رياضة

بعد خيبة الموسم الماضي .. نادي الاتحاد إلى أين المسير؟ … البحري فضّل الذهاب لتشرين وتعاقدات من الصف الثاني

| حلب – فارس نجيب آغا

تقلبات وتفاصيل كثيرة حضرت خلال الأيام القليلة الماضية في نادي الاتحاد بعد غفوة طويلة وفراغ إداري كبير غير مسبوق على مر سنوات لم نشهد مثيلاً لها، ونحن هنا نتحدث بكل صدق وأمانة بعيداً عن العلاقات الشخصية التي تربطنا بمجمل أعضاء مجلس إدارة النادي، لكن كلمة الحق تقال وعبر الشقين الإيجابي والسلبي ومن لا يتقبلها فتلك مشكلته لأننا لم نعتد يوماً أن نرى الأخطاء ونصمت حيالها، بالمقابل في عديد المناسبات سلطنا الضوء حول الإيجابيات التي وفق المجلس بها لكن في ظل غياب استراتيجية عمل واضحة المعالم وعدم المتابعة وضياع النادي داخلياً فذلك يحتاج لوقفة صريحة وصادقة لملامسة أوجاع الشارع الرياضي، وما القرار الصادر مؤخراً الذي يفضي لحل مجلس الإدارة وتعيين لجنة تسيير أمور بانتظار الموافقة عليها من قبل المكتب التنفيذي إلا عملية إسعاف متأخرة كان من المفترض حدوثها منذ أشهر وليس الآن ونحن على أبواب الانتخابات.

فقدان الهيبة
بالعموم نادي الاتحاد بات يفقد الكثير من هيبته ومكانته مع بدء تصدع جدرانه وتفتت أحجاره التاريخية والاستمرار بهذا النهج عبر البحث عن إنجاز آني مع تعاقدات لبعض اللاعبين تعتبر من مرتبة الصف الثاني للدوري الممتاز وطبل وزمر فارغ الشكل والمضمون في ظل دفع أرقام مالية لا تخضع لمعيار المنطق أو السوق ولا تتناسب مع المستوى المتواضع، لكن من بيده القلم هو الحاكم بأمره مع غياب تام للجنة خاصة بكرة القدم يفترض أن تسند إليها تلك الأمور فهي الأعلم بذلك، لكن الصورة لم تتبدل منذ مواسم والرواية تكاد تكون نفسها مع تبدل الأدوار فقط وهو ما أشارت إليه معظم الجماهير على منصات مواقع التواصل!
التفاف قانوني
في أول التفاصيل لا بد من أن نلفت الانتباه للقرار الصادر من قبل اللجنة التنفيذية بحلب حول حل مجلس إدارة نادي الاتحاد، ولماذا التأخير كل تلك الأشهر وما الشيء المهم حتى سارعت الآن للخروج بهذا القرار الذي تبين فيما بعد أنه لا يساوي قيمة الحبر الذي كتب به، والهدف كان تصفية بعض أعضاء المجلس الذين يستحقون ذلك فمن يقرأ بين السطور ويعلم واقع النادي والخلافات بين الأعضاء التي حدثت بينهم يؤيد ذلك لأنهم يستحقون الإقالة بكل أمانة، المشكلة أن اللجنة التنفيذية اقترحت أسماء بديلة كلجنة تسيير أمور حتى موعد الانتخابات ومن كان له حصة بالدخول يقول إنه لا علم له بذلك والكلام على نية الراوي، ونحن ننفي ذلك لأن الجميع يهرول خلف وضع اسمه لضمان مقعد له، لكن الشيء الذي وصلنا هو السماح للجنة تسيير الأمور بدخول الانتخابات القادمة هذا في حال جرت الانتخابات ولم يحل مكانها التعيين. بالمحصلة الأسماء المقترحة لم تتبدل كثيراً حيث حافظ رئيس النادي المهندس مفيد مزيك على موقعه إضافة للمهندس أحمد رحماني عضواً ودخول السادة جمعة الراشد وعبد الغني غنوم وصباح البكري.

تغيير المسار
بما يخص ملف كرة القدم فمجلس الإدارة بعد اتفاقه مع المدرب ماهر بحري على جميع التفاصيل وإرسال نسخة من العقد إلى حماة لم يبادر للتوقيع معه وترك الأمور لحين اصطحاب المدرب إلى حلب، وبين إرسال العقد وموعد التواجد في حلب مضى ما يقارب خمسة عشر يوماً تقلبت فيها الأمور فذهب البحري لتشرين مفضلاً التوقيع معه بدلاً من الاتحاد ونعتقد أن المدرب محق رغم التفاهم على كل شيء، لكن تأخر الإدارة وهدر الوقت لأسباب مبهمة ينم عن سوء تقدير وعدم إنهاء الموضوع وحضورها إلى حماة جعل البحري يغير وجهته، ناهيك عن الإشكالات الإدارية التي يعاني منها نادي الاتحاد وسط استغلال بعض ضعاف النفوس الأمر وإرسال إشارات للبحري بعدم الترحيب به في حلب، وهو الشيء الأهم الذي عجل برحيل المدرب وتغيير خط مساره نحو تشرين، وبذلك خسر الاتحاد الرهان وبات يبحث عن بديل من جديد نتيجة التقاعس وعدم إنجاز العمل بصورة سريعة، والمدرب الجديد رغم التكتم عليه لكننا تمكنا من معرفته وهو لاعب ومدرب سابق في نادي الاتحاد ويعمل في إحدى الدول الخليجية وله مكانته عند جماهير الاتحاد وإن تمت الصفقة فستكون ضربة معلم عمل عليها أحد محبي النادي.

حملة تنظيف
دخول الشركة الداعمة على خط التعاقدات في نادي الاتحاد كان الهم والاهتمام وهو شيء مرحب به وتشكر على مبادرتها.
لكن الغريب في الأمر هو تحول البوصلة من مقر النادي إلى مقر الشركة حيث جرى إبرام جميع عقود اللاعبين بعيداً عن النادي لأول مرة في تاريخه ولا أحد يدري السبب الرئيسي لهذا العمل وهو شيء لم يحدث في كل أندية العالم بأن تبرم الصفقات خارج أسوار البيت الداخلي مع توقيع اللاعبين على عقدين ينقسمان بين الشركة والنادي وهو حدث فريد من نوعه لم نسمع به، فطالما الشركة تعتبر نفسها داعمة فالغاية لتوقيع عقد مع اللاعب؟
بالعودة لإحدى الشركات الداعمة لنادٍ ساحلي لم تبادر تلك الشركة لتوقيع عقود مع اللاعبين رغم عشرات الملايين التي قدمتها حتى الآن ولم يتقدم ممثلها ليكون في واجهة التعاقدات واكتفى بدور المتابع. بالنهاية نادي الاتحاد بشكل عام يحتاج لعمل كثير لتصحيح مساره في كل الألعاب فهناك خلل كبير جداً وننصح لجنة تسيير الأمور أن تباشر بحملة تنظيف داخلية وبقرارات ذات قيمة إن كانت تريد فعلاً العمل بأمانة وضمير، ونحن من جهتنا نتمنى فعلاً أن يكون هناك نقلة نوعية في جميع المجلات لأن الواقع أليم وليعذرنا أصحاب الشأن فربما ما سقناه في السطور القادمة لن ينال إعجابهم، لكن هو من حرصنا على إحدى قلاع الرياضة السورية وحتى يستفيقوا من سباتهم فلا غاية لنا ولسنا ضد أحد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن