سورية

أوباما يعرض التعاون على الاتحاد الأوروبي.. وبراغ تريد حل الأسباب لا معالجة التداعيات … الدوما يلمح إلى دور أميركي: أزمة اللاجئين أداة لزعزعة أوروبا

على حين كانت واشنطن تنثر النصائح وتعرض التعاون مع الاتحاد الأوروبي لاحتواء أزمة اللاجئين، كانت منظمات حقوقية عالمية تؤكد أن الولايات المتحدة بإمكانها استقبال لاجئين سوريين أكثر بعشر مرات من الرقم الوارد في خطة إدارة باراك أوباما، وهو 10 آلاف لاجئ، على حين ألمح رئيس مجلس النواب الروسي سيرغي ناريشكين إلى وجود رابط بين أزمة اللاجئين الفارين من الشرق الأوسط، ونيات واشنطن زعزعة الوضع في أوروبا.
ونبه ناريشكين إلى أن هدف واشنطن، التي عملت على زعزعة الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قد يتمثل في زعزعة الوضع في أوروبا أيضاً. وقال للصحفيين في دورة الجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي في العاصمة المنغولية أولان باتور: إن هناك بالتأكيد من كان على علم بأن اللاجئين الفارين من الموت سيتدفقون إلى دول الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أن معظم السياسيين الأوروبيين يفضلون التزام الصمت بشأن الأسباب الحقيقية لتدفق اللاجئين.
وأكد رئيس الدوما الروسي أن أوروبا للأسف تنظر لفترة طويلة كيف يقوم حلف شمال الأطلسي «الناتو» بتدمير «القيم الأخلاقية وكذلك القواعد الأساسية للقانون الدولي»، مشيراً إلى أمثلة «مواقف أوروبا بشأن التدخل في العراق وليبيا وكذلك ما يحدث الآن». وأضاف: إن الولايات المتحدة هي التي تقف وراء إيديولوجيا التدخل في هذه الحالات.
في واشنطن، قال: أوباما إن أزمة اللاجئين تفاقمت وتحتاج إلى تعاون أكثر من جانب البلدان الأوروبية والولايات المتحدة من أجل التصدي لها.
تصريحات أوباما جاءت خلال اجتماع مع الملك الإسباني فيليب السادس، حيث أشار الأول، إلى أن بلاده ستأخذ على عاتقها نصيباً من اللاجئين السوريين في إطار الجهود الإنسانية الشاملة، علماً بأن الرئيس الأميركي أمر الأسبوع الماضي باستقبال 10 آلاف لاجئ على الأراضي الأميركية.
وأوضح وزير الأمن الداخلي الأميركي جيه جونسون أن وزارته تضع خططاً في الوقت الحالي لاستقبال هؤلاء اللاجئين. وبيّن أن المراجعات الأمنية والتحريات عن اللاجئين ستكون مهمة جهاز خدمات الهجرة والجنسية بالوزارة.
واعترض بعض الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس على خطة الإدارة، واعتبر رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب مايكل مكول، أن السماح بدخول اللاجئين السوريين سيكون بمنزلة فتح خط لضخ الإرهابيين.
وطمأن جونسون إلى أن وزارة الأمن الداخلي أدخلت تحسينات كبيرة على إجراءات التحري عن اللاجئين. وأضاف: «علينا أن نواصل القيام بفحص تفصيلي ودقيق للجميع».
من جهة أخرى، دعت ثلاث منظمات عالمية واشنطن إلى استقبال مئة آلاف لاجئ. وقال نائب رئيس «أوكسفام» للولايات المتحدة بول أوبراين: إن «الأمر (التعامل مع أزمة اللاجئين) يتحول بسرعة إلى قضية مرتبطة بإرث إدارة أوباما». وأضاف في مؤتمر صحفي في واشنطن مع منظمتي «سيف ذي تشليدرن» و«ميرسي كوربس»: «يمكننا أن نصل إلى عشرة آلاف بلا صعوبة».
وتابعت تلك المنظمات: إن «الولايات المتحدة يمكنها أن تضيف صفراً بسهولة إلى هذا العدد»، أي نحو مئة ألف شخص.
في غضون ذلك، دعا الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر ألمانيا كي تأخذ زمام المبادرة في حل أزمة المهاجرين إلى أوروبا.
وأشار كارتر، الذي كان رئيساً للولايات المتحدة بين عامي 1977 و1981، إلى أن بلاده استقبلت نحو 12 ألفاً من اللاجئين من جنوبي شرقي آسيا شهرياً في أواخر السبعينيات بعد حرب فيتنام آملاً في أن يكون في ذلك قدوة للدول الأخرى.
وقال كارتر، أمام المؤتمر السنوي للمركز الذي أسسه في أتلانتا، عن الاستجابة لآلاف اللاجئين الذين فروا من سورية ويصلون إلى أوروبا: «أرجو أن يكون هناك تجاوب مماثل ربما بقيادة ألمانيا». لكنه أوضح أن الحل النهائي لأزمة المهاجرين مرتبط بإنهاء الحرب في سورية وحث الولايات المتحدة على تكثيف التعاون مع روسيا وإيران لإنهاء الحرب. كما طالب أيضاً بتحرك أميركي أكثر قوة لضرب تنظيم داعش. وقال «لا أؤيد.. إرسال قوات برية (إلى سورية). لكني أعتقد أن من الممكن أن يكون هناك استطلاع أفضل لعملياتنا للقصف الجوي وتحليل أفضل لما يجري هناك».
وعلى الجانب من الأطلسي، دعا رئيس الحكومة التشيكية بوهسلاف سوبوتكا إلى التركيز في إطار دولي على إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش واعتبار حل الأزمة في كل من سورية وليبيا أولوية للسياسة الخارجية المشتركة للاتحاد الأوروبي.
وفي كلمة ألقاها أمام جلسة خصصت لأزمة اللاجئين في مجلس النواب التشيكي، قال سوبوتكا: إن «بلاده ستسعى كي يتم التركيز على حل أسباب أزمة اللاجئين بدلاً من التركيز على حل تداعياتها»، مؤكداً أن هزيمة داعش تمثل أحد العوامل التي يمكن لها أن تهدئ الأوضاع في المنطقة كلها وأن تخفض الضغوط التي تشكلها موجات الهجرة.
وحذر من أن العمل بالإجراءات الوطنية في كل دولة من دول الاتحاد الأوروبي، للحد من تدفق اللاجئين من دون تنسيق سيؤدي إلى انهيار سياسة الهجرة المشتركة وإلى الحد من حرية تحرك الأشخاص ومن التعاون في منطقة شينغن وفي النهاية إلى انهيارها.
وبعد قرار الاتحاد الأوروبي إطلاق عملية بحرية تستهدف مهربي اللاجئين في البحر الأبيض المتوسط، سمح مجلس الوزراء في ألمانيا للجيش باعتراض سفن عصابات تهريب اللاجئين في المستقبل وتدميرها. كما قررت الحكومة البريطانية إرسال مدمرة تتبع البحرية الملكية لمساعدة الاتحاد الأوروبي.
على خط متصل، شددت النمسا القيود على الحدود على حين تحاول التخلص من تكدس عشرات الآلاف من المهاجرين الذين ما زالوا على أراضيها بسبب إجراءات مشددة مماثلة اتخذتها برلين.
وتراجع التدفق من المجر على النمسا منذ يوم الثلاثاء عندما حاولت المجر غلق حدودها الجنوبية أمام آلاف ما زالوا يسيرون شمالاً. وأوضحت النمسا أن هذا الإجراء سيؤدي إلى تباطؤ تدفق المهاجرين ولن يوقفه تماماً.
ودفعت الإجراءات المجرية اللاجئين إلى اتخاذ سبيل آخر عبر الأراضي الصربية إلى كرواتيا.
روسيا اليوم – رويترز – أ ف ب – أ ش أ

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن