الأولى

في الذكرى الـ75 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وموسكو … يفيموف: سورية بمحاربتها الإرهاب تدافع عن مستقبل المنطقة بأسرها … رئيس لجنة الصداقة السورية الروسية: سننتقل من الشراكة في «الحرب» إلى الشراكة في الاقتصاد

| سيلفا رزوق

بينما كان سفير روسيا بدمشق ألكسندر يفيموف يؤكد أن سورية بمحاربتها التنظيمات الإرهابية لا تدافع عن كيانها وسيادتها فحسب، بل إن مستقبل المنطقة بأسرها، موضوع على المحك في هذه الحرب، أعلن رئيس لجنة الصداقة السورية الروسية في مجلس الشعب حسين عباس، في تصريح لـ«الوطن»، أن العلاقات بين البلدين ستنتقل من الشراكة في «الحرب» إلى الشراكة في الاقتصاد.
وتحتفل دمشق وموسكو اليوم بالذكرى الـ«75» على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والتي حافظت على متانتها خلال معظم الفترة السابقة، فكان الاتحاد السوفييتي من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال سورية، بل وأقامت معها علاقات دبلوماسية منذ عام 1944 حتى قبل إعلان الاستقلال، ووصلت العلاقات ذروتها مع دخول موسكو رسمياً في الحرب على الإرهاب، وتوقيع اتفاقية إقامة قاعدة عسكرية روسية في «حميميم»، وإعلان موسكو نيتها تزويد سورية بمنظومة الدفاع الجوي «إس 300».
رئيس لجنة الصداقة السورية الروسية في مجلس الشعب حسين عباس، أكد في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن العلاقات بين البلدين متجذرة وقائمة على المصالح المتبادلة، وروسيا وسورية حليفين في مواجهة الإرهاب، ومواجهة محاولات اختراق القوانين الدولية، وكانت روسيا شريكاً لسورية في انتصارات حرب تشرين عام 1973، وفي كل المراحل التي مرت بها سورية في الدفاع عن أراضيها.
ولفت عباس إلى أن العلاقات تطورت بشكل ملحوظ، وهي اليوم «علاقات أخوية» أكثر منها علاقات صداقة، وروسيا حالياً هي الحليف الأكبر لسورية في مواجهة الإرهاب، لدرجة أن الدم السوري والروسي تعمدا في مواجهة الإرهاب، وقدمت روسيا «الشهداء»، والمعونة العسكرية، وكانت الدبلوماسية الروسية حاضرة في كل الاجتماعات الدولية، حيث دافعت عن القضية السورية بكل حزم.
عباس أشار إلى أن علاقات البلدين لا تتوقف عند الحدود العسكرية، بل هي علاقات ثقافية واقتصادية وعلمية، وهناك آلاف الشبان السوريين يدرسون اليوم في روسيا، مبيناً أن العلاقات بين البلدين وبإرادة القيادتين، ستكون في أعلى وأفضل مستوى لها في المستقبل القريب، وهي ستنتقل من الشراكة في «الحرب» إلى الشراكة في الاقتصاد، وستكون روسيا الحليف الأكبر لنا في إعادة الإعمار، ودعم الاقتصاد الوطني.
سفير روسيا بدمشق ألكسندر يفيموف، أكد في مقابلة أجراها أمس مع وكالة «إنترفاكس»، أن سورية بمحاربتها التنظيمات الإرهابية لا تدافع عن كيانها وسيادتها فحسب، بل إن مستقبل المنطقة بأسرها، موضوع على المحك في هذه الحرب، بما في ذلك كل دول الجوار المباشر، ومن ضمنها روسيا.
وأكد يفيموف أنه من غير المقبول استخدام منطقة «خفض التصعيد» في إدلب، لحماية الإرهابيين الموجودين فيها، ولا يمكن تسمية ذلك إلا بالمعايير المزدوجة، موضحاً أن هذا الموضوع يبقى أحد العناصر الرئيسية في حوار موسكو مع الشركاء الغربيين والإقليميين حول سورية، داعياً في هذا الإطار إلى تنفيذ الاتفاقات المحددة حول ذلك.
وقال يفيموف: «إن سورية شريك مهم لنا في منطقة الشرق الأوسط وأحد الحلفاء الرئيسيين في الحرب ضد الإرهاب الدولي»، مؤكداً أهمية مواصلة العلاقات الودية، وإقامة تعاون متعدد الأوجه وبناء تعاون إستراتيجي بين سورية وروسيا.
يفيموف الذي شدد على أن الشعب السوري هو من يقرر مستقبله بنفسه، جدد دعم القوات الروسية لجهود الجيش السوري في محاربة الإرهاب، مبيناً أن المشاركة الروسية «منعت ظهور مركز إرهابي قوي في واحدة من المناطق الرئيسية في العالم».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن