رياضة

بين الإخراج والقانون.. سلة الوحدة سددت الديون

| مهند الحسني

فوجئنا والكثيرون ممن تابعوا مباراة الجلاء والوحدة الفاصلة، بحجم الفوضى الهائلة التي اجتاحت المباراة ومستوى الهتافات التي طالت اللاعبين، وأسرهم وأفراد عائلاتهم الأحياء منهم والأموات، فمن يشاهد المباراة لابد أن يصاب بتشوه بصري بسبب التجهيزات السيئة، ابتداء من شباك الحلقات الممزقة، مروراً بلوحة التوقيت الغائبة، والحشد الكبير من الحويصة في زوايا وثنايا الصالة، وكم تمنيت أن يقوم مراقبا المباراة بالمستوى التنظيمي نفسه الذي قام به أحدهما عند إشرافه على بطولة (3×3) التي أقيمت في أحد الأندية، والجهد الجبار الذي بذله يومها لإظهار البطولة بمستوى راقٍ يضاهي البطولات العالمية التي سبق له التحكيم فيها وحضورها.

تبويس الشوارب
ما إن بدأت المباراة حتى شاهدنا بكل أسف في الصالة هتافات وشعارات ومفردات يندى لها الجبين، والمراقبان حائران في أمرهما بعد أن أمضيا المباراة بتبويس الشوارب هنا وهناك، وبدلاً من القيام بدور انضباطي واضح، وأوله وضع حد للشتائم التي طالت اللاعبين، اكتفيا بدور مراقب التموين، وكتابة إنذار على صحيفة تسجيل المباراة لم يكن كافياً لردع حجم الفوضى التي اجتاحت الصالة، وعندما تطلب الأمر دوراً حقيقياً وواضحاً، ومن ضمن المهام الأساسية لمراقب المباراة، وهو الرد على تساؤلات الحكام في الحالات الخلافية، ومنها حالة الفاول المثيرة للجدل، وهل كانت قبل أم بعد انتهاء المباراة، شهدنا بدلاً من ذلك مجلس أعلى لتبويس الشوارب، استبعد من صفوفه الحكم الجريء الذي أعلن حالة الفاول، ووقف جانباً في زاوية الصالة ليتفرغ عمالقة الإخراج والدوبلاج لرسم سيناريو الخروج من هذا المأزق الذي يعني فوز الوحدة في حال حصولــه على رميتين حرتين.
وكما هو الحال في لمسات المخرج المبدع هشام شربتجي في إخراج حلقات «مرايا» شاهدنا مخرجين على أرض الصالة يسعون لإخراج حلقة من الكوميديا السوداء في تاريخ سلتنا السورية، فكان القرار الذي تناسب مع الإمكانات المتاحة للحكام باللجوء إلى الوقت الإضافي تحت شعار ليربح الوحدة في الملعب، ونسي طاقم العمل التراجيدي أن نصف العدالة ظلم، وأن حرمان الوحدة من حقه بالرميتين يعني إدارة كفة الفوز من جانب إلى آخر، وأن إشهار الإنذارات والعقوبات في صالة الفيحاء في دمشق عند خروج فرد واحد من الجماهير عن النص قابله تجاهل وصمت لمجموعة غير قليلة من الجماهير شتمت وأساءت وخرجت عن النص، لم يكن من المراقب إلا التطبيب هنا والتسويف هناك، وكأن المباراة مباراة خيرية أو مدرسية لا يتوافر فيها شيء من مقومات المباريات التنافسية.
وكم تمنينا أن نعرف ما تقييم المراقبين لعملهما، لو كانا جالسين خلف شاشة التلفاز مع أبنائهما، وهما يسمعان شرحاً مفصلاً لأعضاء الجسم بتسمياتها السوقية الشوارعية، وهل هذه هي الفائدة من اتباعهم لدورات المراقبة الخارجية؟

خلاصة
اتحاد كرة السلة اليوم مطالب أن يقيّم أداء المراقبين لديه كما هو الحال لباقي عناصر اللعبة، ومن يعجز عن ضبط مباراة محلية لا يستحق أن يمثل سورية خارجياً، وليكتفِ بالدورات التنشيطية والترفيهية والسياحية والشاطئية و3/3.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن