي الذي يشرف على المنتخب الملغاشي منذ عامين استطاع الوصول باللاعبين إلى مستوى معقول من التجانس وقد بحث عن مفاجأة الجميع بالبطولة ويمكن القول إنه نجح حتى الآن وخروجه من دور الـ16 لن يقلل من القيمة التي وصل إليها والتي وصلت أعلى المستويات على الصعيد الرسمي في بلده، وهاهو الرئيس أندري راغولينا سيحضر شخصياً المباراة على أرض برج العرب وسيجتمع مع اللاعبين قبلها لشحذ هممهم.
تاريخياً الكفة تميل بقوة نحو الكونغوليين الذين فازوا بأربع من خمس مواجهات جمعت الفريقين أولها بسباعية نظيفة عام 1965 ضمن دورة الألعاب الإفريقية وآخرها ضمن تصفيات كأس إفريقيا 2017 بنتيجة ثقيلة أيضاً بلغت 6/1 وبينهما فاز الملغاشيون مرة واحدة بثلاثية نظيفة ضمن تصفيات مونديال 2002.

مباريات اليوم وغداً

• اليوم: مدغشقر * الكونغو الديمقراطية (7.00)، الجزائر * غينيا (10.00).
• غداً: مالي * ساحل العاج (7.00)، غانا * تونس (10.00).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن