الأولى

«النصرة»: لن نحل نفسنا وتركيا تناور لإنعاش «الائتلاف»! … الكرملين: قمة لضامني «أستانا» قريباً لتكثيف جهود التسوية

| حلب - خالد زنكلو

عاد الحديث عن عقد قمة ثلاثية تجمع الأطرف الضامنة روسيا وإيران وتركيا على طاولة واحدة للتداول مجدداً، بعد التصريحات الروسية على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف، وما اتبعه من اتصال تركي بموسكو، شكلت فيه «أستانا» المحور الأهم.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، أكدا في مكالمة هاتفية، جرت بمبادرة من الجانب التركي، «أهمية تكثيف الجهود السياسية والدبلوماسية، للتوصل إلى تسوية في سورية، بما في ذلك من خلال المشاورات في صيغة أستانا»، وذلك بحسب بيان صدر عن المكتب الصحفي التابع للكرملين، نقلته وكالة «سبوتنيك» الروسية.
وقبل يومين من ذلك، جدد وزير الخارجية الروسي تأكيد ضرورة القضاء على الإرهاب في سورية وإيجاد حل سياسي للأزمة فيها وفق القرار الأممي 2254.
ولفت لافروف، إلى أن الدول الضامنة لعملية أستانا، أي روسيا وتركيا وإيران، ستواصل جهودها لتحقيق الاستقرار والأمن في سورية، موضحاً أن العمل جار لعقد قمة روسية تركية إيرانية جديدة ضمن صيغة «أستانا» قريباً.
على صعيد آخر، مصادر إعلامية معارضة مقربة من «جبهة النصرة» وواجهتها «هيئة تحرير الشام»، قالت لـ«الوطن»: إنها ترفض حل نفسها مهما كان حجم المغريات المقدمة، وأنه لا نية للنظام التركي بحلها، وذلك رداً على التسريبات الإعلامية الأخيرة، التي تحدثت عن عزمه إلحاق إدلب بمنطقتي «غصن الزيتون» و«درع الفرات»، اللتين يحتلهما، لسحب «ذريعة» تطهير المحافظة والأرياف المجاورة من الإرهاب.
ورأت المصادر في التسريبات، وفي هذا التوقيت بالذات، بأنها محاولة تركية يائسة لإنعاش «الائتلاف السوري» المعارض، والذي دخل في حالة من السبات، على أمل إدخاله على خط أي «تسوية»، يمكن التوصل إليها في إدلب، لإنقاذ ماء وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من المأزق الذي حشر نفسه وبلاده فيه.
وأوضحت أنه وعلى الرغم من المطامع التركية في إدلب بحجة ضمان «أمنها القومي»، إلا أن الظروف المحلية والإقليمية والدولية غير مواتية حتى في المدى المتوسط لاتخاذ تدابير سياسية وعسكرية مرتقبة في إدلب، لتحقيق نهجها التوسعي في آخر منطقة لخفض التصعيد، تضم عشرات آلاف «الجهاديين» التكفيريين من تنظيم القاعدة، ومشمولة باتفاقيات «سوتشي» و«أستانا» مع روسيا.
وأشارت المصادر إلى أن النظام التركي يرى في «النصرة»، حليفاً استراتيجياً وغير مستعد للتضحية به في أي «اتفاق»، لأنه ورقة رابحة تحقق مصالحه ويتوافق مع أجندته الطويلة الأمد.
ولفتت إلى أن نظام أردوغان، لو كان يخطط للقضاء على «النصرة»، فعلياً لما سمح لها بإقصاء ميليشياته المسلحة من إدلب مطلع العام الجاري، وترسيخ نفوذها حاكماً وحيداً للمحافظة والأرياف المجاورة لها، ثم سخر ميليشياته لدعمها خلال المعارك الجارية حالياً، في جبهات ريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي وريف إدلب الجنوبي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن