رياضة

سوق الانتقالات الصيفية ومسلسلات لا تنتهي من الإشاعات والتقارير … حمى الغلاكتيكوس تنتقل إلى كبار أوروبا

| خالد عرنوس

انشغلت أكبر إمبراطورية في العالم «دولة كرة القدم» هذا الصيف بثلاثة أحداث قارية مهمة بداية من نهائي دوري الأمم الأوروبية بنسختها الأولى التي شهدت تتويجاً برتغالياً ثم كوبا أميركا بنسختها السادسة والأربعين وقد شهدت عودة البرازيل إلى القمة بعد غياب 12 عاماً وأخيراً كأس إفريقيا بنسختها الثانية والثلاثين وفيها استعاد العرب اللقب عبر محاربي الصحراء الذين استحقوا النجمة الثانية بعد 29 عاماً.
وسط كل هذه النشاطات لم تهدأ سوق الانتقالات في عالم المدورة المعروفة بالميركاتو الصيفي فأبرمت بعض الصفقات الكبيرة التي طغت بأضوائها على ما دونها من التعاقدات الصغيرة التي يكاد الإعلام يأتي على ذكرها من خلال خبر صغير أو حتى من خلال التعداد لا أكثر ضمن ذكر بعض الانتقالات وهذا أمر عادي وسط الاهتمام غير العادي بالأندية الكبيرة، وبالمقابل مازالت الإشاعات والتقارير الإعلامية والتكهنات تملأ الأوساط الكروية حول بعض الصفقات المرتقبة التي ربما أنجزت أو أجلت أو أصابها فيروس النسيان أو الإلغاء.

جنون أسعار
جذبت الأندية العملاقة عدداً من الصفقات المدوية ورفعت القيمة السوقية للاعبي كرة القدم منذ عقدين وحتى الآن حتى باتت تناهز عشرات الملايين من العملات الصعبة بعدما كان مجرد دفع عدد من الملايين يثير الأوساط الكروية العالمية، واليوم باتت مسألة دفع 100 مليون مقابل التعاقد مع لاعب أمراً عادياً حتى إن نجوم الصف الأول حالياً في عالم قطعة الجلد المدورة بات يطلب فيهم مبالغ هائلة كما حدث مع نيمار في العام 2018 عندما دفع باريس سان جيرمان قرابة 222 مليون يورو للبرشا مقابل التخلي عنه ويمكن القول إن خمسة أو ستة لاعبين حالياً لا تقل قيمة أي منهم عن 180 مليون يورو وهاهو برشلونة يدفع 120 مليون يورو قيمة الشرط الجزائي الذي وضعه أتلتيكو مدريد مقابل التخلي عن غريزمان فقط، وفي العام الماضي أيضاً دفع يوفنتوس 100 مليون أو أكثر للظفر بخدمات كريستيانو رونالدو في صفقة مدوية ليس بسبب المبلغ المدفوع ولكن لأن عمر النجم البرتغالي يومها أكثر من 33 عاماً ومع ذلك فقد اعتبرت من الصفقات الناجحة جداً ذلك أن رونالدو قدم أداء لافتاً وكذلك لأن اليوفي استعاد المبلغ خلال فترة وجيزة من خلال بيع قمصان النادي التي تحمل اسم ورقم اللاعب، وفي مطلع 2018 تعاقد برشلونة مع البرازيلي كوتينيو من ليفربول مقابل مبلغ ناهز 140 مليون يورو تحت إصرار اللاعب على الرحيل والنادي الإنكليزي على الثمن والنادي الإسباني على التعاقد معه.

دائرة ومخرج
ومن هذه القصة نبدأ فلم يقدم لاعب الوسط البرازيلي ما كان منتظراً بعد موسم ونصف وبدأت المطالبات برحيله أو الاستغناء عنه وبالطبع لم يجد كوتينيو نفسه في تشكيلة فالفيردي فبدا مغرداً خارج السرب وأحس بالغربة داخل غرفة الملابس وإلى الآن مازال وضعه غامضاً مع الكثير من التقارير التي ربطته بالعديد من الصفقات التبادلية أو تلك التي ربطت مستقبله بالعودة إلى أنفيلد.
ففي البداية قيل إن البرشا ربما أعاده إلى الريدز مقابل الحصول على خدمات أحد نجوم الأخير وخاصة ماني أو صلاح وقيل في فترة إن أوريغي ربما دخل حيز اهتمامات البرشا ليكون بديلاً للأورغوياني سواريز، على حين قيل إن كوتينيو سيدخل في صفقة تبادلية مع مواطنه نيمار ومازال هذا الأمر يشغل الصحافة والإعلام في فرنسا وإسبانيا ولاسيما أن أخبار نيمار في باريس ليست على مايرام أما البرشا فإنه أغلق هذا الملف مؤقتاً بانتظار تطورات جديدة.

ترسانات كروية
وجاء تعاقد البرشا مع الفرنسي غريزمان ليقف حجر عثرة في وجه صفقات كبيرة أخرى للكاتالوني خاصة بوجود قانون اللعب المالي النظيف وبات عليه التخلي عن أكثر من لاعب لشراء نجم بحجم نيمار أو حتى لاعب من الصف الثاني وربما انتظرت إدارته الأيام القادمة لعلها تحمل الجديد ولاسيما أن الفريق أصبح متخماً بالنجوم أكثر مما كان عليه بالموسمين الأخيرين ويعتبر التعاقد مع أنتوني غريزمان ضربة بكل المقاييس خاصة أن النجم الفرنسي يتقن اللعب في كل المراكز الهجومية وهو الخبير بأحوال الليغا وقد اكتسب خبرة كبيرة على الصعيدين الإسباني والقاري.
وكان البرشا الذي يضم ميسي وسواريز وكوتينيو وديمبلي ومالكوم وبوسكيتس وألينيا وفيدال وراكتيتش ضم في وقت سابق الهولندي الشاب فرانكي دي يونغ مقابل مبلغ فاق 85 مليوناً بعقد لمدة خمس سنوات وضم كذلك الحارس البرازيلي نيتو في صفقة تبادلية مع فالنسيا تخلى بموجبها عن الحارس الهولندي سيليسن وتعاقد مع البرازيلي إيمرسون من مينيرو مقابل 13 مليوناً والياباني هيروكي آبي مقابل 11 مليوناً ومع الفتى لوي باري ابن السادسة عشرة من العمر من ويست بروميتش ومع ترفيع السنغالي موسى واغوي وريكوي بويغ تبدو صفوف الفريق مكتملة.

زيزو والتحدي
ولا يمكن وصف الغريم الأبدي للبرشا إلا بالترسانة الكروية، بدوره ها هو ريال مدريد يعيد عصر الغلاكتيكوس الذي بناه الرئيس فلورنتينو بيريس مطلع الألفية الثالثة مع فارق أن المدرب العائد زيدان لم يبحث عن الأسماء بل حاول إعادة تشكيل الفريق الملكي بما يضمن نجاح مشروعه الخاص بالعودة إلى البطولات بعد موسم عقيم، ومشروع بيريس باستعادة زعامة الدوري الإسباني ودوري الأبطال وإعادة الصورة المثالية للميرينغي بعدما جرب مدربين قبل أن يستعين بالمدرب زيزو الذي أعلن تغييرات جذرية طالت الكثير من النجوم القدامى وحتى الشباب الذي لا يلبون أهدافه.
فكان أن أول تعاقداته مع إيدين هازار من تشيلسي مختتماً مسرحية دامت فصولها لثلاثة أعوام كاملة وكتب النهاية النجم البلجيكي بارتداء البلانكو مقابل مبلغ إجمالي قد يصل إلى 125 مليون يورو، وقد ارتبط اسم قائد الشياطين الحمر بالريال منذ زمن ليس بالقصير إلا أن ظروفاً كثيرة أجلت هذه الصفقة حتى جاء الإعلان الرسمي وبإصرار منه شخصياً حتى تمت بموافقة كل الأطراف، ولم يتوقف مشروع زيدان عند هازار فقد تعاقد مع المهاجم لوكا يوفيتش من فرانكفورت مقابل 60 مليون يورو لمدة ست سنوات ومثله الظهير الفرنسي فيرلان ميندي من لسون بـ48 مليوناً والمدافع البرازيلي ميليتاو من بورتو أيضاً لمدة 6 سنوات وجاء بالياباني تاكيفوسا كوبو من نادي طوكيو بعقد انتقال حر لمدة 5 سنوات، وعدا هازار البالغ 28 عاماً فإن البقية يمكن اعتبارهم من الشباب وتتراوح أعمارهم بين 24 عاماً لميندي و18 عاماً لكوبو.

نهايات كبيرة وصغيرة
بعد الأداء الذي قدمه شباب أياكس الهولندي في الموسم المنصرم بات نجومه محط أنظار الأندية الكبيرة ولم تخب توقعات المراقبين بانفراط عقد الفريق سريعاً ولم تأخذ مسألة تعاقد فرانكي دي يونغ مع البرشا وقتاً كبيراً على عكس زميله ماتياس دي ليخت الذي تعاقدت معه معظم أندية أوروبا الكبرى على الورق قبل أن يستقر في يوفنتوس الإيطالي لمدة خمس سنوات مبدئياً مقابل 85.5 مليون يورو وتعتبر صفقة المدافع الهولندي الشاب الأكبر في ملاعب الكالشيو التي ربما شهدت صفقات أخرى كبيرة بعد التقارير الإعلامية عن نية نابولي التعاقد مع أكثر من نجم إلا أن الواقع أن اليوفي وإنتر هما الأكثر حركة هناك حتى الآن.
وعلى عكس دي ليخت الذي رسا في تورينو فإن نبيل فقير نجم ليون ومنتخب فرنسا الذي كان هدفاً لعدد من الأندية المرموقة استقر به الحال في ريال بيتيس الإسباني بشكل مفاجئ بعد تقارير ذكرت أن وجهته ستكون إلى البريميرليغ وتحديداً إلى ليفربول أو الآرسنال وبعد المبالغ الكبيرة التي طلبها ناديه ليون استقرت صفقة انتقاله إلى النادي الأندلسي عند 20 مليوناً إضافة إلى متغيرات قد تصل إلى 10 ملايين.
هذه قصة بعض الصفقات التي أبرمت هذا الصيف ومازال هناك الكثير من الحكايات الشائقة حول بعض التعاقدات التي تلوح في الأفق لكنها لم تنجز وسيكون لنا وقفة معها قبل إقفال الميركاتو.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن