المسلحون يعكرون صفو القنيطرة بقطع الكهرباء.. والمحافظة تعيدها
القنيطرة – الوطن :
بعد انقطاع دام نحو سبعة أيام عاد التيار الكهربائي إلى محافظة القنيطرة، حيث أثمرت الجهود التي بذلت والكوادر العاملة في وزارة الكهرباء إصلاح العطل الذي ضرب الشبكة في مناطق تقع تحت سيطرة المسلحين في الخزرجية بسعسع.
وبحسب ما ذكرت مصادر أهلية لـ«الوطن»، فإن قصة الكهرباء وانقطاعها عن محافظة القنيطرة أصبحت كقصة البقرة الحلوب بالنسبة للمجموعات المسلحة في منطقة سعسع والتي تضغط على الجهات المعنية والمجتمع المحلي من أجل إصلاح الأعطال التي تقوم بافتعالها كل فترة.
ولفتت المصادر إلى أنه أمام الصمود الذي يبديه أبناء القنيطرة بتصديهم للكيان الصهيوني وأدواته والتفافه حول جيشه وقائده فإن ذلك يتطلب من الجهات المعنية البحث عن حلول علاجية لانقطاع الكهرباء المتكرر والمستمر، مع الإشارة إلى أن أبناء القنيطرة يتساقط وبشكل يومي عليهم وابل من القذائف والرصاص المتفجر وهم متمسكون ومتجذرون في قراهم ومنازلهم من حضر شمالاً مروراً بمدينة البعث وخان أرنبة وجبا والكوم وأيوبا وعين النورية والسنديانة وعين عيشة والقرى والرسوم الأخرى. ووفقا للمصادر فإن «المؤسف ونقولها بشيء من المرارة والحسرة الغياب اللافت للمعنيين في المحافظة عن متابعة قضية انقطاع الكهرباء عن القنيطرة لسبعة أيام دون أن يحرك أحد أي ساكن، عدا محافظ القنيطرة أحمد شيخ عبد القادر وهناء السيد عضو مجلس الشعب وبعض الفعاليات الشعبية الذين نقدم لهم كل الشكر والامتنان، مع التأكيد على التجاوب الكبير لوزارة الكهرباء مع اقتراحات الذين عملوا لإعادة التيار الكهربائي للقنيطرة.
وأمام هذا المشهد والغياب المتكرر لبعض القيادات عن المحافظة فإن أبناء القنيطرة بدأت أصواتهم تتعالى متسائلة عن مبررات الغياب والمطالبة بتولي أشخاص أكثر حرصاً على القنيطرة وأبنائها على ما ذكرت المصادر التي «أكدت أن هناك من يعمل بصمت ولكن نحن نحتاج إلى الأشخاص المخلصين والذين يضعون في اعتبارهم مصلحة أبناء القنيطرة قبل مصالحهم الشخصية الضيقة، ولسنا هنا في صدد اتهام شخص بعينه فالجميع معنيون في خدمة أبناء القنيطرة وأينما وجدوا والسهر على تحقيق طلباتهم المحقة، ولا نقصد بأي حال من الأحوال أن يذهب مسؤولو المحافظة إلى سعسع والوقوف ساعات طويلة مع ورشات الكهرباء التي منعت خمسة أيام من دخول المنطقة التي فيها العطل.
وأضافت المصادر إنه «رغم أن هذا المطلب طبيعي وصغير ولا يقاس أمام من يحمل سلاحه ويضحي بنفسه لنعيش بعزة وكرامة، ولكن الأجدى الاتصال مع مدير الكهرباء بالقنيطرة وسؤاله عن واقع الأمر والإجراءات المطلوبة ومدى المساعدة لإصلاح الأعطال». وتابعت المصادر: إن المثير للدهشة والاستغراب أنه ولدى سؤال مدير شركة كهرباء القنيطرة عن المسؤولين بالمحافظة الذين اتصلوا معه فوجئنا بأن المحافظ وعضو مجلس الشعب هناء السيد (والتي تعمل فوق طاقتها وكانت دائماً مع ورشات الكهرباء) هما اللذان اتصلا معه فقط.
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال محافظ القنيطرة أحمد شيخ عبد القادر: جميع المعنيين في المحافظة بخدمة المواطن سواء على أرض المحافظة أو في تجمعات النازحين، خاصة في الظروف الراهنة والتي تتطلب أشخاصاً استثنائيين يكونون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم والعمل على توفير كل مقومات صمود أبناء القنيطرة وتجذرهم في قراهم وأرضهم، مشدداً على الجهود المبذولة والمتابعة اليومية والتنسيق مع الجهات المعنية لإعادة التيار الكهربائي إلى المحافظة والشكر لكافة العاملين في كهرباء القنيطرة على عملهم الدؤوب في إصلاح الأعطال وتعرضهم للخطر.
وقد عادت معظم الأسر والعوائل التي تركت منازلها في مدينة البعث وخان أرنبة وجبا إلى منازلها واستقرت نتيجة الخدمات الجيدة المقدمة وخاصة بعد استقرار التيار قبل انقطاعه لسبعة أيام وحالة الأمن والأمان والاستقرار التي عمت سائر أرجاء المحافظة بعد دحر الإرهابيين وتكبيدهم خسائر فادحة بالأرواح والمعدات. كما أن الحالة المعنوية لأبناء المحافظة عالية بفضل تضحيات وبطولات الجيش والقوات المسلحة وفوج الجولان وكافة اللجان المؤازرة لهم.