رياضة

النسور على موعد مع النجوم والأفيال … كأس إفريقيا من دون زعيمها ووصيفه

| خالد عرنوس

قمتان كبيرتان سيشهدهما ختام دور الستة عشر لكأس أمم إفريقيا بنسخته الثانية والثلاثين ستكونان حاسمتين لفريقين ملقبين بالنسور، الأول هو نسور قرطاج التونسي الذي يصطدم بالنجوم السوداء الغاني وموعدها الساعة العاشرة بتوقيت دمشق أما الثاني فهو نسور مالي الذي يحاول التحليق فوق أفيال ساحل العاج وموعدها السابعة مساءً، وينتظر أن تفقد المباريات المتبقية (منذ الأمس) بعضاً من الزخم الإعلامي والجماهيري عقب المفاجأة الكبيرة التي أطاحت بصاحب الأرض المصري وكان صاحبها البافانا بافانا بفوزه المستحق بهدف، وبعد السيناريو الأجمل استطاع نسور نيجيريا الخضر تجاوز أسود الكاميرون بالفوز بثلاثة أهداف لهدفين وهذا يعني أن صاحبي الألقاب الـ12 وزعيمي البطولة التاريخيين خرجا غير مأسوف عليهما.

خروج مستحق
من مباريات اليوم الثاني لثمن النهائي نبدأ حيث تواصل سقوط الكبار فكانت الضحية الثانية عربية أيضاً فبعد سقوط المغاربة بركلات الأعصاب الترجيحية جاء خروج الفراعنة بالضربة القاضية ودون انتظار ضربات الترجيح أو حتى التمديد فمع اهتزاز شباك الحارس محمد الشناوي للمرة الأولى في البطولة كانت الهدف الذي أنهى حكاية تمناها المصريون والعرب نهاية أجمل، واستمرت عقدة النقاط الكاملة واستذكر الأشقاء حكاية 1974 عندما خسروا نصف النهائي أمام زائير بعدما تأهلوا بالعلامة الكاملة.
الضربة القاضية جاءت في الدقيقة 85 بهدف تيمنيكوسي لورش والذي كاد يتضاعف عبر المرتدات السريعة على حين لم يشكل رفاق محمد صلاح أي خطورة حقيقية على مرمى الأولاد ولم يكن الوقت ليسعفهم فخرجوا مبكراً، وإذا كان المغاربة ظلموا بالحظ أو بالتحكيم فإن المصريين غادروا من الباب الخلفي بعد عرض لم يرق لفريق يبحث عن اللقب الثامن والدليل أن نجومية المباراة كانت من نصيب حارسهم الشناوي الذي أنقذ مرماه من أكثر من هدف، علماً أنها المرة الثالثة التي يخرج منها المصريون من الدور الثاني والأولى منذ 2002.

النسور أجمل
وجاءت قمة الخضر بين نيجيريا والكاميرون مثيرة وربما استحقت لقب الأجمل حتى الآن في البطولة فقد تقدم النسور بهدف إيغالو (19) وهو الأول الذي يلج مرمى أنانا في البطولة وقلب الأسود النتيجة خلال أقل من أربع دقائق بداية من الدقيقة 41 بهدفي ياهوكين وكلينتون نجي وخلال الفارق ذاته بداية من الدقيقة 63 أعاد النسور النتيجة لمصلحتهم بهدفي إيغالو وآيوبي وقد استمرت حتى النهاية ليكتب رفاق أحمد موسى نهاية الرحلة الكاميرونية بالدفاع عن اللقب عند الهزيمة الثانية للبطل أمام النسور في البطولة والأولى كانت في دور الثمانية لبطولة 2004 بنتيجة 2/1 والتقدم كان يومها للكاميرونيين.

المنعطف الأهم
لم يقدم نسور قرطاج ما يرضي جماهيرهم عبر ثلاثة تعادلات بالدور الأول ويجب على آلان جيريس ولاعبيه شكر الآخرين على التأهل من مركز الوصيف وغداً سيكون امتحانهم الحقيقي عندما يواجهون نجوم غانا السود الذين تصدروا المجموعة السادسة على حساب البطل الكاميروني وتشكل مواجهة أبطال إفريقية 4 مرات العقدة التي طالما حاول التونسيون فكها دون طائل، ويعتبر عشاق النسور أنه آن للمدرب الفرنسي الكشف عن إمكانيات لاعبيه في هذه المواجهة التي سيخوضونها تحت عنوان (أكون أو لا أكون)، وما زال الأشقاء ينتظرون ردة فعل من نجوم الفريق (المساكني والخزري والحدادي وبراون وكشريدة ومرياح والسخيري والسليتي) وخاصة أنه لا مجال لتعادل جديد وإن حدث فلن ينتهي به الأمر مع وجود الترجيح.
بالمقابل فإن الغانيين الوحيدين الذين بلغوا دور الأربعة في النسخ الست الأخيرة يطمحون إلى إنهاء خصامهم الطويل مع اللقب وخاصة أنهم خسروا النهائي عامي 2010 و2015 ولن يدخروا جهداً للعودة مجدداً إلى مربع الكبار ونظرياً تبدو كفتهم أرجح ولاسيما عند المقارنة بين ما قدمه الفريقان بالدور الأول ويعول المدرب المحلي كواسي أبياه على الأخوين آيو وأساموا وبارتي وأوسو وأتسو وواكاسو وجيان على الرغم من عدم مشاركة الأخير أساسياً.

للذكرى
مع المشاركة الأولى لغانا في البطولة 1963 اصطدم مع التونسي وكان التعادل سيد الأحكام وفي النسخة التالية بلغ الفريقان النهائي فخسر النسور على أرضهم 2/3 بعد التمديد ومعه بدأت العقدة الغانية للتونسيين فخلال 4 مواجهات لاحقة كان الفوز من نصيب النجوم الذين فازوا بهدف في نسختي 1978 و1982 ثم 2/1 عام 1998 و2/صفر في النسخة التالية وكلها بالدور الأول وعادوا وفاز بالنتيجة ذاتها ضمن ربع نهائي 2012، أما الفوز الوحيد لتونس على غانا فجاء ودياً عام 2006 بهدفين.

النسور والأفيال
بالتأكيد فإن كفة الأفيال أثقل بالوزن وبالإنجازات الكروية حيث سبق لأبناء ساحل العاج التتويج بالكأس في مناسبتين على حين نسور مالي لم يحظوا بهذا الشرف بعدما لامسوه في نهائي 1972 ويجمع الفريقين قاسم مشترك فقد خرجا من الدور الأول للنسخة الماضية وقد سبق للمالي أن غادر بطولة 2015 من الدور ذاته على حين توج العاجي بلقبها وهو ما يحاول أولاد المدرب ابراهيما كامارا استعادته في النسخة الحالية رغم أن المقدمات لم توح بهذا الأمر عقب خسارة الدور الأول من المغاربة في حين نجح لاعبو المدرب محمد ماغاسوبا بتصدر مجموعتهم.
ويتطلع موسى ماريغا وزملاؤه إلى إنهاء العقدة العاجية التي لازمت مالي طوال عقود طويلة من المواجهات الرسمية فلم تخرج بأكثر من 6 تعادلات مقابل 9 هزائم منها 3 مرات بالبطولة، أولاها على المركز الثالث عام 1994 (3/1) وثانيتها في الدور الأول لبطولة 2008 (3/صفر)، والثالثة كانت في نصف نهائي 2012 (1/صفر) قبل أن يتعادلا مرة رابعة في نسخة 2015 بنتيجة 1/1.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن