عربي ودولي

البرلمان الإيراني يطلب تزويده بالوثائق السرية للاتفاق … الإدارة الأميركية تبدأ تنفيذ الاتفاق النووي بعد إخفاق الكونغرس في إسقاطه

بعد إخفاق الكونغرس في تمرير مقترح يقضي بعدم تطبيق الاتفاق النووي، تبدأ الإدارة الأميركية بتطبيق بنود الاتفاق مع إيران، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري يعلن تعيين السفير الأميركي لدى بولندا ستيفن مول منسقاً لتطبيق الاتفاق، ومع البدء بتنفيذ الاتفاق تدخل العلاقة بين الجانبين مرحلة جديدة. حيث أخفق الكونغرس في تعطيل الاتفاق النووي مع إيران للمرة الثالثة على التوالي، وبأغلبية من الجمهوريين أخفق في تمرير مقترح تقدم به زعيم الأغلبية الجمهورية ميتش ماكونيل يقضي بعدم تطبيق اتفاق فيينا، إلا بعد إطلاق إيران سراح المسجونين الأميركيين واعترافها بإسرائيل.
ولفت عضو الكونغرس عن الحزب الديمقراطي السيناتور بيل كاسيدي «أن 58 صوتوا بلا، مقابل 42 أيدوا عدم تطبيق الاتفاق، ما يعني أن ثلاثة أخماس أعضاء مجلس الشيوخ لم يدعموا القرار».
وبعد مضي ستين يوماً تشرع إدارة أوباما بتنفيذ بنود الاتفاق النووي.
وفي هذا الإطار قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست: «إننا نشعر بالثقة إلى حد بعيد في قدرتنا على المضي قدماً مع بقية المجتمع الدولي لتنفيذ هذا الاتفاق، وهذا يعني أن الخطوة التالية ستكون في إيران وإذا ما كان يتعلق بتقليص مخزونها النووي».
وعلى حين سيكون على إيران البدء بتنفيذ المطلوب منها، ستصدر بعدها الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريراً يبين مدى التعاون الإيراني في تنفيذ المطلوب بحسب الاتفاقية، لتقوم عندها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي برفع العقوبات المفروضة عليها بسبب نشاطها النووي حصراً.
ويمثل إخفاق الجمهوريين في تعطيل الاتفاق النووي مع إيران بمنزلة انتصار للدبلوماسية كما تصفها إدارة أوباما التي تراهن على فريقها المفاوض من أجل تطبيق بنود الاتفاق وبسلاسة.
هذا ووصل مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أمس إلى طهران للقاء مسؤولين إيرانيين وبحث أنشطة إيران النووية، على ما أعلنت الوكالة.
وأوضحت في بيان أن أمانو سيعقد اجتماعات مع «مسؤولين إيرانيين كبار» اليوم.
وأشارت إلى أن المحادثات ستهدف إلى «توضيح المسائل العالقة الماضية والحاضرة بشأن برنامج إيران النووي». وكانت الوكالة قدمت لإيران في الثامن من أيلول «أسئلة حول نقاط غامضة تتعلق بمعلومات قدمتها للوكالة الدولية للطاقة الذرية في 15 آب 2015» في سياق آلية تحقق تسبق رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران.
وبموجب الاتفاق التاريخي الذي توصلت إليه إيران مع الدول الست الكبرى، ستخفض طهران نشاطاتها النووية بشكل كبير مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها. ولهذا الغرض اتفقت إيران والوكالة على «خريطة طريق» في 14 تموز، تهدف إلى إكمال جميع زيارات ولقاءات الوكالة في إطار تحقيقاتها بحلول 15 تشرين الأول وإصدار تقرير نهائي بحلول 15 كانون الأول. هذا وطلب البرلمان الإيراني من منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تزويده بالوثائق السرية ذات الصلة بالاتفاق النووي مع مجموعة خمسة زائد واحد للاطلاع عليها ودراسة بنودها وملاحقها والتعهدات الموجودة فيها.
ولفت عضو اللجنة البرلمانية الخاصة بدراسة الاتفاق النووي إبراهيم كارخانئي إلى أن رئيس اللجنة علي رضا زاكاني طلب في رسالة إلى رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي تزويد اللجنة بالوثائق السرية ذات الصلة كي يتمكن نواب الشعب من الاطلاع على جميع أبعاد الاتفاق بغية دراسته بصورة أدق كي لا تؤدي بنوده السرية إلى فرض تعهدات مضاعفة على البلاد.
وكان عضو اللجنة البرلمانية الخاصة بدراسة الاتفاق النووي محمود نبويان أعلن في وقت سابق أن اللجنة تعتزم بحث ودراسة الاتفاق النووي فضلاً عن وثائقه السرية.
ووقعت إيران ودول مجموعة خمسة زائد واحد رسمياً في الرابع عشر من تموز الماضي في العاصمة النمساوية فيينا الاتفاق النهائي حول الملف النووي الإيراني الذي يكفل لإيران دخول الأسواق العالمية باعتبارها بلداً منتجاً للمواد النووية وإلغاء الحظر والقيود المفروضة على عمليات التصدير والاستيراد التي فرضت عليها.
في سياق متصل يزور وزير الخارجية الهولندي بيرت كوندرز اليوم إيران للمرة الأولى منذ 14 عاماً في خطوة تعكس التحسن التدريجي في العلاقات بين الغرب وطهران بعد توقيع الاتفاق النووي.
وقالت وزارة الخارجية الهولندية في بيان: «إنها المرة الأولى منذ 14 عاماً التي يتوجه فيها وزير خارجية هولندي إلى إيران»، موضحة أن كوندرز سيلتقي نظيره الإيراني محمد جواد ظريف.
وأوضح البيان أن الوزير الهولندي سيبحث خلال زيارته التي تستمر يومين في الاتفاق النووي ورفع العقوبات التدريجي والقابل للعكس والعلاقات التجارية بين البلدين وكذلك مسألة حقوق الإنسان في إيران ودور طهران في المنطقة.
وتأتي زيارة كوندرز إلى إيران بعد زيارتي نظيريه الفرنسي والبريطاني لوارن فابيوس وفيليب هاموند ونائب المستشارة الألمانية سيغمار غابرييل ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني والرئيس النمساوي هانز فيشر.
الميادين – أ ف ب – سانا

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن