رياضة

تتويجه المزدوج في العرس الإفريقي رفع قيمته … بن ناصر.. روزنييري مع كامل الإصرار

الوطن

يقول المثل العربي «رب ضارة نافعة» ويمكن القول رب نافعة رافعة وينطبق هذا القول على حالة لاعب منتخب الجزائر إسماعيل بن ناصر أفضل لاعب في كأس أمم إفريقيا المختتمة قبل أيام على الأراضي المصرية، فهذا اللاعب الشاب كان معروضاً للبيع على فيورنتينا الإيطالي إبان العرس الإفريقي لكن تألقه في البطولة وتتويجه باللقبين الفردي كأفضل لاعب والجماعي مع المحاربين لفت إليه الأنظار بقوة ولأن له تجربة سابقة مع الآرسنال فقد آثر البقاء في أجواء الكالشيو التي ألفها خلال الموسمين الأخيرين ليختار نادي ميلان العريق ويصبح أحد العناصر التي يعول عليها المدرب الجديد ماركو جامباولو في سعيه لاستعادة الأمجاد.

أنقاض آرسنال

في مدينة أرليه (أرليس) أقصى الجنوب الفرنسي القريب من الحدود الإيطالية ولد إسماعيل بن ناصر في الأول من كانون الأول عام 1997 لوالدين مهاجرين، الأب مغربي والأم جزائرية وانتبه الوالدان إلى هواية ابنهما الصغير وموهبته الجيدة في ممارسة كرة القدم فألحقاه بنادي المدينة المعروف بـأرل أفينيون وفيه تشرب اللعبة ولفت الأنظار باكراً إلى إمكانياته الكبيرة فاختير لتمثيل منتخب فرنسا للناشئين ثم الشباب ليجذب كشافي الآرسنال الإنكليزي وبالفعل وقع عقداً مع الغانرز حيث بقي في صفوفه بين عامي 2015 و2017 إلا أنه بقي أسيراً لارتداء قميص الفريق الثاني ولم يستدعه آرسين فينغر سوى مرات قليلة في كأس المحترفين وفيها ظهر مرة واحدة بديلاً لتيو والكوت.
في مطلع 2017 أعاره الآرسنال إلى نادي تور في الدرجة الثانية الفرنسية ومن هناك باعه في صيف ذلك العام إلى إيمبولي الإيطالي حيث خاض موسمه الأول في السييراB وساهم في صعوده إلى السييراA ورغم هبوط النادي إلا أن بن ناصر لفت الأنظار بقوة بعد أدائه اللافت وخاصة أمام الأندية الكبيرة ما جعله عرضة لمغادرة إيمبولي حتى إن نادي فيورنتينا عرض شراء عقده وكان قريباً جداً من ذلك.

اختيار صعب

على غرار الكثير من النجوم الشبان المهاجرين حاول الاتحادان المغربي والجزائري استقطاب بن ناصر لتمثيل الأسود أو المحاربين وعلى عكس رغبة والده اختار بلد والدته ويبدو أن حضور الجزائر في مونديالي 2010 و2014 كان له أثر في هذا الاختيار وبالفعل ظهر اللاعب الصاعد يومها للمرة الأولى بقميص المحاربين في مباراة ليسوتو ضمن تصفيات كأس إفريقيا 2017 واختاره المدرب البلجيكي ليكينز ضمن البعثة التي مثلت الجزائر في نهائيات الغابون وخرجت من الدور الأول يومها ولم يظهر بن ناصر في أي دقيقة.
وعند مجيء جمال بلماضي إلى تدريب المحاربين جاء انتقاء بن ناصر ليكون ضمن خطط المدرب حيث اعتمد عليه كلاعب وسط بمهام عديدة وكلاعب ارتكاز إضافة إلى صناعة اللعب حين الحاجة، معتمداً على بنيته الجسدية القوية (رغم مقاساته العادية) حيث طوله 175 سنتميتر ووزنه قرابة 75 كغ وكذلك مهاراته الجيدة في السيطرة على الكرة ورؤيته الجيدة للملعب، ولم يخيب اللاعب الشاب حسن اختيار مدربه فظهر أفضل مما توقع له الجميع.

الأفضل وميلان

ففي الكأس الإفريقية أبدع بن ناصر مع رفاقه وتوجوا باللقب الأثير بعد غياب 29 عاماً والأهم بالنسبة لابن الحادية والعشرين أنه قدم أداء ثابتاً خلال مباريات فريقه السبع وكان اللاعب الأكثر ظهوراً في البطولة بعد الحارس مبولحي وقد اختير أفضل لاعب في مباراتين وبفضل تألقه شكل رمانة الميزان في وسط الملعب وبدا كشعلة لا تهدأ فاستحق بالنهاية اختياره كأفضل لاعب في البطولة متفوقاً على زملائه أبطال القارة وعلى نجوم السنغال ونيجيريا وتونس وهي المنتخبات التي بلغت مربع الكبار.
بعد هبوط إيمبولي إلى الدرجة الثانية جاء أكثر من عرض للتعاقد مع بن ناصر وأهمها من فيورنتينا وكان قريباً من الانتقال إليه لولا تأجيله البت بهذا العرض إلى ما بعد العرس الأسمر والذي جاء كما يشتهي وقبل نهايته جاء العرض المنتظر الذي لم يقدر إسماعيل على رفضه فقد طلبه ميلان للعب في صفوفه ولأن الموافقة جاءت سريعة من اللاعب لم يقدر ناديه على الرفض ولاسيما أن القيمة المادية ارتفعت من 10 إلى 15 مليوناً ليصبح صاحب الجنسيات الثلاث لاعباً لروزنييري لمدة أربعة مواسم قادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن