شؤون محلية

أكدوا أن التفرغ الطبي هو الحل الوحيد … أطباء مشافي حماة الوطنية يستغبون البصمة الذكية ويتغيبون عن دوامهم!

| حماة- محمد أحمد خبازي

عمدت وزارة الصحة إلى تركيب أجهزة البصمة الذكية في مشافي حماة الوطنية، في محاولة لضبط العاملين فيها، وخصوصاً الأطباء الاختصاصيين، للارتقاء بنوعية الخدمات الطبية والعلاجية المتنوعة التي يقدمها القطاع الصحي للمواطنين المحتاجين.
ولكن ليس كل ما تمنته وزارة الصحة من أجهزتها الذكية أدركته أو ستدركه، إذ لمَّا يزلْ أطباء كثرٌ يتهربون من الدوام منذ ساعات الصباح الأولى، إلى عياداتهم أو المشافي الخاصة التي يعملون بها، بعيداً عن أعين الرقيب الذي لم يعد موجوداً مذ عمدت الصحة إلى تطبيق التوقيع على الدوام بأجهزة البصمة الذكية، التي ركبتها إدارات المشافي بالمداخل الرئيسية المخصصة لدخول الأطباء، وأهدرت عليها الملايين من الليرات.
وبيَّنَ مصدر صحي لـ«الوطن» فضّل عدم ذكر اسمه، أن ظاهرة تهرب أوتسيب دوام الأطباء الاختصاصيين وغير الاختصاصيين العاملين في مشافي حماة الوطنية، تختلف من مشفى لآخر ونسبة وجودها متباينة، ولكنها تبرز بحدة في مشفى حماة الوطني، كونه يقع في مركز المحافظة ويعمل فيه عدد كبير من الأطباء، ولوجود عدة مشاف خاصة في المدينة التي تعد من أكبر مدن المحافظة وأكثرها كثافة سكانية.
وأوضح المصدر أن بعض الأطباء يبصمون إلكترونياً في الصباح المبكر، ويغادرون فوراً إلى عياداتهم أو المشافي الخاصة التي يعملون فيها، ويعودون إلى المشفى قبل نهاية الدوام الرسمي، أي عند الثانية والنصف أو الثالثة، ويبصمون ويغادرون إلى بيوتهم!
ويضيف المصدر: وهذه الحال تثير الاستياء لدى الأطباء الآخرين الملتزمين بالدوام والمتفانين بعملهم، والذين يفضلون خدمة مراجعي المشفى من المواطنين الفقراء، على إغراءات العمل بالمشافي الخاصة المادية، رغم الراتب الزهيد الذي يتقاضونه وهو 45 ألف ليرة!
ولسماع الرأي الآخر تواصلت «الوطن» مع عدد من الأطباء، الذين لم ينفوا ظاهرة التهرب من الدوام، بل أكدوها ودافعوا عن أنفسهم وقالوا: الحل الوحيد هو إقرار قانون التفرغ الطبي الذي سمعنا عنه منذ سنوات طويلة!
وأضافوا: فعلى الأقل يضمن حياةً كريمة للطبيب ومدخولاً شهرياً يُمكِّنهُ من العيش وإعالة أسرته، كما في العديد من دول العالم. فأي طبيب يستطيع اليوم أن يعيش بـ41 أو 45 ألف ليرة فقط؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن