رياضة

نهائي كوبا أميركا بين ترشيحات البرازيل وطموح البيرو … التتويج بشباك نظيفة هاجس أليسون

| محمود قرقورا

تسدل الستارة بداية من الحادية عشرة مساء اليوم على النسخة السادسة والأربعين من بطولة كوبا أميركا المقامة في البرازيل، وسيتقابل منتخب البرازيل مع البيرو في إعادة سريعة لمباراتهما في دور المجموعات غير المتكافئة عندما فاز السيليساو بخمسة أهداف نظيفة مع ركلة جزاء ضائعة، لكن مباراة اليوم التي يغيب عنها البرازيلي ويليان بسبب الإصابة تختلف والحذر واجب بل أهم عوامل الفوز، وهذا أكده المعسكر البرازيلي مدرباً ولاعبين ومراقبين، لأن مباريات التتويج تختلف كلياً عن أي مباراة أخرى حيث الأخطاء البسيطة تلعب دورها.
البرازيل وصلت إلى النهائي بخطوات متثاقلة بعض الشيء، بمعنى أنه لم ترتسم شخصية البطل على الأداء البرازيلي والدليل التعادل السلبي مع فنزويلا والحاجة إلى ركلات الترجيح لتجاوز البارغواي في ربع النهائي بعد التعادل السلبي ثم الفوز غير المستحق على الأرجنتين عطفاً على مجريات المباراة التي ظلمت أبناء التانغو بخلاف الظلم التحكيمي أيضاً، والفوز على بوليفيا بثلاثة أهداف افتتاحاً ليست معياراً.
على الجانب المغاير لم يكن البيروفيون مقنعين خلال دور المجموعات فتعادلوا مع فنزويلا سلباً وفازوا على بوليفيا بثلاثة أهداف لهدف ثم كانت الخسارة القاسية أمام السامبا ولكن الصورة اختلفت في الأدوار الإقصائية، فكان التفوق على أورغواي بالترجيح بعد التعادل السلبي ثم قدم تلاميذ المدرب الأرجنتيني غاريكا أفضل عروضهم فسحقوا تشيلي حاملة اللقب بثلاثة أهداف نظيفة جعلت أحلامهم في استعادة اللقب مشروعة.

الترشيحات برازيلية
قبل أن تبدأ البطولة مالت الترشيحات إلى البرازيل الأكمل من جميع الجوانب، فضلاً عن عاملي الأرض والجمهور وهما عاملان مرجحان تاريخياً، ففي المرات الأربع السابقة التي جرت فيها البطولة على الأراضي البرازيلية دان اللقب لعزفة السامبا وحدث ذلك أعوام 1919 و1922 و1949 و1989 وخلال البطولات الأربع السابقة تعرضت البرازيل لخسارة وحيدة لم تؤثر في نيل اللقب.
ولقاء اليوم أقرب إلى المدرب تيتي ولاعبيه، والميزة الوحيدة التي تصب في خانة البيرو أنها تلعب من دون ضغوط وجماهيرها ستستقبلها في البيرو استقبال الأبطال أياً كانت النتيجة.
إذا كانت البرازيل مرشحة ومدربها اطمأن على منصبه بعد البطولة فإن البيرو حققت مع مدربها الأرجنتيني الشيء الكثير خلال ولايته، وهاكم أبرز إنجازاته:
• تأهل إلى النهائي للمرة الأولى بعد أربعة وأربعين عاماً، فسبق للبيرو أن حازت اللقب عام 1939 وعام 1975 وها هي تصل إلى مباراة التتويج خلافاً للتوقعات وكلمة السر المدرب بالتأكيد.
• حقق الفوز على الأراضي الإكوادورية للمرة الأولى فكانت جواز سفر التأهل إلى كأس العالم.
• تأهل إلى نهائيات كأس العالم في روسيا 2018 بعد ستة وثلاثين عاماً عجافاً.
• أنجز خمس عشرة مباراة متتالية في عهده من دون خسارة.
• حقق أول فوز بركلات الترجيح في كوبا أميركا.
ووفق هذه المعطيات ستقام المباراة على وقع التفوق البرازيلي المتوقع ومحاولة البيرو كتابة التاريخ، وهذا سيصيب الجماهير البرازيلية بالإحباط وإحياء مأساة الأورغواي في نهائي مونديال 1950 وكارثة ألمانيا في نصف نهائي مونديال 2014.
أحلام أليسون
لو كنت أعلم أن أليسون بهذه الجودة لدفعت ثمنه ضعف ما دفعناه في الصيف الفائت.
هذا ما قاله المدرب يورغن كلوب على خلفية التألق غير العادي لحارس مرماه في ليفربول أليسون، فهذا الحارس يطمح لأن يصبح رابع حارس يحرز لقب كوبا أميركا بشباك نظيفة، وتاريخياً منتخبات الأورغواي 1917 والأرجنتين 1921 وكولومبيا 2001 أحرزت اللقب بشباك نظيفة، ووفق النظام الحالي وحده منتخب كولومبيا صنع التاريخ، وها هو منتنخب البرازيل قريب جداً من التقليد والفضل يعود إلى الحارس الواثق أليسون باكير الذي فاز هذا الموسم بجائزة القفاز الذهبي للدوري الإنكليزي، وكان أحد أركان فوز ليفربول بلقب دوري الأبطال وها هو يقود منتخب السامبا إلى النهائي، والملاحظ أن الحارس البرازيلي أليسون لم يتلق أي هدف في آخر 846 دقيقة لعبها مع ليفربول والمنتخب، والكثيرون باتوا يرشحون الحارس للمنافسة على الكرة الذهبية التي حازها من قبل حارس وحيد وهو السوفييتي ياشين عام 1963، وعن هذه الأحلام يقول أليسون:
أقوم بواجبي مع اقتناعي بأن هذه الجائزة تعطى للنجوم والهدافين أكثر من المدافعين وحراس المرمى.
ونحن نقول التتويج البرازيلي بشباك نظيفة يرفع أسهم أليسون بدرجة كبيرة وسيكون بين الثلاثة الأوائل منطقياً.

وجهاً لوجه
سبق للبرازيل أن واجهت البيرو ثماني عشرة مرة في مسابقة كوبا أميركا فكان الفوز برازيلياً في اثنتي عشرة مباراة مقابل ثلاثة تعادلات وثلاث خسارات، واللقاء الأخير كان في ختام دور المجموعات لهذه النسخة كما أسلفنا وفازت البرازيل بخمسة أهداف نظيفة، ولكن يحسب لمنتخب البيرو أنه آخر منتخب فاز على البرازيل في البطولة وكان ذلك في ختام دور المجموعات للنسخة المئوية في أميركا بهدف مقابل لا شيء، وتلك الخسارة كانت سبباً في خروج منتخب البرازيل من دور المجموعات بشكل مفاجئ فخسر المدرب دونغا منصبه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن