لمعت موهبتها الموسيقية في الخامسة من العمر، وبدأت العزف مع الفرقة السيمفونية الوطنية منذ عام 1985، تتمتع بإحساس مرهف وقدرة على التعبير عن المشاعر الإنسانية من خلال الموسيقا بأناملها التي تعزف على آلة الكمان وقلبها الممتلئ بالشغف، وقفت لتمثل بلدها على أهم المسارح العالمية، إنها الموسيقية وعازفة الكمان «نسرين حمدان».
عن مسيرتها الموسيقية ومشاركاتها العالمية كان لنا معها هذا الحوار:
بأي عمر لمست موهبتك الموسيقية؟ ومن شجعك لتعزيزها بالدراسة الأكاديمية؟
بدأت العزف على آلة البيانو بشكل خاص في المنزل في الخامسة من العمر بتشجيع من والدي الذي لمس ميولي الموسيقية، ثم انتسبت عام 1981 إلى معهد صلحي الوادي عندما كنت في السابعة من العمر، حيث وجهني الموسيقي الراحل «صلحي الوادي» لآلة الكمان، وما زلت إلى اليوم أمارس العزف على هذه الآلة الموسيقية، رغم انقطاعي لمدة اثني عشر عاماً بسبب مرض مهني يصيب معظم الموسيقيين، حيث عدت للعزف منذ ثلاث سنوات، وتبلغ مسيرتي في العزف على آلة الكمان خمسة وثلاثين عاماً تقريباً.
من مثلك الأعلى في العزف والموسيقا ولماذا؟
يشكل العازف السوري العالمي نجمي السكري مثالاً يحتذى في العزف على آلة الكمان، فقد أسس مدرسة في العزف على هذه الآلة، وكان له دور كبير بتعليم الموسيقا، رغم عدم مزاولته المهنة في سورية لفترة طويلة، إلا أنه ترك بصمة مهمة جداً في «سورية» والعالم، والموسيقي الثاني هو عرفان حنبلي أستاذي الذي درسني لمدة سنتين تقريباً، وترك بصمة كبيرة في تكوين شخصيتي الموسيقية، وتأثرت فيه إلى حد كبير.
لماذا اخترت الكمان بالتحديد؟
بعد خضوعي لعدة اختبارات أثناء دراستي في المعهد، أخبر الأستاذ الراحل «صلحي الوادي» والدي بأن آلة الكمان تناسبني من حيث قوة أعصاب اليدين، إضافة إلى أن مجال عملها أوسع، إذ يمكن لعازف الكمان أو الآلات الوترية الأخرى أن يمارس العزف المنفرد، موسيقا حجرة، العزف مع فرق الأوركسترا، أو ضمن الفرق الشرقية.
كيف استطعت التعبير عن أحاسيسك من خلال آلة الكمان؟
تتميز آلة الكمان بخصوصية كبيرة، من حيث دقتها ودقة العلامات الخاصة بها، التي تنعكس على شخصية العازف بالعموم، وتعلمت منها الدقة في العمل، الإحساس المرهف، الجلَد الذي تحتاج إلى الكثير منه للعزف عليها، لأن أبعاد آلة الكمان صغيرة جداً، كما تحتاج إلى أذن موسيقية حساسة جداً تتابع باستمرار، وإحساس مرهف يخرج من القلب، ودماغ متابع، فهي تتطلب من العازف كتلة متكاملة.
ما أهم الفعاليات التي شاركت بها مع الفرقة السيمفونية الوطنية؟
أنتمي إلى الجيل الثاني المؤسس للفرقة السيمفونية الوطنية، كنا نتمرن في فرقة موسيقا الحجرة بالبداية، وكنت من أصغر العازفين فيها، وبدأت العزف مع الفرقة منذ عام 1985، وشاركت معها بالعديد من الفعاليات أهمها حفل في الولايات المتحدة الأميركية بقيادة المايسترو صلحي الوادي، ومعرض «إكسبو» في «إسبانيا»، ومشاركات أخرى في تركيا، فرنسا، إيطاليا، والعديد من دول العالم، كما تشكل مشاركتي في الصين المرتبة الثانية من حيث الأهمية، حيث كنت العازفة السورية والعربية الوحيدة التي عزفت مع الفرقة السيمفونية الصينية في مؤتمر «حوار الحضارات الآسيوية» في الصين «بكين» منذ أشهر، ولاشك أن اللغة الموسيقية هي لغة واحدة في كل العالم، والإحساس الموسيقي مشترك، وكانت تجربة مهمة بالعزف مع مايسترو عالمي، والمشاركة في مهرجان على هذا المستوى من الأهمية بحضور عازفين من كل دول شرق آسيا، منها «أذربيجان»، «أوزبكستان»، «طاجكستان»، وغيرها، وشعرت بالفخر لتمثيل بلدي وإيصال رسالة سلام إلى العالم، والوصول إلى العالمية، نحن شعب مسالم، طموحه عالٍ جداً، والدليل أن السوريين مبدعون في أغلب دول العالم، وإبداعهم حاضر في كل المجالات سواء أكانوا حرفيين، أم موسيقيين، أو أطباء، أو مهندسين، أو فلكيين، أو علماء، وللسوري بصمة أينما حل.
ما أهمية تنمية مواهب الأطفال الموسيقية منذ الصغر وبناء علاقة إيجابية بين المدرب والعازف الطفل؟
ينعكس تعلم الموسيقا على حياة الطفل كلها، لأنها تنمي شخصيته وأحاسيسه وحضوره الاجتماعي، فهي تصقل موهبته، وترتقي به ليسهم في تطور المجتمع، وأعتقد أن كل طفل له مفتاح، ودور المدرب أو الأستاذ أن يقرأ هذا المفتاح، هناك أطفال يتعلمون بالمسايسة والمراوغة، أو الشدة، والموهبة موجودة لدى كل الناس لكن المهم أن نكتشفها، ونعمل على تطويرها.
نسرين حمدان في سطور
تشغل حالياً منصب مديرة مديرية المعاهد الموسيقية والباليه ومعهد صلحي الوادي للموسيقا.
تخرجت في معهد صلحي الوادي عام 1990.
انتسبت للمعهد العالي للموسيقا في عام 1991 وتخرجت فيه عام 1996 تنتمي للدفعة الثانية من خريجي المعهد.
حاصلة على إجازة في اللغة الفرنسية من جامعة دمشق، وماجستير من المعهد العالي للموسيقا.
ولدت في دمشق عام 1973.