عربي ودولي

خامنئي: ما تسمى «صفقة القرن» مؤامرة خطيرة … «إسرائيل» بدأت حملة هدم منازل فلسطينية في الضفة خارج الأعراف والقوانين

| وكالات

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ صباح أمس هدم عشرات الشقق السكنية في حي وادي الحمص في بلدة صور باهر جنوب شرق مدينة القدس المحتلة وذلك في إطار تنفيذ مخططاتها الاستيطانية الرامية لتهجير الفلسطينيين وتغيير معالم القدس المحتلة وتهويدها.
وأصيب عشرات الفلسطينيين جراء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهم خلال عمليات الهدم المتواصلة في حي وادي الحمص.
وذكرت وكالة «وفا» أن المئات من جنود الاحتلال ترافقهم جرافات كبيرة اقتحموا الحي منذ ساعات الصباح الأولى وأغلقوا مداخله ومخارجه ومنعوا الصحفيين من الوصول إليه وأجبروا الفلسطينيين على إخلاء منازلهم بالقوة لهدمها وسط إطلاق وابل من قنابل الصوت الحارقة والغاز السام والرصاص المطاطي ما أدى إلى إصابة العشرات بجروح وحالات اختناق.
وأوضح رئيس لجنة أهالي حي وادي الحمص حمادة حمادة أن خطر الهدم يتهدد 16 بناية سكنية تضم أكثر من 100 منزل ما يعني تشريد مئات الفلسطينيين.
من جهته أكد محافظ مدينة القدس المحتلة عدنان غيث أن هدم قوات الاحتلال منازل الفلسطينيين جريمة حرب وانتهاك لكل القوانين الدولية مشيراً إلى أن الهدم تم بذريعة قرب المنازل من جدار الفصل العنصري الذي رفضه العالم أجمع عبر قرارات دولية أثبتت عدم شرعيته.
من جانبه شدد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف على أن أعمال الهدم هذه تشكل «جريمة حرب» ولاسيما أنها الأكبر منذ عام 1967 وتطول بداية أكثر من 100 شقة وبعد إتمام ذلك ستعمل سلطات الاحتلال على تنفيذ عملية هدم أخرى في المنطقة ستشمل نحو 225 شقة أخرى مبيناً أن أعمال الهدم تهدف إلى فصل القدس المحتلة عن بيت لحم وقطع تواصلها مع الضفة الغربية.
وسبق أن رفضت محكمة الاحتلال الإسرائيلي العليا محاولة أهالي حي وادي الحمص الأخيرة للحفاظ على بناياتهم، حيث كانوا تقدموا بطلب لتأجيل وتجميد قرارات هدم 16 بناية مستندين في ذلك لوجود ثغرات قانونية بقرار المحكمة الأخير.
وأصدر الاتحاد الأوروبي بياناً يقول «استمرار هذه السياسة يقوض إمكانية تحقيق حل الدولتين والسلام الدائم».
هذا وأكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن هدم سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمنازل الفلسطينيين عملية تطهير عرقي جماعية وجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية مطالبة بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
كما أكدت الرئاسة الفلسطينية أن عمليات الهدم التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي في حي وادي الحمص عدوان بحق الشعب الفلسطيني داعية المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقفها.
من جانبها استنكرت الحكومة الفلسطينية جريمة الحرب التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحق الفلسطينيين مطالبة المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية والحقوقية بالتصدي للتهجير القسري الذي ينفذ بدعم مطلق من الإدارة الأميركية.
من جهته أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن هدم منازل الفلسطينيين في حي وادي الحمص «جريمة حرب» مطالبا المجتمع الدولي ومحكمة الجنايات الدولية بفتح تحقيق عاجل.
وشدد عريقات في تصريحات لوكالة وفا على أن عمليات الهدم تطبيق لـ«صفقة القرن» التي اعتبرت مدينة القدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال داعيا بعض الأنظمة العربية التي تعمل على التطبيع مع كيان الاحتلال إلى إدراك ذلك وعدم مكافأة «إسرائيل» على جرائمها.
كما هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس قرية العراقيب الواقعة في منطقة النقب بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 للمرة الـ146.
من جهة أخرى أكد قائد الثورة الإسلامية الإيرانية علي الخامنئي أن القضية الفلسطينية ستنتهي لمصلحة الشعب الفلسطيني مشدداً على أن النصر لا يتحقق دون مقاومة.
وخلال استقباله وفداً فلسطينياً قال الخامنئي «إن قضية فلسطين هي القضية الأولى والأهم في العالم الإسلامي وإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تحابي أي دولة في العالم بهذا الشأن» مشيداً بصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة جرائم الاحتلال الصهيوني.
وأوضح الخامنئي أن دعم القضية الفلسطينية هو أحد أسباب العداوة التي تتعرض لها إيران مؤكداً أن هذه المعاداة والضغوط لن تؤدي إلى تراجعها عن مواقفها تجاه فلسطين.
وأضاف: «لو قاوم العالم الإسلامي بشكل موحد من أجل القضية الفلسطينية لكانت أوضاعها اليوم أفضل» مشيراً إلى أن ما تسمى «صفقة القرن» مؤامرة خطيرة هدفها القضاء على هوية الشعب الفلسطيني مشدداً على ضرورة منع تحقيق ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن