سورية

في الذكرى الـ74 لتأسيسه.. انتصاراته قلبت المعادلات الدولية وغيرت موازين القوى في العالم … الجيش العربي السوري.. تاريخ وطني حافل وعريق وعقيدة قومية راسخة

| دمشق - موفق محمد - اللاذقية - عبير سمير محمود

منذ تأسيسه قبل عدة عقود وحتى الآن، ثبّت الجيش العربي السوري حقيقة لدى الأعداء قبل الأصدقاء، عبر صموده في وجه قوى الاستعمار والهيمنة والإرهاب والظلام وتحقيقه الانتصارات تلو الانتصارات عليها، بأنه مدرسة في الوطنية والرجولة والتضحية والفداء.
اليوم تصادف الذكرى الـ74 لتأسيس الجيش العربي السوري، التي اعتدنا ومازلنا وسنبقى، ليس فقط أن نبارك له بالانتصارات التي حققها منذ تأسيسه وخلال مسيرة تطوره وحتى الآن، بل نرفع له القبعات ونحي له الهامات لأنه حامي الديار وصانع المعجزات، ومقدم الشهداء من أجل أن نبقى وتبقى سورية.
نواة هذا الجيش كانت من قوات المتطوعين السوريين بقيادة وزير الحربية يوسف العظمة يقدر عددها بـثلاثة آلاف مقاتل، رفضت السماح للاستعمار الفرنسي بقيادة الجنرال غورو المزود بجيش قوامه 9000 جندي وبطائرات ودبابات ومدافع وإمدادات، أن يدنس أرض سورية، فكانت معركة ميسلون غير المتكافئة في 24 تموز 1920، التي استبسل المتطوعون السوريون خلالها على الرغم من نتيجتها المتوقعة ولكنهم خاضوها كمعركة كرامة دفاعاً عن شرفهم وشرف وطنهم، واستشهد فيها العظمة والمئات من المقاتلين وجرح مئات آخرون منهم، ولترزح بعدها البلاد تحت نير الاستعمار الفرنسي.
بعد جلاء الاستعمار الفرنسي عن سورية في17 نيسان 1946، تأسس الجيش العربي السوري في 1 آب من العام نفسه، وكان له شرف المشاركة في حرب الإنقاذ عام 1948 في فلسطين إثر اغتصاب العصابات الصهيونية لجزء كبير من فلسطين، وكذلك شرف المشاركة في التصدي للعدوان الثلاثي على مصر عام 1956 الذي شنته كل من بريطانيا وفرنسا و«إسرائيل».
لم يستكن الجيش العربي السوري لنكسة حزيران عام 1967 التي احتلت فيها العصابات الصهيونية ما تبقى من فلسطين، والجولان العربي السوري، وشبه جزيرة سيناء المصرية، فكانت حرب تشرين التحريرية في العام 1973 التي شنها مع الجيش المصري ضد كيان الاحتلال الصهيوني، وتم خلالها تحطيم أسطورة «الجيش الإسرائيلي الذي لا يهزم»، حيث تمكن الجيش العربي السوري من تحرير جزء من الجولان وتم رفع علم الجمهورية العربية السورية في القنيطرة، في حين تمكن الجيش المصري من تحرير سيناء.
لم يقتصر دفاع الجيش العربي السوري عن الأراضي السورية فحسب، بل دفعته عقيدته القومية إلى الدفاع عن الدول العربية، حيث شارك في التصدي للغزو «الإسرائيلي» للبنان عام 1982 وقدم المئات من الشهداء على أرضه، وإلى الدفاع عن الكويت في بداية تسعينيات القرن الماضي.
والمحطة الأبرز في تاريخ الجيش العربي السوري، وقوفه بحزم وإصراره على الصمود في مواجهة الحرب الإرهابية التي تشن ضد سورية والسوريين منذ عام 2011، من قبل قوى الهيمنة والاستعمار بالتواطؤ مع دول عربية وإقليمية، مستخدمة مرتزقة إرهابيين من أكثر من 100 دولة بهدف تدمير وتفتيت سورية بسبب مواقفها الداعمة للقضايا العربية العادلة والرافضة للتبعية والمخططات الغربية.
في بداية الحرب الإرهابية المستمرة منذ أكثر من ثماني سنوات، وبحكمة الرئيس الفريق بشار الأسد القائد العام للجيش والقوات المسلحة وتوجيهاته، تم العمل بسياسة الاستيعاب للأحداث وامتصاصها، ليبدأ الجيش بعد ذلك وبدعم من الحلفاء بتطهير الأراضي بشكل تدريجي من التنظيمات الإرهابية ويحقق الانتصار تلو الانتصار ويبدد المؤامرة الأميركية الإسرائيلية الغربية الإقليمية، ويغير المعادلات الدولية وموازين القوى في العالم.
اليوم وبفضل تضحيات وبطولات الجيش تم تحرير معظم المدن والمناطق والبلدات والقرى من الإرهاب، بدءاً من حمص وتدمر في وسط البلاد، إلى حلب شمالا، وبادية دير الزور شرقاً، وجنوب البلاد، وصولا إلى الغوطتين الشرقية والغربية بريف دمشق وغيرها من المدن والأرياف والمناطق التي عادت إلى حضن الوطن وباتت تنعم بالأمن والاستقرار وعاد أهلها إليها، بعد أن أرغم هذا الجيش الإرهابيين على الخروج مذلولين مدحورين، وسط إصراره وعزيمته على تطهير كل شبر من سورية من رجسهم وآثامهم.
واحتفلت أمس محافظة اللاذقية وفرع نقابة المهندسين في المحافظة، بهذه المناسبة بتكريم عدد من ضباط الجيش والقوات المسلحة في مقر قيادة القوى البحرية والدفاع الساحلي، وأحد المواقع العسكرية في منطقة سلمى.
محافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم، أكد لـ«الوطن» أهمية هذا اليوم المقدس، مضيفاً بالقول: جميعنا عسكر في خدمة أبناء الوطن.
وأكد السالم أن من يريد أن يتعلم الرجولة فليأت إلى الوحدات العسكرية، مشدداً ضرورة ربط العمل بين العمل العسكري والعمل اليومي لمعرفة قيمة الخدمة العامة والإخلاص للوطن وقائده المفدى.
وأشار محافظ اللاذقية إلى انتصارات الجيش ضد الإرهاب، قائلاً: إن أبطال الجيش لا يعرفون الهزيمة، وكل خائن سيهزم على هذه الأرض الطاهرة.
بدوره، قال أمين فرع اللاذقية لحزب البعث العربي الاشتراكي، محمد شريتح: إن الجيش العربي السوري حقق الإعجاز في بسالته وصموده بمواجهة الحرب على الإرهاب، لافتاً إلى أن الشعب السوري ماض بخطى ثابتة حتى تحقيق الانتصار خلف قيادته وبفضل تضحيات أبطال الجيش.
من جهته، أكد رئيس أركان القوى البحرية والدفاع الساحلي اللواء بهاء زحلوط، إلى بطولات الجيش في معركته ضد المجموعات التكفيرية، مبيناً أن القوى البحرية قامت ولا تزال تقوم بالدور المنوط بها في خدمة الوطن، معاهداً جرحى الجيش وقائد الوطن أن يبقى الوطن هو البوصلة مع تقديم الأرواح لتحقيق النصر المؤزر.
نقيب المهندسين في اللاذقية عمار الأسد، قال لـ«الوطن»: إن المشاركة بهذا اليوم العظيم للتأكيد على أن المنظمات الشعبية دائماً تقف خلف جيشنا العربي السوري، مؤكداً أن أبطال الجيش يحاربون الإرهاب وسيحققون النصر لسورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن