الخبر الرئيسي

محافظ درعا لـ«الوطن»: الأهالي مع الدولة وملوا الحرب ولا عودة إلى الوراء مطلقاً … شهداء وجرحى باستهدافين إرهابيين في ريف درعا

| سيلفا رزوق

في تصعيد إرهابي هو الأخطر منذ إعلان التسويات والمصالحات في درعا، وبعد سلسلة من محاولات زعزعة الأمن في المحافظة، اعتدى إرهابيون على عناصر في الجيش العربي السوري في مدينة درعا، من خلال تفجير عبوة ناسفة داخل سيارتهم التي كانت تقلهم من منازلهم إلى نقاطهم العسكرية، ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وجرح آخرين، على حين تم استهداف ضابط مع عائلته أيضاً على طريق الشيخ سعد بريف درعا.
وكالة «سانا» الرسمية قالت: إن الإرهابيين استهدفوا أمس سيارة عسكرية على الطريق المؤدية إلى بلدة اليادودة غرب مدينة درعا، ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد آخر بجروح، جرى نقلهم إلى المشفى الوطني في مدينة درعا، لتلقي العلاج اللازم.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن»، أكد محافظ درعا محمد خالد الهنوس أن المجموعات الإرهابية، ونتيجة انتصارات الجيش العربي السوري، وعودة النشاط والبناء لمحافظة درعا، وإعادة الحياة الطبيعية لها، لم يرق لها هذا الأمر، وهي اليوم تصعد من إرهابها، في محاولة لإعادة الزمن إلى الوراء، وهذا لن يحصل على الإطلاق، مشيراً إلى أن العملية الإرهابية أسفرت عن استشهاد ستة عناصر في حصيلة أولية.
الهنوس أشار إلى أن المجموعات الإرهابية المتبقية، هي مجموعات مستفيدة من أطراف خارجية، والمجتمع الأهلي في درعا لفظها، والأهالي اليوم مع الدولة وخياراتها، وأكثر من 95 بالمئة منهم ملّوا الحرب، ويريدون إعادة الحياة إلى ما كانت عليه، وأن يعيدوا إعمار البيوت والمدارس، والعودة إلى أراضيهم التي تبشر هذا العام بكل خير.
الهنوس شدد في تصريحه لـ«الوطن»، على أن «الحياة تسير، والبناء يسير، وإعادة الحياة مستمرة في درعا وبتفاعل أكثر»، لافتاً إلى أن الاشتغال على منع تكرار هذه الأعمال الإرهابية، وهذا الأمر سيستمر في المستقبل.
من جهته أكد مستشار هيئة المصالحة الوطنية، أحمد منير محمد في تصريح مماثل لـ«الوطن»، أن مصالحة درعا لا يمكن أن تصبح بخطر، لكن لا بد من وجود خلايا إرهابية، وإلى الآن هناك أشخاص مرتبطون بالخارج ويتحركون «عند الطلب».
ولفت محمد إلى أن احتمال القيام بعمليات إرهابية سواء في درعا أو غيرها من المناطق هو أمر وارد، على اعتبار أن هناك خلايا نائمة، خصوصاً أن المصالحات في بعض المناطق جرت بشكل جماعي، وقد توجد بعض الخلايا التي ما زالت تأتمر بالخارج.
وربط محمد بين التصعيد الإرهابي الحاصل وبين الانتصارات التي يحققها الجيش السوري، والتجهيز لإنهاء ملف إدلب، والحراك السياسي الذي بدأ يتخذ مناحي إيجابية، والذي سيظهر في «أستانا» وغيرها من الاجتماعات التي ستجري لتسويات ما بعد إدلب.
النائب عن محافظة درعا جمال الزعبي، اعتبر في تصريح لـ«الوطن»، أن الخروق من جانب الإرهابيين لم تتوقف، وهؤلاء كانوا ناكرين لجميل القيادة السورية، التي ذهبت باتجاه المصالحات، منبهاً إلى أن بعض المتورطين هم ممن كانوا في بداية الحرب «أطفالاً» صغاراً، وتربوا وترعرعوا في بيئة الإرهاب، ومن الصعب عليهم الآن أن يعودوا أشخاص أسوياء.
وجدد الزعبي التنبيه إلى وجود ذيول للإرهاب في محافظة درعا، وتشتغل بأجندة إسرائيلية وخارجية، معتبراً أن المصالحة ليست سليمة اليوم مئة بالمئة.
ورأى الزعبي، أن على الشريك الروسي الراعي للمصالحات والمفاوضات التي جرت التحرك للضغط على الجانب المسلح أو الجانب الآخر، لوقف هذه التعديات والتجاوزات التي يقوم بها هؤلاء الإرهابيون، لأنه من غير المقبول أن تسيل دماء الجيش العربي السوري مجدداً في مناطق درعا، وغيرها من المناطق السورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن