شؤون محلية

مرحباً بالمدرسة

محمد حسين :

أصبحت الدروس الخصوصية واقعاً لا مفرّ منه وتفصيلاً مهماً في الفولوكلور التربوي في بلدنا وكغيرها من مظاهر الحياة ارتفعت أسعارها بشكل غير مسبوق فلا طاقة لذوي الدخل المحدود على تحمله..
فلا قروض في هذه الأيام وما تبقى من مصاغ في أيدي الزوجات استهلكته هذه الأيام السوداء التي نمرّ بها.. ولا بقية من راتب يمكن أن تشارك الزوجة به في جمعية مع نسوة الحي أو زميلات العمل.. فما الحلّ وكيف يمكن لهم تسجيل أبنائهم في الدورات الخاصة؟!!
لا جواب حالياً في أذهان الجميع وربما تتفتق عبقريتنا عن حلول ملائمة لاحقاً ولكن مستقبل الأولاد لا ينتظر فالدورات التعليمية حلّت كضيف ثقيل على البيوت.. ومن الممكن تحمل عدم الزيارات وعدم تناول الفواكه واللحوم وعدم رفع صوت المذياع والتلفزيون ومن الممكن تحمل الكثير من هذه التفاصيل غير المكلفة مادياً ولكن كيف يمكن تدبير مصاريف الدروس الخصوصية؟!!
اللافت هذه السنة أن المدرسين قدموا عروضاً تشجيعية ممكن من خلالها تقسيط المبالغ المترتبة على تدريس الأولاد.. ويمكن تقديم دفعة كعربون حسن نوايا للبدء ومن ثم الاتفاق على دفع ما تيسر توفيره خلال الشهر وهكذا…
الأهالي المساكين الذين لديهم طالب في البكلوريا أو في غيره من الصفوف يحاولون بشتى الطرق إيجاد البدائل لتدريس أولادهم بأنفسهم في المواد النظرية.. ولكن السؤال الأهم هل يستطيع هؤلاء تأمين كلفة الساعات الخصوصية للمواد العلمية التي قد تصل إلى المليون ليرة؟!!
لا أعتقد ذلك ولكنهم ينامون على أمل أن تفتح القروض في المصارف وعند ذلك سيطالبون بقرض جديد اسمه قرض البكلوريا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن