الأولى

ميليشيات تركيا: «الاستحقاقات» المقبلة تربك الوضع في إدلب … بيدرسون في دمشق والجيش يتصدى للإرهاب

| حلب- خالد زنكلو

تزامناً مع الحراك السياسي الذي تشهده دمشق، مع وصول المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون، تصدت وحدات الجيش العربي السوري، لهجوم إرهابي هو الأعنف منذ أشهر شنه «الحزب الإسلامي التركستاني»، على محور تلة أبو علي، ومحاور أخرى في المنطقة، كما استهدفت المجموعات المسلحة، مواقع الجيش بعشرات القذائف الصاروخية.
وأكد مصدر ميداني فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة أنباء «شينخوا» الصينية، أن وحدات الجيش تمكنت من صد الهجوم، الذي لم يحدث أي تغير في خريطة السيطرة في ريف اللاذقية الشمالي.
وعلمت «الوطن» أن الجيش أرسل تعزيزات إلى المنطقة لمواجهة هذا الهجوم العنيف.
من جهته أفاد مصدر ميداني لـ«الوطن»، بأن الجيش ردَّ على الاعتداء الإرهابي الذي تعرضت له قرية العزيزية بريف حماة، بعدة قذائف صاروخية بطيرانه الحربي الذي شن غارات مركزة على نقاط انتشار الإرهابيين في أطراف مدينة مورك وقرى الزكاة وحصرايا والأربعين شمال حماة، وبالمدفعية الثقيلة في قرى تل ملح والجبين والجيسات وتل الصخر بريفها الشمالي الغربي، وهو ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد منهم وتدمير عتادهم الحربي.
كما دك الجيش بمدفعيته الثقيلة تحركات لما يسمى الحزب الإسلامي التركستاني في قرية الحويجة بشمال سهل الغاب، وهو ما أسفر عن مقتل العديد من أفراده الإرهابيين وجرح آخرين.
على صعيد مواز، يتخوف النظام التركي من النتائج العكسية التي قد تفرضها العديد من «الاستحقاقات» المقبلة خلال الفترة القريبة المقبلة، والتي من شأنها أن تربك الوضع الميداني المتأزم في إدلب.
وقالت مصادر معارضة مقربة من «حركة أحرار الشام الإسلامية»، إحدى أهم ميليشيات «الجبهة الوطنية للتحرير» التي شكلتها تركيا، لـ«الوطن» أن تركيا كثفت بعد قمة العشرين نهاية الشهر الماضي في اليابان، اجتماعات مسؤوليها العسكريين والأمنيين مع قادة الميليشيات المسلحة التابعة لها لوضعهم في صورة تحركاتها السياسية والعسكرية بما يخص الوضع في إدلب والأرياف المجاورة.
ومن بين التطورات التي تؤرق النظام التركي، الوضع في الداخل التركي على خلفية خسارة حزب «العدالة والتنمية» الحاكم الكثير خلال الانتخابات البلدية، ولاسيما بلدية اسطنبول، والتي من شأنها أن تخرج الحزب، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان من المعادلة السياسية لحكم تركيا مستقبلاً، وخصوصاً مع تنامي الخلافات والانشقاقات داخل حزبه.
ولفتت المصادر إلى أن استنفار النظام التركي في آخر منطقة لخفض التصعيد في إدلب وعلى حدود بلاده الجنوبية معها يوحي بأنه قلق من استحقاقي القمة الثلاثية التي ستجمع زعماء روسيا وإيران وتركيا نهاية الشهر المقبل، والقمة الثانية الرباعية وتضم قادة روسيا وألمانيا وفرنسا وتركيا، ويرجح أن تعقب القمة الأولى.
وكشفت المصادر عن تخوف الضباط الأتراك من التوجه الإقليمي والدولي لاستئصال فرع تنظيم القاعدة في سورية والذي تمثله «هيئة تحرير الشام» بقيادة «جبهة النصرة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن