اختلفت وجهات النظر بين ثلاث مؤسسات في وزارة الصناعة حول ضرورة تحديد من يتحمل الدعم الحكومي لمزارعي الأقطان، وعدم تحميله على المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان أو شركات الغزل أو شركات ومعامل الزيوت.
وزارة الصناعة وجهت بضرورة التنسيق بين كل من مؤسسة الأقطان والغذائية والنسيجية لتحديد قيمة الدعم الحكومي المقدم لمزارعي الأقطان، وانعكاسها على تكلفة منتجات الشركات التابعة ومقارنة أسعار القطن المحبوب ونواتجه مع أسعار المواد المماثلة عالمياً، على مبدأ الاختلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية.
المؤسسة العامة للصناعات الغذائية ونظيرتها النسيجية طالبتا بمنحهم أسعاراً تنسجم مع الأسعار العالمية، في الوقت الذي رفضت فيه مؤسسة الأقطان هذا المقترح، وتقدمت إلى المعنيين في وزارة الصناعة بعدة مقترحات، أكدت فيها أن التكلفة مرتفعة، وعرضت لمؤشرات رقمية أوضحت فيها حساب سعر الكيلو غرام الواحد من القطن المحلوج لدى المؤسسة، تضمنت أن كل كيلو غرام قطن محلوج يحتاج إلى 2,7 كيلو غرام قطن محبوب، وسعر الكيلو غرام من البذور يصل 90 ليرة سورية، منسجماً مع السعر العالمي للبذور ومطابقاً للمواصفات القياسية السورية، كما أن نصيب كل كيلو غرام واحد من قطن محلوج من البذور (سعر كيلو غرام بذور مضروباً بـ1,70 مخفضات).
وبالنسبة لمؤشر ليفربول للأقطان، نجد أنه بلغ 80,35 سنتاً/ ليبرا بتاريخ 30/5/2019، أي ما يعادل 1,77 دولار أميركي للكيلو غرام، ما يعادل 772 ليرة سورية للكيلو عند احتساب سعر صرف 436 ليرة سورية للدولار.
كما تضمنت المؤشرات جودة القطن وفق مؤشر ليفربول والذي هو أعلى من جودة القطن لدى مؤسسة الأقطان، إضافة إلى أن رتبة الزيرو في بورصة ليفربول أعلى من رتبة الزيرو لدى مؤسسة الأقطان الأمر الذي يشكل خسارة لدى المؤسسة في حال اعتمدت أرقاماً مخالفة للأرقام السابقة، لأن الفارق في الرتبة زيرو بين مؤسسة الأقطان ومؤشر ليفربول نحو 3 سنتات للكيلو غرام الواحد، وبالتالي يكون سعر القطن وفق الرتبة زيرو لدى مؤسسة الأقطان بحسب مؤشر ليفربول نحو 1,74 دولار للكيلو غرام، ما يعادل 759 ليرة سورية عند سعر صرف 436 ليرة للدولار.
وبينت المؤسسة أن مؤشر ليفربول للأقطان هو عرض سعر واصل الشرق الأقصى، وليس سعر البيع الفعلي، وأجور النقل حسب الاتفاق السابق مع مؤسسة الأقطان هو 8 سنتات للكيلو غرام، وهو يعادل نحو 35 ليرة للكيلو غرام حالياً، وبذلك يكون سعر القطن المحلوج في هذه الحالة وفق مؤشر ليفربول 724 ليرة سورية للكيلو غرام، وعالمياً يتراوح السعر بين 1,30 و1,50 دولار للكيلو غرام، وبشكل وسطي يكون السعر نحو 1,40 دولار، وبالتالي يكون سعر القطن المحلوج 611 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد عند سعر صرف 436 ليرة سورية للدولار.
وذكرت المؤسسة أنه لكي تستطيع الأقطان المنافسة داخلياً وخارجياً وتسويق إنتاجها وضمان عدم وجود مخازين، وانعكاس أسعار الغزول المقبولة على عمليات الإنتاج اللاحقة في القطاعين العام والخاص وبما يضمن تحقيق قيمة مضافة يجب أن يكون سعر القطن المحبوب 248 ليرة سورية للكيلو غرام، متضمناً أجور حلج القطن، أي يتوجب الحصول على دعم 152 ليرة سورية، محسوبة من تحديد سعر الكيلو غرام من القطن المحبوب بمبلغ 350 ليرة، يضاف إليه 50 ليرة أعباء نقل، ليكون المجموع 400 ليرة، نطرح منها 248 ليرة، لتكون قيمة الدعم 152 ليرة المطلوب تقديمه من قبل وزارة المالية.
مؤسسة الأقطان أوضحت أيضاً أن كل كيلو غرام قطن محبوب يجب أن نحصل عليه عند احتساب سعر كيلو غرام قطن محلوج، وبالشكل الذي يصل فيه سعر القطن المحلوج إلى نحو 611 ليرة، وسعر كيلو غرام بذور 90 ليرة سورية، مع ملاحظة أن الأقطان المحلوجة يجب أن تنسجم مع المواصفات العالمية من جهة والمواصفات القياسية السورية من جهة ثانية، مع تأكيد المؤسسة أن سعر كيلو غرام من القطن المحلوج البالغ بالوسطي نحو 1,40 دولار كيلو غرام يعادل عند سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية 436 ليرة سورية مقدار 611 هو سعر عالمي.
هذا وتمثل الخلاف بأن كلاً من مؤسسة الصناعات الغذائية والنسيجية تطالب بمنحها أسعاراً تنسجم مع الأسعار العالمية، خاصة وأن الدول المنافسة تحصل على دعم من حكوماتها عن الأسعار العالمية يمكنها من المنافسة عالمياً وتسويق منتجاتها بأسعار منافسة، فمثلاً تقدم الهند دعماً عن الأسعار العالمية نحو 13%، أوزبكستان تبيع منتجي الغزول القطنية القطن المحلوج بأسعار تفضيلية مدعومة بحوالي 90 سنتاً للكيلو غرام قطن محلوج، في حين الصين تخفض سعر صرف الإيوان بمقدار 20% لتمكين منتجاتها من السوق بأسعار منافسة عالمياً.