شؤون محلية

من قصص نجاح نساء الريف في اللاذقية.. تحدٍ وإصرار ومساهمة في المجتمع

| اللاذقية- عبير سمير محمود

«عملت ونجحت فخرجت من الحفرة»، عبارة عملية بنبرة تحدٍ قالتها عائدة أحمد وهي إحدى السيدات المستفيدات من برنامج دعم المرأة الريفية في اللاذقية، مبينة في حديثها لـ«الوطن»، تجربتها في تحدي الظروف المعيشية الصعبة والاعتماد على الذات في خلق شيء من لا شيء، لتكون قادرة وعائلتها على مواجهة ظروف الحياة القاسية، كما وصفتها.
وفي الكاملية بريف اللاذقية، بدأت قصة أم مهند مع العمل الزراعي، بعد أن اضطرتها الأحوال المعيشية إلى ترك شهادة المعهد الطبي في المنزل لعدم تمكنها من الحصول على وظيفة، والتوجه إلى الأرض لتزرع وتبيع الخضراوات، وتوسع نطاق عملها تدريجياً وفق ما أسمته التصنيع الغذائي كالمكدوس ودبس الفليفلة ودبس الخرنوب ودبس الرمان.
وقالت أم مهند: عملت بداية على زراعة الخضر للاكتفاء بها منزلياً وتوفير تكاليفها على زوجي وهو مريض قلب ويحتاج أيضاً لتبديل مفاصل، ولا قدرة له على العمل، ما جعلني أفكر في بيع ما يزيد عن حاجتنا من الخضر وأكسب منها لأطور عملي لاحقاً عبر الدخول في مشروع تمكين المرأة الريفية للاستفادة من المنح ودورات التدريب التي يقدمها، واخترت العمل في تربية النحل فخضعت – بـقلب قوي- لدورة تدريبية وحصلت على المنحة قبل نحو عامين، وهي عبارة عن ٣خلايا أفراخ وإطارات ولوازم العمل الأساسية من لباس وأقفاص، وبدأت بإنتاج وبيع العسل الطبيعي ١٠٠ بالمئة بأسعار مدروسة ليكون مصدر رزق مع عملي في بيع الخضر فينتشلني من «الجورة» وأحسّن وضعنا المعيشي كعائلة.
من جهتها تحدثت إنعام شاهين لـ«الوطن» عن تطوير عملها في صناعة الشامبو وصابون الغار بالطريقة التقليدية بعد مشاركتها في برنامج تمكين المرأة الريفية عام ٢٠١٣، من خلال حصولها على قرض بنصف مليون ليرة سوريّة، لتشتري فيها أدوات أكثر تطوراً بعد أن كانت تستخدم سطلاً عاديا وقوالب خشبية لصناعة ألواح صابون الغار، مضيفة أنها تعتمد حالياً على العبوات البلاستيكية والقوالب السيليكونية في صناعة الصابون، وهي فريدة من نوعها بحسب ما ذكرت.
وعن صناعة الشامبو، بيّنت أم راكان، أنها تستخدم نباتات تنمو في أرضها بقرية عين البيضا، ومنها إكليل الجبل وروز ماري وذيل الحصان لتستخرج منها الزيوت وتصنع الشامبو الطبيعي، لافتة إلى دخول ابنها أحمد قسم الكيمياء ليساعدها في تطوير عملها مستقبلاً.
وعن فوائد المشروع، قالت إنعام، إنها كسبت مصدر رزق يغنيها عن الحاجة خاصة أنها خسرت وعائلتها كل ما يملكون في حلب بفعل الإرهاب، مشددة على أنها تحدت الحرب وأثبتت أن من يريد العيش بكرامة يستطيع كسب لقمته أينما كان وبعرق جبينه، مضيفة: «خسرنا كل شي ورجعنا وقفنا عأجرينا».
ولم يقتصر مشروع أم راكان على تحقيق الكسب لعائلتها وإنما أصبح مصدر رزق لعدد من فتيات القرية، مشيرة إلى استعانتها بصبايا الجيران لطباعة الملصقات وقصها، لتساهم بذلك في تشغيل أياد عاملة من أبناء القرية.
وحول تقييم أثر مشاريع السيدات الريفيات، قالت رئيس دائرة المرأة الريفية رباب وردة لـ«الوطن»: إن المشاريع تطورت وتوسعت وزاد مردودها خلال ٢٠٠٨-٢٠١٩، مؤكدة على المتابعة المستمرة لكل المشاريع خطوة بخطوة، مضيفة: إن لمشاريع المرأة الريفية آثاراً إيجابية على عائلة كل سيدة مشاركة من جهة، وعلى بعض أفراد قريتها من جهة أخرى، مبينة أن الفائدة تعود على المجتمع بشكل عام.
وعن مساهمة الدائرة في إنجاح هذه المشاريع، أكدت وردة تقديم كامل الدعم للسيدات المشاركات في برنامج تمكين المرأة الريفية، سواء عن طريق القروض أم المنح أم عبر التسويق المباشر في صالات البيع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن