رياضة

منطق ومناطق

| مالك حمود

ما يجري في ساحتنا الكروية في الآونة الأخيرة يذكرني بالمثل القائل:
(اجلس أعوج.. واحكي جالس)..!
فأين المنطق مما يجري الآن في كواليس كرة القدم السورية؟
الكلام عن مبالغ خيالية، وعقود خرافية، وأرقام فلكية، وماذا بعد.؟
لسنا ضد أن يتقاضى اللاعب مبالغ طائلة خصوصاً أن العمر المهني للرياضي محدود، وكذلك المدرب الذي يعيش حياته تحت ضغوط الأندية وجماهيرها والتقييم الارتجالي والأهوج، وعندما ينتهي عقده التدريبي لا يجد من يعينه بثمن ربطة خبز ليطعم أسرته.!
ولكننا نتحدث عن المنطق في الصرفيات والأجدر أن تكون على مبدأ (ساقية جارية ولا نهر مقطوع)
والأهم من هذا كله أن تكون الموارد ثابتة ومستقرة وغير مرهونة بأفراد وداعمين، مع احترامنا لدعمهم وتشجيعهم وعشقهم للنادي، ولكن من يضمن استمرارهم على دعمهم، والوفاء بكل وعودهم المالية؟
فهل من ضمانات لذلك، خصوصاً أن الأرشيف المالي للاعبين السوريين مملوء بالمنغصات وكم من لاعب ضاعت حقوقه أو أجزاء منها مع الأندية، والأمثلة كثيرة ومتعددة ومتنوعة، ناهيك عن التأخر في دفع المستحقات الذي بات تقليدا أساسيا في معظم أنديتنا، وهذا ما يضطر اللاعب للقبول أحياناً برقم أقل من المبلغ المتفق عليه لتحصيل حقه، وكأننا في سوق الهال!
وماذا يمنع الأندية أن تضع مسبقاً تلك الكتلة المالية الكبيرة التي تتحدث عنها في البنك وتعلنها أمام اتحاد الكرة من باب الضمانات قبل الخوض في التعاقدات؟
وماذا يمنع تلك الأندية التي تسارع إلى التعاقد مع اللاعبين من المبادرة أولا لتسمية مدرب الفريق، وبعدها تأتي الخطوات التالية؟
أليس الأجدر بإدارة النادي التشاور مع المدرب في كيفية بناء الفريق الجديد، والمراكز التي يحتاج إليها، واللاعبين الذين يرى فيهم المقدرة على تلبية متطلباته الفنية بالملعب، بدلا من وضع المدرب تحت الأمر الواقع؟
ما يحصل في أنديتنا يدعو للغرابة، وثمة فصل جديد من فصول رياضتنا الحالمة بواقع أفضل، ومستوى أجمل عله يعيد التوازن إلى المنتخب الوطني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن