رياضة

سلتنا الناشئة في إيران دون الطموح … الحصيلة ثلاث خسارات وفوز وحيد

| مهند الحسني

ليس بالإمكان أفضل مما كان، هذا هو حال منتخب الناشئين بكرة السلة الذي أنهى مشاركته في الدورة الدولية الودية التي أقيمت في مدينة زانجان الإيرانية، حيث بدا كالطفل الذي يحبو في عامه الأول، وأكد بالدليل القاطع أن سلتنا لا تسير على السكة الصحيحة، وأن خطواتها عرجاء، وأن طريقها نحو التطور بات مسدوداً، ولا يمكن أن تستقيم ما بقي الحال على ما هو عليه.
لا نعتقد أن هذه المشاركة هي الأولى لسلتنا الناشئة في بطولات غرب آسيا، لكنها المرة الأولى التي يظهر فيها منتخبنا بهذه الصورة الباهتة أمام منتخب إيران بالتحديد، والتي زادت من همومنا وأدخلتنا في نفق مظلم من الصعب الخروج منه في حال بقيت منتخباتنا أسيرة التحضير الارتجالي والعشوائي، وبما أن لكل شيء أسبابه ومسبباته، فإن ما تحصده منتخباتنا الوطنية هو حصيلة طبيعية لعمل الأندية العشوائي، وخاصة في الفئات العمرية التي باتت في زاوية مهملة في ذاكرة جميع القائمين على أمور أنديتنا، الذين يصبون جل اهتمامهم بفريق الرجال، وينسون ويتناسون فرق القواعد التي لم تعد تجد من يهتم بها، ويطالب بدعمها.
عموماً ما حصل قد حصل، ولا مجال للندم والحسرة، وكل ما بوسعنا هو أن نهيئ أنفسنا لانتكاسة جديدة في بطولة غرب آسيا ما دمنا نسير على هذه النهج الخاطئ.

تفاؤل وتلاش
تفاءلنا كثيراً بهذا المنتخب، وقد وصل بنا الأمر إلى أن نكذب أنفسنا، ونصدق هذا الكذب، عندما روّج المعنيون على سلتنا، أن حال هذا المنتخب سيكون هذه المرة مختلفاً عن كل المرات الماضية، وأن عقلية جديدة ومتطورة ستقود عملية تطوير المنتخب، واعتباره اللبنة لبناء منتخب للمستقبل، واكتملت الصورة عندما أسند الاتحاد الإدارة الفنية للمنتخب إلى الكابتن إياد عبد الحي، ومساعديه يوسف أزعن وضياء قطان، وجاء هذا التكليف بغية إعطاء الفرصة لجميع الكوادر، وهو خطوة ايجابية تسجل للاتحاد، لكن ثمة سؤالاً يتبادر للذهن، وهو ليس من باب التشكيك بقدرة الجهاز الفني وإمكاناته، إلا أن خبرة مساعدي المدرب في التعامل مع بطولات قوية لم تكن كافية ووافية، والسؤال الأكثر أهمية:

ماذا قدم هذان المدربان من إضافات تدريبية للمنتخب في هذه المشاركة؟ كان حرياً باتحاد السلة البحث عن مدربين يمتلكون خبرة أكبر وأقدر في التعامل مع مباريات قوية ومهمة.

أعذار وحجج
نرجو من البعض الكف عن إطلاق أعذارهم وحججهم بأن تحضيرات المنتخب شابها الكثير من المنغصات نتيجة ضيق فترة التحضير، فهذه الأعذار والحجج الواهية بات من المعيب ذكرها، وبدلاً من الحديث عن أسباب تراجع منتخبنا أمام منتخبي إيران ينبري البعض من بياعي الكلام، والتنظير وتمسيح الجوخ إلى اختلاق أعذار ما أنزل اللـه بها من سلطان وباتت كالأفلام الهندية.

لجنة فنية
لم نر من اتحاد السلة بعد كل هزيمة أو انتكاسة، أي وقفة فنية لتقييم رحلة منتخباته الوطنية، ووضع اليد على مكامن الأخطاء، والعمل على تلافيها، لأسباب ما زلنا نجهلها، غير أننا نطالبه بتشكيل لجنة فنية حيادية تضم أهم خبراتنا الوطنية مهمتها تنحصر بتقييم أي مشاركة لمنتخباتنا السلوية، ووضع تصورات جديدة لها، والمتابعة على تنفيذها، وهناك الكثير من الخبرات المبعدة والمبتعدة القابعة في زوايا مهملة بعيدة عن أعين القائمين على اتحاد السلة لمصالح شخصية ومحسوبيات قادرة على تقديم أشياء جديدة لمنتخباتنا، ومع تفادي خطأ من هنا وآخر من هناك لابد من أن نصل يوماً ما إلى مستوى يرضنا، ويرضي طموحنا برؤية منتخباتنا على منصات التتويج عربياً وقارياً.

خلاصة
أيها المعنيون، سلتنا أمانة في عنق من أحبها، فلنترك كل مصالحنا الشخصية جانباً، ولنصوّب أسهم النقد إلى مكانها الصحيح، ولنصفق ونثني على كل مبادرة ايجابية تخرجنا من واقعنا المرير، بدلاً من رمي الوعود الخلبية وتلميع الأحلام الوردية، وإذا كنا نريد منتخبات قوية فلهذا الأمر شروط كثيرة يجب توافرها، وإن كنا نريد كرة منتخبات تحبو دون أن تتمكن من أن تمشي، فأعتقد أن الوضع الحالي قادر على إيصالها لحد لهاوية أيضاً.

لغة الأرقام
لعب منتخبنا في هذه البطولة أربع مباريات فاز في واحدة على منتخب قطر (80-70) وخسر ثلاثاً أمام منتخب إيران تحت 16سنة (40-65) وأمام منتخب إيران تحت 18سنة بفارق (53) نقطة وبنتيجة (41-94) وخسر في آخر مبارياته بالبطولة أمام منتخب مدينة زانجان (85-55).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن