رياضة

تفوق على كل أسلافه في العرس الإفريقي .. إيغالو نسر الهدافين

| الوطن

129 ثانية كانت كافية لحسم الأمور في تلك الثانية من لقاء المركز الثالث للبطولة الإفريقية ومن كرة عرضية أركبت الدفاع والحارس التونسي تهيأت الفرصة أمام أودويون إيغالو ليسجل هدفاً سهلاً، ولأنه لا يتواني عن اصطياد مثل هذه الفرائس فقد هز شباك القرطاجيين بهدف هو الأسرع في النسخة الثانية والثلاثين والذي أهدى منتخب النسور المركز الثالث للمرة الثامنة بتاريخ البطولة، والأهم بالنسبة لهذا النجم الذي احتفل الشهر الماضي بعيد ميلاده الثلاثين فقد حمل هذا الهدف الرقم خمسة ليتوج بلقب هداف البطولة مفوتاً على ثلاثة لاعبين خاضوا النهائي فرصة اللحاق به في الصدارة.

رحلة طويلة
أوديون جاد إيغالو هذا اسمه الكامل من مواليد لاغوس 16/6/1989 لم يكن يوماً ما لاعباً من الصفوة النيجيرية ومن ثم لم يسجل نجاحات كبيرة في رحلته الاحترافية الممتدة إلى 12 عاماً، بدأها بنادي لين النرويجي بعمر 17 عاماً ثم انتقل بالعام التالي إلى أودينيزي الإيطالي ومن هناك أعير إلى غرناطة الإسباني لمرتين وإلى تشيزينا ثم إلى واتفورد الإنكليزي قبل أن يستقر فيه بين 2014 و2017، شد الرحال بعدها إلى القارة الآسيوية حيث شانغشون الصين الذي لعب له بالموسم الماضي وسجل معه 36 هدفاً خلال 55 مباراة ثم انتقل مطلع العام الحالي إلى شنغهاي شينوا.
رحلته مع المنتخب النيجيري بدأت مع منتخب الشباب في مونديال 2009 وخاض يومها 3 مباريات من دون تسجيل أي هدف وغادر مع النسور من ثمن النهائي بالخسارة أمام ألمانيا 2/3 إلا أن ذلك لم يشفع له بارتداء قميص النسور المحلقة حتى 2015 ما جعل معنوياته ترتفع، فقد أفضل مواسمه في الدوري الإنكليزي بتسجيله 16 هدفاً في 2015/2016 وقد سجل هدفه الدولي الأول في ظهوره الأول أمام تشاد ضمن تصفيات كأس إفريقيا 2017.

ذروة التألق
جاء انتقال إيغالو إلى الصين ليفتح أمامه أبواب التألق الشخصي فسجل في الدوري الصيني الممتاز 15 هدفاً في موسمه الأول ورغم هبوط فريقه شانغشون إلا أنه سجل 21 هدفاً في موسمه الثاني محتلاً وصافة الهدافين، فانتقل إلى شانغهاي هذا العام وذكرت بعض التقارير يومها أن أوديون رفض الانتقال إلى برشلونة الإسباني من أجل اللعب أساسياً مع معرفته المسبقة بأنه سيكون احتياطياً في الكاتالوني، وخاض مع شنغهاي 9 مباريات سجل خلالها 7 أهدف.
ولم يكن مشواره مع المنتخب أقل إبهاراً، ففي تصفيات كأس إفريقيا 2019 سجل 7 أهداف متوجاً نفسه هدافاً للتصفيات ومنها 5 أهداف بمرمى ليبيا ذهاباً وإياباً قبل أن يفرض موهبته في النهائيات، حيث سجل بمرمى بوروندي وكان له دور كبير بالفوز على الكاميرون بدور الـ16 بتسجيله هدفين وسجل الهدف الوحيد بمرمى الجزائر قبل أن يختتم أهدافه بمرمى تونس قبل أن يغادر مع نهاية الشوط الأول متأثراً بإصابته، وبالمجمل لعب لـ506 دقائق خلال 7 مباريات كان أساسياً في 6 منها واستبدل ثلاث مرات ودخل بديلاً في المباراة السابعة.

قرار مفاجئ
وبتتويجه هدافاً برصيد 5 أهداف تخطى كل مواطنيه الذين سبقوه في هذا المجال في نسخة واحدة أمثال أوديغبامي (1978 و1980، بواقع 3 أهداف في كل منهما) و ورشيدي يكيني (1992، 4 أهداف) وأغاهاوا (2002، 3 أهداف) وجي جي أوكوشا (2004، 4 أهداف) وإيمانويل أمونيكي (2013، 4 أهداف)، إلا أنه لم يتجاوز رقم يكيني في نسخة 1994 والبالغ 5 أهداف سجلها في 5 مباريات.
يذكر أن إيغالو كان ضمن منتخب النسور في مونديال روسيا وشارك هناك في ثلاث مباريات وفشل بالتسجيل وقيل أنه تلقى تهديدات بالقتل بسبب ذلك وبالمجمل فقد سجل 14 هدفاً من أهدافه الدولية الـ16 خلال 34 مباراة في مناسبات رسمية.
وعقب ساعات من استلامه ميدالية المركز الثالث فاجأ إيغالو الجميع بقراره الاعتزال الدولي بعد خمس سنوات قضاها مع النسور مؤثراً التفرغ للعب مع ناديه الصيني وذلك بعد مشاورات عائلية حسب تعبيره ولم ينس أن يشكر الجماهير التي ساندته في الأوقات الصعبة والمدرب الألماني رور على الثقة التي منحها إياه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن