سورية

تركيا واصلت ابتزاز أميركا والأخيرة أبقت على طعم «الآمنة» للإيقاع بها … أنقرة تشترط على واشنطن تدمير تحصينات الميليشيات الكردية وسحب أسلحتها

| وكالات

بينما واصل النظام التركي تصعيده مع الولايات المتحدة مشترطاً تدمير تحصينات الميليشيات الكردية وسحب أسلحتها، واصلت الولايات المتحدة الأميركية محاولة استيعاب النظام التركي، بعد تسلمه لمنظومة الدفاع الجوية الروسية «إس400»، من خلال الإبقاء على وليمة «المنطقة الآمنة» المزعومة على طاولة المفاوضات بينهما.
وأعلنت وزارة دفاع النظام التركي أن أنقرة وواشنطن اتفقتا على مواصلة بذل جهود مشتركة لإقامة «المنطقة الآمنة» المزعومة شمالي البلاد.
وجاء في بيان للوزارة التركية صدر عقب مباحثات وزير الدفاع خلوصي أكار مع وفد أميركي برئاسة المبعوث الخاص لشؤون سورية جيمس جيفري، أمس، في أنقرة، وفق موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني: إن الجانبين «بحثا إقامة منطقة آمنة شرق نهر الفرات، والأحداث الأخيرة في سورية».
وأضاف البيان: إن «الوفدين العسكريين للدولتين اتفقا على مواصلة بذل جهود مشتركة فيما يخص مسألة إقامة المنطقة الآمنة»، وبحسب البيان فقد «اتفق الجانبان على تهيئة الظروف لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم».
ولفت البيان إلى أن النظام التركي «أعرب خلال المباحثات عن قلقه إزاء مباحثات الأميركيين مع ممثلي حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب».
وبحسب وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، فقد شدد أكار خلال اللقاء على «ضرورة إقامة المنطقة الآمنة بالتنسيق بين تركيا والولايات المتحدة، وإخراج عناصر تنظيم الوحدات الإرهابي من تلك المنطقة وتدمير التحصينات فيها»، كما أكد «ضرورة سحب الأسلحة الثقيلة من يد عناصر التنظيم (الوحدات)».
وأشار البيان، وفق الوكالة التركية، إلى أن «الوفدين العسكريين لتركيا والولايات المتحدة اتفقا على مواصلة الأعمال المشتركة في مقر الوزارة بأنقرة بدءاً من الثلاثاء (دون تحديد أي ثلاثاء) حيال إقامة منطقة آمنة في سورية».
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي تدعم بلاده الميليشيات الكردية في شمالي سورية، أعلن بداية العام الجاري عن نيته إنشاء ما سماه «منطقة آمنة» في شمالي سورية، الأمر الذي رحب به النظام التركي وأعلن رغبته في أن يدير بمفرده هذه المنطقة.
وتأتي زيارة جيفري واجتماعات مجموعة العمل الأميركية التركية بشأن «الآمنة»، بالترافق مع تحشيدات وتجهيزات جيش النظام التركي على الحدود السورية التركية، ووسط توتر متصاعد في العلاقات بين أنقرة وواشنطن، على خلفية تزويد روسيا تركيا بمنظومة صواريخ «إس 400» الروسية، الأمر الذي أغضب أميركا وإطلاقها التهديدات بفرض عقوبات ضد أنقرة، على حين اعتبرت وسائل إعلام أميركية أن صفقة «إس 400» بين روسيا وتركيا تشير إلى انقسام حلف شمال الأطلسي «ناتو» الذي تعتبر تركيا وأميركا من أعضائه.
وفي هذا السياق، ذكر المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، في مقال كتبه لصحيفة «بلومبيرغ» الأميركية، بحسب ما ذكرت «الأناضول»: إن «الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يتحملان مسؤولية وضع العلاقات الراهنة مع تركيا».
ولفت إلى أن شراء تركيا لمنظومة «إس400» أثار جدلاً قديماً حول إذا ما كانت تركيا تبتعد عن الغرب، وأوضح أن «قرار إدارة أوباما بالتحالف مع الأجنحة السياسية والعسكرية لحزب العمال الكردستاني في سورية ألحق أضراراً إضافية بأواصر الثقة بين الحليفين».
ودعا قالن الغرب في مقاله، إلى «معاملة تركيا باعتبارها شريكاً على قدم من المساواة من ناحية، واتخاذ مخاوفها الأمنية على محمل الجد من ناحية أخرى»، لافتاً إلى أن «هذه السياسة، التي تستمر في الوقت الراهن في ظل إدارة ترامب، تشكل أيضاً تهديداً خطراً لسلامة أراضي سورية ووحدتها السياسية، وتفتح البلاد أمام حروب بالوكالة على أسس عرقية وطائفية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن