عربي ودولي

واشنطن مستعدة لتطبيع كامل مع إيران.. وروسيا تؤكد حق طهران بامتلاك اليورانيوم المخصب … روحاني للغرب: لو كان تخصيب اليورانيوم سيئاً فلماذا تخصبونه!

| روسيا اليوم - أرنا - رويترز

أعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني عن رفضه أن يكون تخصيب اليورانيوم جيداً للآخرين وسيئاً لإيران، وخاطب الدول الغربية بالقول: «إذا كان تخصيب اليورانيوم سيئاً فلماذا تخصبونه؟».
وأكد روحاني أن إجراءات طهران في تقليص التزاماتها النووية ستكون تدريجية لكنها تصاعدية، معتبراً أن الحديث عن التفاوض في ظل العقوبات التي تتسبب بالمشكلات للاقتصاد الإيراني، هو «خدعة».
ولفت الرئيس الإيراني إلى أن الظروف ستختلف في حال رفعت واشنطن العقوبات عن إيران، واعتذرت منها والتزمت بتعهداتها في الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
في غضون ذلك أكدت واشنطن في بيان لمجلس وكالة الطاقة الذرية أمس أنها «مستعدة حتى لإمكانية التطبيع الكامل للعلاقات مع إيران، وما تزال مستعدة لإجراء محادثات دون شروط مسبقة».
واعتبر البيان الأميركي للمجلس أن توسع برنامج إيران النووي هو «محاولة لابتزاز المجتمع الدولي من أجل المال»، مشيراً إلى أن «الطريق الذي يسلكه نظام إيران لن يزيده إلا عزلة على الساحة الدولية وسيزيد المخاطر التي تواجهه».
في هذه الأثناء أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن العقوبات ضد إيران ستتضاعف قريباً، متهماً طهران بالقيام بتخصيب اليورانيوم «سراً» رغم الاتفاق النووي.
وغرّد ترامب في «تويتر» أمس: «كانت إيران تقوم بالتخصيب سراً لفترة طويلة في انتهاك تام للصفقة المروعة بقيمة 150 مليار دولار التي أبرمها جون كيري وإدارة أوباما».
وأشار ترامب إلى أن الاتفاق النووي الإيراني الذي انسحبت واشنطن منها أحادي في أيار 2018 «كان يفترض أن ينتهي سريانه خلال بضع سنوات»، وأضاف: «سيتم قريباً زيادة العقوبات إلى حد كبير!».
في سياق متصل، قال مستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل بون إنه «رغم الإجراءات الأميركية فإن قوة ومكانة إيران في المعادلات الإقليمية والدولية شهدت نمواً لافتاً».
وأشار بون خلال لقائه أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أمس في طهران إلى أن الرئيس الفرنسي «يسعى لاتخاذ مبادرات مشتركة لوقف الحرب الاقتصادية الأميركية ضد إيران»، مبرزاً أن «باريس ترغب باستمرار الحوار والتعاون مع إيران لإدارة الأزمات في سورية واليمن والعراق ولبنان».
من ناحيته انتقد شمخاني الدور الأوروبي في أزمة الاتفاق النووي، معتبراً أن «استقلال أوروبا بات رهينة أميركا»، كما شدد على أن دول الاتحاد الأوروبي «يجب أن تقف أمام الأحادية الأميركية للدفاع عن هويتها واستقلالها».
وقال شمخاني خلال اللقاء: «انتهى زمن تنفيذ الإجراءات بشكل أحادي ونحن ماضون في طريق خفض التزاماتنا»، موضحاً أن «إيران أثبتت قدرتها على إدارة ومواجهة التوترات والتحديات على جميع الصعد الاقتصادية والسياسية والدفاعية»، مضيفاً: «لا يمكن الحديث معنا بلغة القوة».
إلى ذلك رحبت إيران أمس بالمساعي الفرنسية للحفاظ على الاتفاق النوويّ، وقال المتحدث باسم الخارجية عباس موسوي لوكالة «أرنا» إن بلاده «لم تتلقَ مقترحاً رسمياً لعودة أميركا إلى مجموعة 5+1 واللجنة المشتركة للاتفاق»، مؤكداً أن إيران «لم تُغلق باب الدبلوماسية وأن أبواب الحوار مفتوحة».
وكانت الرئاسة الفرنسية قد تحدثت الثلاثاء عن أن بون سيسعى خلال زيارته لإيجاد عناصر تُسهم في الحدّ من التوتر مع خطوات يجب اتخاذها قبل 15 تموز الجاري، وهو الموعد الذي حُدد لاجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبيّ في بروكسل لبحث تطورات الملف النووي الإيراني.
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان قد دعا إلى «الدفع باتجاه الحوار بين إيران والولاياتِ المتحدة لتجنّب أي تصعيد»، مشدداً على أن مهمة المستشار الدبلوماسيّ للرئيس الفرنسي الذي وصل إلى إيران «هدفها خلق مناخ للحوار».
من جهتها أكدت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية للشؤون الخارجية، أن «الاتحاد يواصل التفاوض مع إيران للعدول عن قراراتها بشأن تجاوز الحد المسموح به لتخصيب اليورانيوم».
على حين أكد ميخائيل أوليانوف مندوب روسيا الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن لإيران الحق بامتلاك الكمية التي تحتاجها من اليورانيوم المخصب إلى حد 4,5 بالمئة.
ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن أوليانوف قوله «على غرار أي دولة عضو أخرى في الوكالة الدولية للطاقة الذرية فإن لإيران الحق بامتلاك الكمية التي تحتاجها من اليورانيوم المخصب إلى حد 4,5 بالمئة والذي يعد معدلاً منخفض التخصيب».
وأضاف: إن هذا المستوى من التخصيب «ليس له علاقة بالأسلحة النووية كما أنه لدى أي دولة عضو بالوكالة الحق بامتلاك مخزون غير محدود منه، وبموجب الرقابة الدولية فإنه لا يحمل أي مخاطر».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن