باحثون أوروبيون وعرب في المؤتمر العلمي لإعمار سورية … وزير التعليم العالي لـ«الوطن»: مسيرة الحياة في سورية لم تتوقف … بروفسور بولوني: مفهوم البناء في الغرب يختلف عن البناء في سورية
| فادي بك الشريف - قصي المحمد
بمشاركة باحثين من دول عربية وأجنبية ضمت لبنان والأردن والعراق وإيطاليا وروسيا والنمسا وبولونيا، إضافة إلى مشاركة إيران وباحثين أكاديميين من الجامعات السورية الحكومية والخاصة والجامعات العربية والدولية وخبراء متخصصين بإعادة الإعمار ومن المنظمات الدولية، انطلقت تحت رعاية وزير التعليم العالي فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الأول «إعمار سورية الوطن» بين الواقع والطموح والذي تنظمه كلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق والمعهد العالي للتخطيط الإقليمي في قاعة رضا سعيد، على أن تنتهي أعماله يوم غد بحضور 12 باحثاً من الدول العربية والأجنبية ونحو 30 باحثاً محلياً.
ويهدف المؤتمر الذي بدأ أمس إلى تقديم أحد الإنجازات والأبحاث ومناقشة التحديات وتبادل الخبرات والأدوات في مختلف العلوم ذات الصلة بإعادة الإعمار، ويخوض في محاور تكامل الهيكلة التخطيطية على المستويات الوطنية والإقليمية والمحلية مع إستراتيجيات وآليات إعادة الإعمار ومتطلبات المخططات التنظيمية للمناطق المتضررة، ودراسات معمارية تتناول مواضيع السكن الاجتماعي المؤقت ونهج إعادة تأهيل المباني المتضررة بما يحفظ الهوية المعمارية للمدن السورية مع التركيز على خصوصية الدراسات المتعلقة بالمباني التاريخية والثقافية.
كما يبحث المؤتمر في محور الدراسات المتعلقة بقراءات تحليلية قانونية وإدارية وتمويلية لملاءمة التشريعات المعنية بمرحلة إعادة الإعمار، ودراسات في أسس الكشف على المباني المتضررة وترميمها وإدارة تقييم الأضرار على المساكن والبنى التحتية، ودور تقانات الاتصالات الحديث وأنظمة إدارة النفايات الصلبة والطاقات المتجددة في مرحلة إعادة الإعمار، إضافة إلى محور الدراسات في الإستراتيجيات الاقتصادية والاجتماعية والتنمية المستدامة.
وقال وزير التعليم العالي بسام إبراهيم في تصريح لـ«الوطن»: يأتي المؤتمر كجزء من مرحلة التعافي الاقتصادي والعمراني والاجتماعي والثقافي والعلمي، منوهاً بأن مسيرة الحياة لم تتوقف وبقيت مؤسسات الدولة تعمل ومستمرة في أداء مهامها الأساسية، مضيفاً: إن المؤتمر يسلط الضوء على أبحاث هامة مرتبطة بحاجات وخطط التنمية الوطنية، كما يعتبر محطة لتشخيص الأضرار وبناء المنهجية الصحيحة في عملية التصميم المعماري والتنظيم العمراني وتخطيط المدن.
ولفت إبراهيم إلى دعوة الجهات والمؤسسات للاستفادة من الأبحاث التي تساهم في إعادة الإعمار، ذاكراً أهمية المؤتمر في لقاء الباحثين ومناقشة الأفكار وتبادل الخبرات العلمية، علماً أن القطاع الهندسي شهد تطوراً ملحوظاً من خلال توافر الكفاءات والكوادر العلمية والوطنية.
وأضاف الوزير: أدركت الوزارة أهمية تحسين وترتيب مواقع الجامعات بالاعتماد على الإستراتيجيات الجديدة، وتحسين الظهور العالمي وتطوير ودعم البحث العلمي ووضع الخطط وتسليط الضوء على المنشورات والمجلات، مع رفع نوعية التعليم وتحسين جودته.
ولفت رئيس جامعة دمشق محمد ماهر قباقيبي في حديث لـ«الوطن» إلى وجود مراكز بحثية تعنى بموضوع التخطيط الإقليمي والإعمار، مشيراً إلى وضع نتائج وتوصيات المؤتمر في يد الجهات الحكومية والمعنيين في مرحلة إعادة الإعمار لتؤخذ بالحسبان، مضيفاً: واستقبال أي باحث يمكن أي يقدم قيمة مضافة.
وقال محافظ ريف دمشق علاء إبراهيم لـ«الوطن»: إن المحافظة تعرضت لضرر كبير في البنى التحتية، مضيفاً: إن مشاركة المحافظة جاءت لتبادل الخبرات مع المشاركين من الخارج ودول الجوار، والاستفادة مما توصل إليه العلم من تقنيات حديثة في إعادة الإعمار، ومعالجة واقع المدن التي تعرضت للتدمير، والاستفادة في البناء والمخططات التنفيذية، منوهاً بأهمية مشاركة الدول الخارجية وبعض الشركات الخاصة، ناهيك عن الخبرات ضمن الجامعات السورية، مع المحافظة على المناطق الأثرية، وإضافة شيء حضاري جديد.
واعتبر مدير عام مؤسسة الإسكان معلا الخضر في حديثه لـ«الوطن» أن المؤتمر من أهم المؤتمرات التي تحدث في مجال إعادة الإعمار مع تميزه بمشاركة ممثلين لدول أجنبية، منوها بالاستفادة من الأبحاث العلمية ضمن المؤتمر ومن التجارب التي حدثت في مختلف دول العالم، والاستفادة منها في التطبيق العملي في سورية وتقييم الأضرار، واستفادة المؤسسة من تقنيات التنفيذ والجدوى الاقتصادية في بعض الدراسات المقدمة.
وأشار أستاذ الهندسة الصناعية في جامعة «ألممات» في بولونيا البروفسور جوفاني سمبريني في تصريح لـ«الوطن» إلى كيفية البناء مع الطاقة الصفرية بهدف التخفيف إلى حد الانعدام في استهلاك الطاقة، وتحدث عن كيفية استهلاك البناء بطاقة بأقل كميات ممكنة كنظام استهلاك الطاقات المتجددة، لافتاً إلى أن موضوع الحرارة يقصد به تخفيف الأضرار ما بين الحرارة والأبنية السكنية.
وأشار سمبريني إلى أن العقوبات الاقتصادية الغربية على سورية يجب أن تتم مواجهتها من خلال التواصل ما بين الشعوب الغربية في الاتحاد الأوروبي وبلدان الشرق الأوسط وسورية، من خلال تبادل البعثات العلمية والاقتصاد، لافتاً إلى أن مفهوم البناء في الدول الغربية يختلف عن النظام المعتمد لمفهوم البناء في سورية.
ولفت ممثل العلاقات الخارجية بجامعة موسكو البروفسور إلكسندر تيتوف لـ«الوطن» إلى أنه سيتم مناقشة تقرير خلال المؤتمر عن إعادة الإعمار والآليات المتبعة فيه، موضحاً أنه سيتم إجراء نقاشات ومفاوضات مع جامعة دمشق حول هذا الموضوع.
ولفت عميد كلية الهندسة المعمارية في جامعة دمشق سلمان محمود إلى أنه رغم التحديات الكبيرة التي حاولت أن تعوق انعقاد المؤتمر خلال الفترة الماضية، إلا أن الباحثين الأجانب أصروا على المشاركة لما للحدث من أهمية كبيرة في الوقت الراهن، مشيراً إلى أن فحوى المؤتمر هو مناقشة الإستراتيجيات والسياسات والأولويات والرؤى التنفيذية التي ستساعد في اتخاذ القرارات الإدارية والتشريعية لرسم صورة سورية المستقبل.