رياضة

المنتخب الوطني مسؤولية وطنية وليس حقل تجارب … أعيدوا النظر بالمنتخب جملة وتفصيلاً قبل فوات الأوان

| ناصر النجار

علينا أن نعتبر أن مشاركتنا بدورة الهند الدولية (غلطة عمر) وهي تعادل غلطة المشاركة السابقة 2012 التي خرجنا منها (بخفي حنين) وفي الكثير من الأحيان لا تعتبر الخسارة في كرة القدم عاراً، لكن الخسارة في مثل هذه المشاركات تعتبر أكبر من العار وخصوصاً إذا ترافقت النتائج السيئة مع أداء أسوأ.
والقصة تبدأ من البداية والعنوان العريض تشكيلة المنتخب، فهل كانت تشكيلة المنتخب هذا مثالية أو منطقية أو حتى معقولة بأدنى الدرجات، لذلك وجدنا الكثير من المراقبين يتهكمون على التشكيلة معتبرين أن المحسوبيات كانت وراء استدعاء العديد من اللاعبين، والغرض من هذا تسويقي (كما يتهمون)!
وسنبدأ القصة من الألف إلى الياء آملين أن نكون وضعنا بعض النقاط على بعض الحروف دون تجن على أحد أو ظلم لأحد، فما لدينا أكثر مما اكتبنا ونكتفي ببعض الإشارات في هذا الموضوع.

صك البراءة

مدربنا الوطني الكابتن فجر إبراهيم وضع الكرة بمرمى اللاعبين وذلك من خلال المؤتمر الصحفي الذي جرى عقب مباراتنا مع الهند فرمى الفشل بمرمى اللاعبين الذين أضاعوا الفرص السهلة، وقال حرفياً كما ورد في موقع الاتحاد العربي السوري لكرة القدم: «وفي مباراتنا أمام الهند، تكرر سيناريو لقاء طاجكستان وأضعنا فرصاً عدة كلفتنا هدفاً مباغتاً حرمنا من بلوغ النهائي».
المشكلة هنا تكمن بعدم القراءة الصحيحة للمباراة، والدليل على ذلك أننا تفوقنا على منافسينا استحواذاً وسيطرة وفرصاً في الشوط الأول في المباراتين، لكن في الشوط الثاني كانت طاجكستان متفوقة بكل شيء، وكانت الهند معقولة رغم إمكانيات هذا المنتخب الضحلة.
ولم يرم مدربنا الفشل إلى تشكيلته أو إلى إصابات اللاعبين والنقص الحاصل بالمنتخب لأنه مسؤول عن هذا النقص لسببين، أولاً: وهو أمر بدهي أنه لم يختر الدكة الاحتياطية بعناية مركزة ليكون البديل المناسب جاهزاً، فدفع بالخطيب إلى مركز قلب الهجوم وهو غير مركزه أصلاً، ورغم المراقبة العنيفة والخشنة التي مارسها كل لاعبي الهند على الخطيب إلا أنه تحرر كثيراً وسدد وهدد وسجل، ولكن يداً واحدة لا تصفق.
ثانياً: الصغير قبل الكبير يعرف أن تعدد الإصابات في الفريق أو المنتخب يتحمل سببه المدرب، لأن الإصابة قد تأتي من الأحمال العالية أو الجهد المفرط أو طبيعة التمرين، فخسرنا لاعبين اثنين قبل السفر وخسرنا أربعة لاعبين في الهند، وخسرنا لاعبين بقوا على مقاعد الاحتياط لم يشركهم المدرب، ولا ندري ما الأسباب، هل هو الخوف من فضيحة، أم ماذا؟
ومن هؤلاء (مثلاً) حارسا المرمى، فهل ذهبا إلى الهند لرؤية تاج محل أم ليتم اختبارهما؟ وهل العالمة مع تقديرنا لمكانته ومحبتنا له يجب أن يلعب المباريات الثلاث وكأننا نواجه البرازيل وليفربول وإيران؟
ما بني على باطل فهو باطل، لذلك جاءت النتائج كمحصلة طبيعية للبداية الخاطئة، حاولوا (طمر) نتائج الأشهر السابقة بدورة لا تسمن ولا تغني من جوع، لكن جنت على نفسها براقش!

تجريب خلبي

ما هو مفهوم تجريب واختبار اللاعبين؟ أولاً: أن يُعطى اللاعب فرصة كاملة بظروف جيدة ليقدم نفسه بشكل حقيقي.
كل التبديلات التي جرت في الدقائق الأخيرة من المباراة ليست فرصة ولا تأتي تحت بند التجريب، وكذلك اللاعب الذي يلعب شوطاً واحداً من ثلاث مباريات لا يمكننا القول إنه خضع لتجريب معقول أو امتحان حقيقي.
في خط الهجوم اشترك شادي الحموي فقط لمباراتين قبل أن يصاب وغاب نصوح نكدلي للإصابة وجاءت مشاركة ماهر الدعبول إذا اعتبرناه مهاجماً أو وسطاً متقدماً خجولة لأن تبديله القليل جاء حسب نقص المراكز.
فراس الخطيب بدأ خلف المهاجم الوحيد، ثم صار مهاجماً صريحاً في مباراة الهند.
خط الوسط شغله ورد السلامة ومحمد مرمور وتامر حاج محمد ومحمد العنز بكل المباريات وتقاسم الأخوان محمد وأحمد الأحمد التبديلات، والتبديلات في هذا المركز خجولة وقليلة، ربما لعدم وجود الرديف.
الدفاع مشكلة المشاكل، فلم يلعب أساسياً في المباريات الثلاث إلا عبد الله الشامي، وكان التبديل دورياً والتغيير دورياً، فلعب عمرو جنيات أقل من مباراتين وفارس أرناؤوط وخالد كردغلي مثله، ويوسف الحموي وحسن أبو زينب وعبد الرزاق المحمد أقل من مباراة.
علي حسن شارك لدقائق كبديل، وحسن خضور مصاب ولا نعرف ما مركز اللاعبين في المنتخب، وكما قلنا نصوح نكدلي والحارسان الاحتياطيان لم يشاركوا أصلاً.
ورغم أن نظام الدورة يقضي بإجراء ستة تبديلات في المباراة الواحدة إلا أننا لم نستثمر هذه التبديلات أبداً، لأننا بالأصل لا نملك البديل المناسب للأسباب التي ذكرناها سابقاً وأهمها تعدد الإصابات.
لكن السؤال المحق الذي يفرض نفسه: إذا كنا نلعب ضد هذه المنتخبات من المستويين الثالث والرابع آسيوياً بمهاجم واحد ولاعبي ارتكاز اثنين، فكيف سنواجه فرق المستويين الأول والثاني آسيوياً فقط؟

أمامنا عمل

في المؤتمر الصحفي نفسه عقب مباراة الهند قال مدربنا الوطني: (أمامنا عمل كبير لبناء مستقبل افضل للكرة السورية).
هذا التصريح سمعته من قبل من المدرب شتانغة، بعد كل مباراة كنا نخسرها أو نتعثر بها أو يكون أداء لاعبينا متواضعاً، وللأسف صدقناه حتى وصلنا إلى الحضيض كروياً وخرجنا من مولد آسيا بلا حمص، فكان لدينا تسويف و(ضحك على الذقون) ودفعت كرتنا وسمعتنا الضريبة كاملة.
واليوم هل سنبقى ساذجين ونصدق كل هذا الكلام؟
هل فعلاً لدينا عمل كبير؟ وهل لدينا متسع من الوقت لهذا العمل، ومباراة الفلبين على الأبواب بعد أقل من شهر ونصف الشهر؟
تصالحوا مع أنفسكم أولاً، واستعيدوا لاعبينا المؤثرين وخصوصاً في خط الدفاع، لأن دفاعنا (شوربة) وهو أكثر أهمية من الهجوم بالوقت الحالي لأن لدينا ذخيرة من المهاجمين الكبار نأمل عودتهم جميعاً.
نحن مع التبديل ومع التغيير شرط أن يكون أفضل من السابق ولكن ما حدث هو العكس تماماً.
أعيدوا النظر بالمنتخب جملة وتفصيلاً، فالقضية ليست حقل تجارب إنما هي مسؤولية وطنية أولاً وأخيراً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن