بعد أيام من استهدافها من قبل الإرهابيين، أقيم في كنيسة السيدة العذراء للسريان الأرثوذكس بمدينة القامشلي، أمس، قداس وصلوات، أكدت خلاله مجموعة من الآباء الكهنة تشبثهم بالأرض مهما حاول الإرهاب النيل من صمودهم.
وأكد المشاركون في القداس الذي ترأسه المطران موريس عمسيح مطران الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس ومجموعة من الآباء الكهنة، بحسب وكالة «سانا» للأنباء تشبثهم بالأرض مهما حاول الإرهاب النيل من صمودهم، معتبرين أن التفجير الإرهابي الذي استهدف الكنيسة قبل أربعة أيام محاولة لإرهابهم وزرع الخوف في قلوبهم وزعزعة الاستقرار وضرب النسيج الوطني الذي تنعم به المدينة.
وأشاروا إلى أن هذا القداس يعطي رسالة لكل العالم «أننا باقون في هذه الأرض ولن نتخلى عنها».
وقال المطران عمسيح في تصريح نقلته «سانا»: «إن العمل الإجرامي الذي استهدف الكنيسة يأتي في إطار محاولات الإرهاب المتكررة لاقتلاعنا من هذا البلد ولكن هيهات فلن يستطيع إرهابنا ولن ينال منا لأننا على مر العصور تشبثنا بأرضنا ويجب أن يعرف العالم كله أننا باقون في هذه الأرض ولن نرحل عنها.
من جانبه، اعتبر كاهن كنيسة السيدة العذراء الأب صليبا عبد اللـه في تصريح مماثل، أن التفجير الإرهابي عمل جبان يستهدف الأبرياء، موضحاً أن «قداس اليوم (الاحد( هو لإعطاء رسالة أننا متشبثون بهذه الأرض أرض آبائنا وأجدادنا التي نحمل اسمها وتحمل اسمنا ويجب أن يعرف العالم أننا لن نهاب الإرهاب ونستنكره بكل أشكاله وأنواعه».
وكان إرهابيون فجروا سيارة مفخخة في حي الوسطي بمدينة القامشلي بجانب كنيسة السيدة العذراء الخميس الفائت، ما أدى إلى إصابة 11 مدنيا بجروح ووقوع أضرار مادية بجدران الكنيسة والمحال التجارية والسيارات المركونة بالمكان.
وتم نقل الجرحى إلى أحد مشافي المدينة لتلقي العلاج الإسعافي المناسب.
وأدان حينها البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم بأشد العبارات هذا العمل الإرهابي، معتبرا أن الواقفين وراءه يريدون خلق جو من القلق والفتنة بين المواطنين وزعزعة الأمن والاستقرار في المدينة والمنطقة.
ورفع البطريرك أفرام الثاني الصلاة من أجل أن تنتهي الأزمة في سورية وأن ينعم اللـه على القامشلي وجميع مدن سورية الحبيبة بالأمن والسلام وعلى مواطنيها بالطمأنينة والاستقرار، داعيا بالشفاء العاجل لجميع الجرحى المتضررين إثر هذا التفجير.