رياضة

الجزائريون ملوك إفريقيا

| محمود قرقورا

أسدلت الستارة على نهائيات كأس الأمم الإفريقية التي استضافتها مصر بين 21 حزيران و19 تموز وجاءت النهاية كما يشتهي محاربو الصحراء الجزائريون الذي عادوا ملوكاً على عرش القارة السمراء بعد تسعة وعشرين عاماً عجافاً.
الكرة أنصفت الأشقاء الذين ارتدوا ثوب البطل منذ المباراة الأولى أمام كينيا، وصحيح أنهم لم يكونوا في مباراة التتويج بالصورة المطلوبة، لكن قوة الخصم السنغالي والهدف الجزائري المبكر وضرورة التتويج مهما كانت الطريقة جعلت الأداء عادياً، فتحقق الفوز على طريقة الملاكمة وعلى مبدأ الغاية تبرر الوسيلة.
مكاسب كثيرة جنتها الكرة الجزائرية خصوصاً والعربية عموماً، فالعودة إلى ذرا المجد أكدت أن الكرة الجزائرية ولّادة فليس جيل الثمانينيات هو الاستثنائي في بلد المليون شهيد، والرهان على العقل التدريبي المحلي أثبت مجدداً أنه السبيل لارتقاء الكرة الجزائرية التي بلغت العالمية أربع مرات، ثلاث منها بفكر محلي، كما أن لقبها الإفريقي 1990 تحقق بسواعد وطنية.
اللقب عاد إلى العرب بعد أربع نسخ وإجمالاً هو اللقب الثاني عشر مقابل عشرين حازها القسم الجنوبي من القارة.
عودة الوئام بين جماهير مصر والجزائر مكسب كبير بين أبناء لغة الضاد وباتت ذكريات مدينة أم درمان السودانية 2009 من الماضي المرفوض جملة وتفصيلاً.
انتصار الكرة الجماعية التي لا تعتمد على نجم بعينه أحد أهم المكاسب وحتى رياض محرز الفائز بالدوري الإنكليزي لم يكن رمانة ميزان منتخبه لأن المنظومة الجماعية هي الأساس.
تحدٍ جديد بانتظار المدرب جمال بلماضي وهو البقاء في أعلى الهرم والتطلع إلى المونديال القطري بشغف وهذا سيرفع أسهم المدرب كثيراً مفاضلة مع المحليين الذين سبقوه.
فالمنتخب الجزائري بعد التتويج بلقب 1990 أصابه العطب ولم يصح من نومه قرابة عشرين عاماً كان خلالها منتخباً متواضع المستوى، قليل الحيلة خلال تصفيات المونديال والنهائيات الإفريقية.
رياض محرز قد يكون المستفيد الأبرز من بين اللاعبين لأنه أضحى منافساً شرساً على لقب أفضل لاعبي القارة رغم محدودية دوره مع السيتي في لقب الدوري الإنكليزي وتتويج الجزائر يراه النقاد نقطة البداية لجيل استثنائي بلغ الذروة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن