سورية

دحضت مزاعم الدول المضيفة للمهجرين السوريين … «الجامعة الأميركية» في بيروت: ساهموا بمكاسب مالية وخفضوا الجريمة

| الوطن - وكالات

بخلاف مزاعم الدول المضيفة للمهجرين السوريين، بأن وجودهم على أراضيها شكل لها عبئا اقتصادياً وامنيا، أكدت دراسة للجامعة الأميركية في بيروت، أن تلك الدول استفادت ماديا من وجودهم، لافتة إلى هؤلاء أيضاً ساهموا في زيادة حالة الاستقرار في البلدان التي يعيشون فيها.
ونشر الباحث والأستاذ في الجامعة الأميركية في بيروت، ناصر ياسين، بحثاً أكاديمياً بعنوان «حقائق وأرقام عن أزمة اللاجئين السوريين»، تطرق فيه لحقيقة وضع المهجرين السوريين بلغة الأرقام، بعد أن تم اعتبار المهجرين عبئاً ثقيلاً في دول الجوار على وجه التحديد، وذلك حسبما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة.
وجاء في البحث الصادر عن «معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية» في الجامعة الأميركية في بيروت: أن المهجرين تم تصويرهم على أنهم «ديدان طفيلية» تعيش على المجتمعات المضيفة وتهددها، وتم التعامل مع مسألة استقبالهم على أنها أمر غير وطني، بعد أن كان اللجوء والتعامل مع اللاجئين مسألة إنسانية وحضارية نبيلة.
وبين ياسين في البحث أنه من الادعاءات التي يقولها السياسيون المعاديون للاجئين، أن استقبال اللاجئين يضر اقتصادياً، وإن وجودهم يشكل عبئاً اقتصادياً على المجتمعات المضيفة؛ في حين تظهر الأرقام عكس ذلك.
ولفت إلى دراسة نشرت في العلوم المتقدمة في حزيران 2018، قامت بتحليل بيانات تعود لمدة ثلاثين عاماً، وشملت 15 دولة أوروبية، وخلصت على النتيجة التالية: أن الدول التي استقبلت اللاجئين والمهاجرين، أصبحت أقوى اقتصادياً وانخفضت فيها معدلات البطالة.
وذكر ياسين في البحث، أن التحركات ضد اللاجئين لا تنظر إلى الأرقام، وتنشط بقوة على شكل مظاهرات ضد اللاجئين وأعمالهم، وتنادي بوضع قيود عليهم، وتعاقب المنظمات التي تساعدهم وتضيق المساحة المدنية الممنوحة إليهم.
وأشار إلى أنه يوجد 5.6 ملايين مهجر سوري مسجل في تركيا، ولبنان، والأردن، والعراق، ومصر.
وحول المكاسب المالية للدول التي استضافت المهجرين، لفت ياسين إلى أن السوريين أسسوا في تركيا ما يقرب من 6.033 شركة، برأسمال وصل لـ334 مليون دولار، وذلك من عام 2011 لغاية بدايات الـ2017.
وحسب ياسين تشير التقديرات إلى أن رأسمال الاستثمار السوري في تركيا يتراوح من مليار إلى مليار ونصف دولار، وتزداد هذه الاستثمارات مع الزمن، بسبب ازدياد عدد السوريين المشاركين في أعمال تجارية، لافتاً إلى أنه في عام 2018 وحده، تم تسجيل 8.000 شركة مملوكة للمهجرين السوريين في تركيا وحدها، بزيادة تقدر 39 بالمئة عن عام 2016.
ولفت ياسين إلى أن المهجرين يسهمون عبر المنح الدولية في اقتصاد الدول التي يقيمون فيها، إذ من المفترض أن تتلقى الدول المضيفة: تركيا، ولبنان، والأردن، والعراق، ومصر، مبلغ 7.9 مليارات دولار من الدول المانحة، خلال فترة عامين فقط، من 2018 إلى نهاية 2020، يشمل المبلغ النازحين داخل سورية، وذلك حسبما تم إقراره بمؤتمر بروكسل حيث تم التعهد بتقديم 4.3 مليارات دولار من 36 مانحاً خلال 2018، و3.5 مليارات في السنتين المقبلتين.
وحسب البحث، فانه مع ذلك، شارك المانحون بمبلغ 6 مليارات دولار خلال 2018 في اقتصاد الدول التي يقيمون فيها، والأمر نفسه تم في 2017 و2016.
ولفت ياسين إلى أنه في ألمانيا، انخفضت الجريمة بنسبة 10 بالمئة في عام 2017، بعد أن شهدت تدفقاً كبيراً للاجئين في العام السابق، وفي حالة أخرى في إيطاليا، وبالاعتماد على الأرقام التي تم جمعها من الفترة بين 2007 لـ2016، هنالك تراجع ملحوظ في معدل الجريمة في كل المناطق التي ادعى فيها السياسيون المعادون للاجئين، أن معدلات الجريمة بدأت تزداد فيها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن