اللواء حسن حسن لـ«الوطن»: جيشنا علّم الكون كيف تكون التضحية ولن يبقى شبر إلا وستتم استعادته … الجيش العربي السوري يحتفل بذكرى تأسيسه الرابعة والسبعين بمزيد من الإنجازات على طريق تحرير أرضه من الإرهاب
| سيلفا رزوق
في الذكرى الرابعة والسبعين لتأسيسه، أبى الجيش العربي السوري، أن يكون الاحتفال هذا العام أيضاً، إلا بمزيد من الانتصارات، التي يحققها على أعتى الإرهابيين وأشدهم إجراماً في الشمال.
الجيش الذي عرفه السوريون طوال عشرات السنين منذ تأسيسه، جيشاً عقائدياً مضحياً في سبيل سيادة واستقلال وعزة البلاد، استكمل مسيرته على الدرب ذاته، مقدماً مئات الآلاف من الشهداء، وسيلاً من الدماء الطاهرة على طريق حماية سورية من حرب شنتها عشرات الدول، وبأقذر الوسائل.
ومع الاحتفال في ذكرى تأسيس الجيش السوري، تنضم مناطق جديدة إلى سيادة الدولة، وتنتظر مناطق أخرى، والسوريون ما زالوا على يقين بعودة كامل أراضيهم، وهم واثقون بعزيمة جيشهم، التي أثبتت طيلة سنوات الحرب عليهم، أنها لا تلين.
مدير الإدارة السياسية في الجيش العربي السوري اللواء حسن حسن، وفي مقابلة خاصة مع «الوطن»، هنأ «الجيش ورجاله، رجال المعجزات، واسطة عقد الكرامة والسيادة والوفاء والانتماء الخالص للوطن، الذين علموا الكون كيف تكون التضحية والعطاء».
وأكد اللواء حسن أن الجيش العربي السوري، جاء خلاصة لسلالة من البطولات والأبطال، بدأت منذ رفض وزير الحربية البطل يوسف العظمة إنذار غورو الذي قبلته الحكومة آنذاك، كي لا يكتب في التاريخ أن المحتلين دخلوا من دون قتال، وهذه الصورة المشبعة بكل معاني رفض الذلة والخنوع والتبعية، تجددت عندما رفضت حامية البرلمان السوري أيام الاحتلال الفرنسي لدمشق، أن تؤدي التحية للجنود الفرنسيين، وعادت هذه السلالة لتنتج انتصاراً في حرب تشرين التحريرية، وصولاً إلى رفض الشروط الأميركية عندما جاء وزير الخارجية الأميركي كولن باول إلى دمشق، حاملاً شروطاً رفضتها سورية وقالت «لا» للإملاءات الأميركية، ومنذ بداية الحرب حتى الآن يخوض الجيش أعتى حرب عرفها التاريخ، وهو استطاع الصمود والثبات واستطاعت الدولة والشعب السوري تحقيق الانتصار على الإرهاب، وتمكن من تطهير مساحات واسعة كان يحتلها الإرهاب المدعوم من أميركا وأدواتها، ليجسد أسمى معاني الوطنية».
وقال: «يمكن لأي إنسان أن يقارن ما نحن عليه الآن وما كنا عليه قبل سنوات، وهذا يقدم لنا مؤشراً بأن بوصلة الجيش العربي السوري دائماً نحو الأمام، وما من معركة خطط لها وقرر خوضها إلا وانتهت وفق ما قرر لها».
وكشف اللواء حسن، بأن الجيش العربي السوري أضاف بانتصاراته على الإرهاب، شيئاً جديداً أو مبدأ جديداً إلى الفكر العسكري العالمي وهو كيف يمكن التنسيق والتكامل ما بين أداء جيش تقليدي معروف بغزارة نيرانه وتنوع قواته وقدرته على الانتشار، وما بين مقاومة، ممثلة بالأصدقاء في حزب اللـه، ورجال القوات الرديفة والدفاع الوطني أو كتائب البعث، وجميعها قامت بمهام نوعية قتالية بقيادة الجيش وتحت إشراف الجيش، وهذه المواءمة هي أكثر ما يزعج رجالات الكيان الصهيوني.
ولفت مدير الإدارة السياسية إلى أن المسار العسكري للقضاء على الإرهاب في الشمال مستمر، لكن الحل وكما أشار الرئيس بشار الأسد، هو بمسارين، عسكري وسياسي، وبالتالي عندما يمكن البناء على الدبلوماسية الروسية ومن خلال علاقة الأصدقاء الروس مع رئيس النظام التركي رجب أردوغان أو علاقة الأصدقاء الإيرانيين مع تركيا، فهذا أمر جيد لكن في الوقت ذاته عندما تصل الأمور إلى حائط مسدود فإن الجيش العربي السوري الذي طهر كل هذه المساحات الواسعة من درعا وحتى حدود إدلب لن يتوقف على المطلق، لا عند إدلب ولا عند أي منطقة تنتشر فيها المجموعات الإرهابية والمصنفة وفق القانون الدولي على أنها إرهابية، وبالتالي لن يبقى شبر واحد إلا وستتم استعادته.
اللواء حسن اعتبر أن هناك مفاهيم جديدة بالعلاقات الدولية، ولو استطاع الإرهاب التكفيري الذي حمل مسمى «الربيع العربي» اجتياح سورية، لا قدر الله، لكان الإرهاب اجتاح العالم، موجهاً الشكر للأصدقاء الروس والأصدقاء الإيرانيين، ولحزب اللـه ولكل من وقف مع الدولة السورية في مواجهة هذا الإرهاب الذي لن يخلف إلا الويلات والكوارث التي لن تتوقف عند حدود الجغرافية السورية.
وختم مدير الإدارة السياسية بالقول: «نحن على يقين بأن الغد سيكون أكثر بهاء وأكثر إشراقاً وبأن سورية ستعود أكثر قوة وأكثر فعالية، وكل ما يتعلق بحاضر الدولة السورية ونظام حكمها ومستقبلها، إنما هو شأن حصري داخلي وحق حصري للشعب السوري، ولا يحق لأحد على الإطلاق التدخل فيه، وهذا شأن سيادي لا يقبل المساومة ولا المراوغة، ومن يرسم أي أوهام فعليه الاستيقاظ من أوهامه».