بينت نتائج التحقيق المستندي للجهاز المركزي للرقابة المالية أنه بعد التدقيق بتسويق مادة التفاح لموسم ٢٠١٦و٢٠١٧ تبين أن الإدارة العامة بدمشق قامت بإبرام عقد مع التاجر /م. ذ/ متضمنا استجرار كامل كميات التفاح المخزنة في وحدة الخزن بالسويداء وباقي وحدات الخزن بالفروع والذي بدأ باستجرار الكميات على دفعات وكان ذلك لغاية ١٨-١-٢٠١٨، بكمية إجمالية بلغت نحو ١٤٠ طنا فقط، تاركاً ما تبقى من الكميات مجهولة المصير، على حين لم يسدد سوى ٨ ملايين ليرة سورية من قيمة هذه الكمية البالغة نحو ٣٢ مليون ليرة سورية ليبقى في ذمته نحو ٢٤ مليون ليرة سورية مضافا إليها قيمة صناديق بلاستكية بيضاء غير مسلمة وقيمة فرق مواصفات ليصبح المبلغ المترتب على التاجر نحو ٢٧ مليون ليرة سورية
وأوضح التقرير المؤرخ بتاريخ ٦/٣/٢٠١٩ والموجه إلى فرع المؤسسة السورية للتجارة بالسويداء والذي حصلت «الوطن» على نسخة منه وجود كتاب صادر من الإدارة العامة بدمشق بتاريخ ١٢/١٠/٢٠١٧ وموجه إلى فرع السويداء يقضي بعدم تسليم أي كمية للتاجر إلا بعد دفع قيمتها سلفاً إلا أن فرع المؤسسة في السويداء قام ببيع التاجر دون استلام قيمتها وهذا يخالف نصا وروحا التوجيهات، ويضيف معد التقرير أنه لم يتمكن من الاطلاع على العقد المبرم مع التاجر لكون تم إبرامه بدمشق إلا أن الكتاب الصادر من فرع السورية للتجارة بالسويداء بتاريخ ٢٣/١/٢٠١٨ جاء فيه أن التاجر قام بتسديد مبلغ وقدره ٢٥ مليون ليرة، علما أن هذا المبلغ هو تأميني أولي مدفوع لتصفية العقد أصولا من قبل التاجر.
ووفق التقرير أنه كان على إدارة الفرع عدم بيع التاجر قبل تسديده قيمة التفاح المستجر لكون المبلغ التأميني المدفوع من قبل التاجر المذكور أعلاه ليس مقابل استجرار التفاح من فرع المؤسسة السورية للتجارة بالسويداء وإنما من كامل الفروع بالمحافظات وتاليا هذا المبلغ لا يضمن دفع التاجر مستقبلا أثمان التفاح.
وحمل معد التقرير المسؤولية إلى إدارة فرع السويداء والإدارة العامة لعدم تقيدهما بكتاب مديرية التسويق الزراعي بالمؤسسة العامة المؤرخ بتاريخ ١٢/١٠/٢٠١٧ والذي يؤكد عدم تسليم التاجر أي كمية من التفاح قبل تسديد أثمانها إضافة لذلك فاستجرار التاجر تفاح بمقدار تأميناته وتركه لباقي الكميات المتعاقد عليها ألحق ضررا بباقي الكميات المخزنة لدى وحدات الخزن، إذ تعرضت الكميات إلى الجفاف وتلف نحو ٦ أطنان، وهذا الأمر الذي ما دفع بالإدارة العامة للموافقة بكتابها المؤرخ بتاريخ ٢٢/٢/٢٠١٨ لفرع السويداء على البيع بالأسعار المقترحة، إذ تم بيع الكغ الواحد ولاسيما الكميات الناتجة عن عمليات الفرز بـ١٠٠ ليرة سورية، إضافة إلى قيمة النفقات التي ترتبت على الفرع بدءاً بنقل التفاح وأجور التخزين وانتهاء بفواتير الكهرباء والتي تقدر قيمتها بحوالى ٤ ملايين ليرة سورية وعدا ذلك فإنه بعد الاطلاع على أسعار المبيع بالنسبة للتاجر ومقارنتها بأسعار السوق المحلية لوحظ وجود فروقات كبيرة وهنا كان حريا بفرع المؤسسة بالسويداء سبر أسعار السوق وتاليا مخاطبة الإدارة العامة للأخذ بها وتحديد أسعار البيع بالعقود لذلك يتحمل فرع المؤسسة السورية للتجارة بالسويداء المسؤولية.