رياضة

نسور قرطاج على سلحفاة التعادلات في العرس الإفريقي … موقعة ربع النهائي بين المحاربين والأفيال

| خالد عرنوس

خمسة منتخبات سبق لها التتويج باللقب دخلت ربع نهائي كأس إفريقية بنسختها الثانية والثلاثين الجارية في مصر، وتبدو كفة واحد منها أرجح على حساب منافسه ونقصد هنا المنتخب التونسي الذي يلتقي الليلة بداية من الساعة العاشرة نظيره الملغاشي مفاجأة البطولة، وإذا كانت كفة الأخضر النيجيري أرجح على منافسه الجنوب إفريقي فإن مواجهة بين بطلين سابقين لا يمكن التكهن بنتيجتها أو حتى ترجيح كفة أحدهما على الآخر، ونقصد هنا منتخب محاربي الصحراء الجزائري ونظيره أفيال ساحل العاج اللذين تجمعهما مباراة السابعة مساءً على أرض ملعب السويس، وكانت المواجهة الرابعة في هذا الدور جمعت منتخبي السنغال وبنين اللذين لم يسبق لهما التتويج بالطبع.

نهائي مبكر
عند استعراض منتخبات دور الثمانية نجد أن عدد المرشحين للفوز بالكأس يهبط إلى النصف وهي المنتخبات التي بدأت البطولة كمنتخبات مرشحة للمنافسة إلا أن فرصها زادت قليلاً عقب خروج كل من مصر والمغرب والكاميرون وغانا، كما أننا سنخسر واحداً على الأقل بفعل المواجهة التي تجمع المنتخبين الجزائري والعاجي (وربما أكثر حسب نتائج الأمس)، وبعد خوضهما لأربع مباريات بدا المنتخبان بمدربيهما الوطنيين الأفضل بين أقرانهم في دور الثمانية والأكثر ثباتاً من ناحية الأداء مع أفضلية للمنتخب الجزائري وخاصة أنه أثبت كفاءة دفاعية عالية، على حين العاجي مني بهزيمة بالدور الأول أمام المغربي ولم يكن الأفضل في مباراة مالي بدور الـ16.
الفريقان مهما اختلفت الآراء فهما من النخبة الإفريقية، فمحاربو الصحراء سبق لهم الظهور بالمونديال أربع مرات، منها مرتان في العقد الحالي رغم أنه لم يبلغ مربع الكبار في العرس الأسمر سوى مرة واحدة منذ تتويجه باللقب عام 1990 وترافقت مع عودته المونديالية عام 2010 على حين المنتخب العاجي هو بطل القارة قبل أربعة أعوام فقط رغم أنه بدوره أخفق بالتأهل إلى العرس العالمي في روسيا 2018 وظهر في ثلاث نسخ متتالية.
أسلحة فتاكة
وبعيداً عن موقعيهما على خريطة كرة القدم الإفريقية فإنهما يضمان نخبة من اللاعبين المميزين على الساحة الأوروبية في الوقت الراهن، ففي المحاربين هناك رياض محرز بطل الدوري الإنكليزي الممتاز لمرتين وهناك ياسين إبراهيمي وسفيان فيغولي وعيسى ماندي وسليماني ورفيق حليش وقديورة، وكل هؤلاء من الخبراء إلى جانب الجدد بغداد بونجاح ويوسف عطال ومحمد فارس والمتألق في هذه البطولة آدم وناس، وعلى جانب الأفيال ورغم رحيل توريه ودروغبا إلا أن صفوفه مازالت زاخرة، فهناك سيرج أورييه ونيكولاس بيبي وويلفريد زاها وجوناثان كوجيا وغراديل وكيسي وكورنيه، كل هذه الأسماء وغيرها في تشكيلتي الفريقين قادرة على تقديم وجبة كروية مثيرة بعيداً عن المتعة التي قد تتوقف على النتيجة وعلى تعليمات المدربين جمال بلماضي وابراهيما كامارا اللذين تسلما المهمة منذ عام تقريباً.
وتسلسل الأخير من منصب المدير الفني للمنتخبات الصغيرة من الناشئين حتى وصل إلى المنتخب الأول مروراً بالشباب والأولمبي والمحليين، على حين نزل بلماضي عند رغبة الجماهير ووسائل الإعلام الجزائرية عقب النجاحات الطيبة مع نادي الدحيل وقبلها مع العنابي القطري.

ثقة عالية
كل من شاهد المنتخبين لاحظ ثقل كفة الجزائريين بفضل العمل الكبير للمدرب الذي آثر العمل بصمت في البداية إلا أنه لم ينس الرد على منتقديه عقب النتائج الرائعة وخاصة حول بعض خياراته التي أصر عليها قبل البطولة، ويدرك بلماضي أن المهمة لن تكون سهلة إلا أنه أكد معرفته بالمنتخب العاجي وخاصة أنه آثر حضور مباراة الأخير أمام مالي على الطبيعة، ويحسب للمدرب البالغ من العمر 43 عاماً أنه فرض أجواء مثالية على معسكر فريقه بفضل تعامله مع الجميع بالمستوى ذاته، ولا ننسى خبرته السابقة كلاعب في مثل هذه البطولات وعليه فلم يرشح عن غرف الجزائريين أي إشكال مثلما حدث مع منتخبات كثيرة في البطولة، وهذا أحد أسباب نجاح عمل بلماضي عدا فكره التكتيكي العالي الذي ظهر جلياً في المباريات السابقة.
بالمقابل فإن مدرب الأفيال يدرك صعوبة المهمة حتى إنه تمنى تجنب مواجهة المحاربين لكنه جاء إلى مصر لخوض 7 مباريات حسب تصريحاته الأخيرة وهو يثق بلاعبيه الذين قدموا ما بوسعهم حتى الآن مع بعض التحفظ على الأداء العام في بعض الأوقات.

للتاريخ
تعتبر مواجهة الجزائر مع ساحل العاج من كلاسيكيات البطولة فقد تقابلا 7 فيها، ولم ينس الأشقاء أن أول ظهور لهم بالعرس القاري كان أمام الأفيال وفيه خسروا بقسوة صفر/3 إلا أن الجزائريين ردوا بالنتيجة ذاتها في بطولة 1990 بعد التعادل 1/1 في بطولة 1988، وتكررت الثلاثية العاجية عام 1992 وكلها في الدور الأول وعاد الخضر وفازوا 3/2 في ربع نهائي 2010 قبل أن يرد العاجيون مجدداً في الدور ذاته بنتيجة 3/1 في 2015 بعد تعادل بهدف لمثله بالدور الأول عام 2013، وبالمجمل تقابل الفريقان 21 مرة وساد التعادل بمجموعها (7 تعادلات و7 انتصارات لكل منهما) والأهداف لمصلحة الأفيال بواقع 25/22.

نسور برسم المربع
لم يقدم المنتخب التونسي حتى الآن ما كان منتظراً منه لا من ناحية الأداء ولا حتى بالنتائج التي قدمت له على طبق من ذهب لحضور دور الثمانية، فقد سجل أربعة تعادلات حتى الآن وقد يكون من حسن حظ رفاق وهبي الخزري والمدرب آلان جيريس أنهم وجدوا منتخب مدغشقر ضيف البطولة الجديد في مواجهتهم وربما ابتسمت لهم الأقدار ببلوغ نصف النهائي للمرة الأولى منذ تتويجهم باللقب الوحيد عام 2004، فالخبرة التونسية ستكون راجحة في اللقاء الذي يستضيفه استاد السلام في القاهرة، ويبدو أن درس المنتخب الغاني سيكون حاضراً في أذهان المساكني والخنيسي ومرياح والمعز حسن والبقية.
احترام المنافس من الأولويات، فالمنتخب الملغاشي الذي صعق نسور نيجيريا بالدور الأول استطاع التأهل كبطل لمجموعته ثم قدم مباراة كبيرة أطاح فيها بالكونغو عبر ركلات الترجيح وبات ينتظر مواصلة طريقه نحو مربع الكبار لكنه سيجد صعوبة كبيرة أمام فريق متمرس بلعب البطولة ورغم عدم بروزه حتى الآن في البطولة، لكنه كان حاضراً بالمونديال الماضي ولديه كل الأسلحة اللازمة لحسم النتيجة، تاريخياً تقابل المنتخبان 3 مرات ففاز النسور مرتين ذهاباً وإياباً بهدف ثم بهدفين ضمن تصفيات مونديال 2002 وفاز جواميس مدغشقر بثلاثية ضمن دورة الألعاب الإفريقية في كينيا 1987.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن