سورية

تسليم موسكو منظومة «إس 400» لأنقرة يثير ثائرة واشنطن … اتفاق أميركي تركي على إجراء مباحثات بأسرع وقت ممكن بشأن «الآمنة»!

| الوطن- وكالات

مع شعورها بحصول تقارب أكثر بين البلدين على حسابها، ثارت ثائرة أميركا لبدء روسيا بتسليم النظام التركي منظومة صواريخ «إس 400»، حيث تم الإعلان عن اتفاق بين واشنطن وأنقرة لإرسال فريق عسكري أميركي على وجه السرعة إلى تركيا لبحث إقامة ما يسمى «المنطقة الآمنة» المزعومة شمال سورية.
وقالت وزارة الدفاع التركية حسب وكالة «رويترز» للأنباء: إن وزير الدفاع خلوصي أكار اتفق مع القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر ضرورة إرسال فريق عسكري أميركي إلى أنقرة على وجه السرعة الأسبوع القادم لبحث إقامة منطقة آمنة في سورية.
وأبلغ أكار نظيره الأميركي عبر الهاتف بأن شراء تركيا منظومة إس 400 الروسية للدفاع الصاروخي لا يعني تغيير أنقرة توجهاتها الإستراتيجية، مضيفاً: إن الصفقة ضرورية.
ونقلت وزارة الدفاع التركية أيضاً عن أكار قوله إن أنقرة لا تزال تقيم عرضاً لشراء منظومة الدفاع الجوي الأميركية «باتريوت» وإن تدهور العلاقات الثنائية لا يخدم مصالح أي من البلدين.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي تدعم بلاده الميليشيات الكردية في شمال سورية، أعلن بداية العام الجاري عن نيته إنشاء ما سماه «منطقة آمنة» في شمال سورية، الأمر الذي رحب به النظام التركي وأعلن رغبته بأن يدير بمفرده هذه المنطقة.
لكن روسيا رفضت الاقتراح الأميركي، ودعت إلى تفعيل «بروتوكول أضنه» الأمني الموقع بين سورية وتركيا عام 1998.
ومنذ الإعلان عن النيات الأميركية تحصل مفاوضات بين أميركا والنظام التركي بشأن إنشاء ما يسمى «المنطقة الآمنة»، إلا أن تلك المفاوضات لم تسفر عن أي نتائج.
بدورها، نقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء عن اكار قوله خلال المحادثة: إن «الجيش التركي هو القوة الوحيدة الجاهزة والمؤهلة والمناسبة لإنشاء المنطقة الآمنة»، في محاولة لفرض ما يريده النظام التركي.
وفيما يمكن اعتباره استيعاب من واشنطن لأنقرة، أشارت الوكالة التركية، إلى أنه خلال المكالمة الهاتفية، اتفق أكار وإسبر، على «مواصلة الحوار بين البلدين، وإرسال وفد أميركي إلى أنقرة على وجه السرعة، الأسبوع القادم، لبحث إنشاء منطقة آمنة في سورية».
وحسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، شدد اكار على أن مشاركة تركيا في البرنامج الخاص بمقاتلات «إف 35» الأميركية يجب أن تستمر، وأن المقترح التركي بشأن إنشاء مجموعة عمل مشتركة قد تضم ممثلين عن حلف شمال الأطلسي «الناتو»، لتقييم التعامل بين مقاتلات «إف 35» وأنظمة «إس 400»، لا يزال قائماً. وأكد اكار أن تركيا نفذت جميع التزاماتها بموجب برنامج «إف 35»، وتبقى متمسكة بموقفها، معتبرا أن تدهور العلاقات لن يصب في مصلحة تركيا ولا الولايات المتحدة ولا الناتو.
وبشأن سورية، كرر أكار مزاعم النظام التركي بأن «حماية الحدود التركية والشعب التركي تعتبر أولوية بالنسبة لأنقرة»، وأنها «ستكون مضطرة لاتخاذ الإجراءات الضرورية في حال تعرضها لهجمات من جهة الأراضي السورية ولن تسمح للجماعات الإرهابية بالتسلل عبر حدودها»، في إشارة إلى الميليشيات الكردية. جاءت تلك التطورات المتسارعة بعد تسلم النظام التركي الجمعة الشحنة الأولى من منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس 400» وسط توتر مع الولايات المتحدة وقلق من حلف شمال الأطلسي «ناتو».
وكانت الولايات المتحدة، حذرت تركيا من أنها ستتخذ إجراءات ضدها في حال مضي أنقرة قدما بتنفيذ صفقة «إس 400»، وأعلنت وقف مشاركة تركيا في برنامج المقاتلات «إف 35» وطرد الطيارين الأتراك الذين تدربوا على استخدامها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن