60 شهيداً في غارات على صنعاء وصعدة.. وارتفاع عدد ضحايا العدوان السعودي إلى 5412 شهيداً و13650 جريحاً … مقتل ستة جنود سعوديين في جيزان.. والسودان يدعم التحالف بلواء بري.. والإمارات تسحب مجنديها من اليمن
أكد الناطق باسم حركة أنصار اللـه محمد عبد السلام أن عجز السعودية عن فرض إملاءاتها على اليمن دفعها إلى ارتكاب جرائم إبادة بحق الأبرياء.
وقال عبد السلام: «إن ما ترتكبه السعودية من جرائم ضد الإنسانية جعلها كدولة وصمة عار على البشرية وأكبر محنة على العرب والمسلمين» على حد تعبيره، مشيراً إلى أن «استهداف منزل السفير العماني في صنعاء دليل على عدوانية ووحشية السعودية وعلى أنها طاولت الجميع بما في ذلك دول الخليج، معبراً عن إدانته لما وصفه بالتصرف الهمجي، معلناً التضامن الكامل مع سلطنة عمان قيادة وشعباً. في السياق قدمت سلطنة عمان أمس احتجاجاً رسمياً على تعرض مقر سفيرها في صنعاء للقصف، ودعت الأمم المتحدة إلى التحرك لوضع حد للنزاع في اليمن.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العمانية في مسقط في بيان: «تلقت سلطنة عُمان بأسف بالغ يوم (الجمعة) نبأ استهداف منزل سعادة السفير العماني في صنعاء، الأمر الذي يعد مخالفة صريحة للمواثيق والأعراف الدولية التي تؤكد حرمة المقار الدبلوماسية». وأضاف البيان حسب ما نقلت وكالة الأنباء العمانية الرسمية «إن السلطنة وإذ تندد بأشد العبارات بهذا العمل لترجو من الأمم المتحدة اتخاذ كل الإجراءات التي تكفل إنهاء الحرب الحالية في اليمن قبل أن تشكل تهديداً خطيراً على أمن المنطقة».
وختم البيان أن السلطنة «تحث الأطراف اليمنية على ضرورة نبذ الخلافات فيما بينها لضمان عودة الاستقرار والأمن إلى اليمن الشقيق». وتتخذ سلطنة عمان موقفاً محايداً من النزاع في اليمن بخلاف بقية الدول في مجلس التعاون الخليجي التي تشارك في الائتلاف في اليمن.
واستقبلت مسقط خلال الفترة الأخيرة ممثلين عن الأطراف اليمنيين عقدوا اجتماعاً في عاصمة السلطنة تحت إشراف الأمم المتحدة في محاولة للتوصل إلى حل سلمي للنزاع في اليمن.
من جانبه قرر السودان تعزيز وجوده ضمن قوات التحالف العربي في اليمن بلواء كامل من القوات البرية، لحسم معارك «إعادة الأمل» مع الحوثيين.
وكشف بكري حسن صالح نائب الرئيس السوداني، عن استعداد الخرطوم لدعم شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بعد تواتر الأنباء عن قرار إرسال قوات برية إلى اليمن. وقال النائب في حديث نشرته صحيفة «الشرق الأوسط»: إن «السودان مستعد لتعزيز وجوده في التحالف العربي، الذي يهدف إلى إعادة الشرعية في اليمن، بتجهيز لواء كامل من القوات البرية السودانية لحسم المعارك».
هذا وكانت قطر قد أرسلت نحو ألف جندي إلى اليمن للمشاركة، إلى جانب قوات التحالف، في استعادة صنعاء من قبضة الحوثيين، ويشارك طيارون قطريون في الغارات الجوية ضد الحوثيين منذ شهور.
كذلك، أكدت مصادر أمنية مصرية أن ما يصل إلى 800 جندي مصري وصلوا إلى اليمن للانضمام إلى صفوف القوة العسكرية الخليجية بهدف مواجهة جماعة الحوثي في الحرب الأهلية المستمرة منذ 5 أشهر.
إلا أن مصادر من الرئاسة نفت لصحيفة «الحياة» المصرية صحة هذا الخبر، مؤكدة اقتصار مشاركة مصر في قوات التحالف العربي على وحدات من قواتها البحرية والجوية.
وفي سياق متصل، تناول تقرير لموقع «ميدل إيست آي» البريطاني إرسال الإمارات العربية المتحدة مجندين إلى اليمن وصدمة عائلاتهم وغضبها، لأن الحكومة ترسل شبابا يؤدون الخدمة العسكرية إلى منطقة حرب، رغم غياب التجربة القتالية لديهم.
وأفادت مواقع إعلامية محلية بصدور قرار بإعادة مجندي الخدمة العسكرية الإجبارية الإماراتيين من اليمن خلال الساعات القادمة وعدم إرسال قوات برية من المجندين على الإطلاق. ويقدر عدد أفراد القوات التي أرسلتها الإمارات إلى اليمن بأكثر من 1500.
ميدانياً: قتل ستة جنود سعوديين في قصف مدفعي يمني استهدف آليتين عسكريتين في جيزان جنوب السعودية. بينما أودت الغارات المتواصلة على صنعاء وصعدة بحياة 60 مدنياً بينهم نساء وأطفال.
واستشهد أكثر من 25 يمنياً نتيجة غارات التحالف السعودي الأخيرة على مناطق متفرقة من العاصمة اليمنية صنعاء. كما استشهد أكثر من 35 شخصاً بينهم نساء وأطفال وجرح آخرون في الغارات الجوية التي استهدفت مناطق حدودية في صعدة.
وفي مأرب شنت مقاتلات التحالف السعودي غارتين جويتين على الجفينة جنوب المدينة. تزامن ذلك مع قصف مدفعي متبادل بمنطقة ذات الراء جنوب غرب المدينة.
وقد شهدت منطقة التبة الحمراء اشتباكات متقطعة بين قوات الجيش واللجان الشعبية من جهة وقوات الرئيس هادي المدعومة بقوات التحالف السعودي من جهة أخرى بمشاركة طائرات الأباتشي في مديرية صرواح غرب محافظة مأرب.
بدوره أعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة اليمنية الدكتور تميم الشامي أن عدد ضحايا العدوان السعودي المتواصل على اليمن بلغ 5412 شهيداً بينهم 1603 أطفال و1258 امرأة في حين بلغ عدد حالات الإصابات التي استقبلتها المرافق الصحية 13650 حالة.
وقال الشامي في تقرير أمس: إن «العدوان السعودي الأميركي على المدنيين تسبب بكارثة صحية هائلة في اليمن وذلك مع دخول العدوان يومه التاسع والسبعين بعد المئة»، مشيراً إلى تجاهل نظام آل ـسعود جميع القوانين والأعراف الدولية التي تحكم النزاعات المسلحة في العالم.
وأوضح التقرير أن المنظومة الصحية في اليمن دخلت في مرحلة الانهيار الكلي حيث بلغ التدمير الذي طال مكوناتها أكثر من 60 % تقريباً ما أدى إلى شلل شبه كامل لقدراتها الأساسية. وأشار تقرير وزارة الصحة اليمنية إلى أن العدوان السعودي أدى إلى تدمير 7 مستشفيات وتوقف 7 مستشفيات أخرى عن العمل إما بسبب تضررها من القصف المحيط بها وإما لنزوح الكادر الطبي منها هربا من نيران القصف، أما إجمالي المرافق الصحية بشكل عام التي تم تدميرها فبلغ 89 مرفقاً منها مراكز للطوارئ ومختبرات مركزية ومراكز نقل دم ومراكز رعاية ومخازن تموين دوائي بالإضافة إلى استهداف 50 سيارة إسعاف.
وأشار التقرير إلى أن القصف السعودي المتواصل أدى إلى حرمان الأطفال من خدمات التحصين ما نتج عنه ظهور حالات إصابة بالحصبة بمعدلات غير مسبوقة، لافتاً إلى أن المنظومة الصحية للبلد بشكل عام أصبحت مشلولة ما أدى إلى تفشي الكثير من الأمراض والأوبئة.
وأوضح التقرير أن ما تبقى من المنظومة الصحية اليمنية يواجه الحصار الجائر اللأخلاقي ومنع دخول الأدوية الضرورية والمنقذة للحياة وأغذية الأطفال وأدوية السرطان، ناهيك عن منع الوقود من الدخول، داعياً منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والحقوقية إلى العمل وبسرعة لإنقاذ حياة اليمنيين من هذه الكارثة الصحية الإنسانية وهذه الحرب الظالمة وما رافقها من حصار جائر بري وبحري وجوي.
(الميادين- أ ف ب- سانا- روسيا اليوم)