أتمنى تقديم أدوار تشبه الواقع بمنتهى المصداقية … علا بدر لـ«الوطن»: لا يجبرني أي ظرف خوض عمل إلا باقتناع وحب وتوافق مع مبادئي
| وائل العدس
درست علم الاجتماع، وبدأت التمثيل منذ الصغر في فيلم «عروس البحرة»، وقامت بتصوير العديد من الإعلانات، ثم اتخذت خطواتها في عالم الدراما بعدما خضعت لدورة إعداد ممثل في مصر.
منذ «سفر الحجارة»، و«أيام اللولو»، مروراً بـ«أهل الراية»، و«بيت جدي»، و«الخبز الحرام» و«صدق وعده»، وليس انتهاءً بـ«زنود الست»، و«سرايا عابدين»، وقدمت شخصيات متنوعة شكلاً ومضموناً رغم قصر عمرها الفني.
خلال الموسم الرمضاني الماضي أطلت في عملين فقط، الأول «كرم منجل» بشخصية «سلمى»، وهي بنت ضيعة، فتاة بسيطة وطيبة وتعيش على الفطرة، تتزوج المختار على أمل إنجاب صبي له لأن كل أولاده بنات، الأمر الذي يسفر عن صراعات مع زوجته وبناته بطريقة خفيفة ومهضومة.
أما العمل الثاني فهو الجزء الرابع من مسلسل «عطر الشام» بشخصية «فكرية» التي تستمر بمعاناتها في الجزء الجديد، لكنها لا تستسلم وتبقى قوية من الخارج رغم أنها مظلومة ومتعبة ومقهورة من الداخل، بحيث تتهم «فكرية» بجريمة قتل وشرف، لكنها تدافع عن نفسها وحيدة من دون أقرب الأشخاص إليها، حتى تثبت براءتها.
الممثلة علا بدر حلت ضيفة على «الوطن» من خلال الحوار التالي:
كيف تقيمين إطلالاتك الرمضانية؟
راضية جداً عما قدمته، لكنني أطمح للأفضل، وأتمنى أن أواصل العمل على تقديم أعمال جيدة وأدوار خاصة في المستقبل القريب.
أحاول أن أقنع نفسي دائماً بأنني يجب أن أكون أفضل، وأن لي نقاط ضعف يجب تقويتها وتلافيها.
ألا تعتقدين أنك تأخرت بتقديم بطولة مطلقة؟
أولاً أنا ضد فكرة البطولة المطلقة لأن العمل مؤلف من مجموعة كبيرة من الفنانين والفنيين ولا يعتمد على بطل واحد، لكنني قدمت أدواراً ناجحة تركت أثراً عند المشاهدين، ولم أتأخر في خوض تجربة البطولة المطلقة لأن ذلك يرجع إلى توفيق اللـه في رسم طريقي، وأنا متأكدة أن القادم سيكون أفضل بكثير مما أتخيل وأريد.
ما يشغلني حالياً هو الاستمتاع بما أقدمه من أعمال، وأن أقدم أدواراً تنال إعجاب الجمهور بعيداً من حجم ومساحة الدور على أن يكون للدور تأثير في العمل.
هل سبق واتخذت قراراً معيناً للذهاب نحو أدوار البطولة لإثبات نفسك أكثر؟
لا يوجد قرارات ولا خطوات محددة، ولا أسعى لإثبات شيء، فالمسألة ليست مسابقة أبحث عن الفوز فيها، ولدي قناعات أهم من هذا الصراع واللهاث، وهو لابد من التأني لتقديم عمل أفضل، وأنا أعتبر أني أنافس نفسي وليس الآخرين، وأهم شروطي هو العثور على ورق مناسب يليق بمبادئي وما بداخلي حتى لو لم يكن دور بطولة، وبالتأكيد يهمني بأن يكون أجري متناسباً مع مجهودي الذي أقدمه على الشاشة، ولا يجبرني أي ظرف أن أخوض عملاً إلا باقتناع وحب وتوافق مع مبادئي.
وأنا في منتهى الرضا عن خطواتي، وأحترم الجمهور فيما أقدمه وأحرص على ترك أثر طيب.
هل تعتقدين أنكِ من المظلومات؟
ربما ذلك، ليس بناءً على تقييمي الشخصي بل على تقييم الكثير من الناس التي تستغرب قلة أعمالي. وأتمنى من الناس أن يلحظوا تطوري لأنني أحب التمثيل بطريقة جنونية وأخاف جداً من ردة فعل الناس، فهم من يرفعون الممثل ومحبتهم أساس كل شيء، وهم المال والرأس مال.
ما الدور الذي تحلمين بتقديمه؟
الأمر لا يتعلق بالدور فحسب، لكني أتمنى تقديم أدوار تشبه الواقع بمنتهى المصداقية وتحمل رسالة وقصة وحبكة درامية قوية.
هل ندمتِ على بعض الأعمال التي شاركت فيها؟
إطلاقاً فأنا لم أندم على أي عمل قدمته لأني على ثقة بأن كل خطوة أخطوها تضيف شيئاً لرصيدي وتكويني الفني، وعلى العكس أنا أفتخر بأي عمل شاركت به حتى لو كان بدور صغير.
كيف تصفين علاقاتك بالوسط الفني؟
لا أمتلك علاقات كثيرة في الوسط الفني، ولا تربطني صداقات حقيقية إلا بعدد قليل من الفنانين والفنانات، إلا أنني أحب وأحترم كل الزملاء والزميلات، وقد تعودت منذ بداياتي أن أصور العمل وأذهب إلى بيتي من دون اختلاط مع أحد، فالداعم الوحيد الذي يقف إلى جانبي هو اللـه ثم عملي.
كثير من الفنانين خاضوا تجربة التقديم التلفزيوني، فما عنك؟
لمَ لا، أحب خوض هذه التجربة، وعندما أفكر بخوضها فإنني سأفعلها ولكن بعد تنظيم وتخطيط كبيرين، واستشارة أهل الاختصاص.
لماذا غيرتِ اسم عائلتك، ومن كان صاحب الاقتراح ولماذا بدر بالتحديد؟
بطبعي أحب التميز والاختلاف والخصوصية في كل تفاصيل حياتي، لذا قررت استبدال اسم عائلتي الأصلي بآخر فني، علماً أن الأستاذ ياسر العظمة هو من اقترح اســم «بــدر»، وأحــب اســمي كثيراً وأشكره عليه.
كيف تصفين علاقتك بشقيقتك روعة ياسين؟
هي شقيقتي وصديقتي وتوءم روحي، وتعلمت منها الصبر وحب الاختلاف بطبيعة الأدوار على الصعيد الفني، وإنسانياً علمتني الهدوء رغم أنها غير هادئة داخلياً، وأنا عصبية وانفعالية وأحاول التخلص من هاتين الصفتين لأنهما أتعبتاني.
كما علمتني ألا أسمح لشيء أن يسرق حياتي حتى لو كان العمل، وأيضاً ألا أتأثر بأي عائق لأن القادم أجمل، وأيضاً ألا أنبهر بالنجاح السريع وأن أفتخر بأني دخلت مهنتي خطوة وراء الثانية باعتمادي على نفسي.
كيف تصنفين أولوياتك في الحياة؟
أكثر شيء يهمني في الحياة عائلتي فهي تتصدر أولوياتي، ومن ثم حياتي الشخصية ومساحتي الخاصة، وعندما أتفرغ لنفسي بعيداً أهرب إلى الطبيعة أو أبقى في البيت فترة طويلة، لأنني أهوى الحياة البسيطة والبعيدة عن التعقيدات.
أخيراً لماذا تطلين عبر الإعلام بخجل؟
لأن عملي وجودته هو المحك، وعموماً لست ضد الخروج للإعلام ولكن إذا استدعت الحاجة فقط، بمعنى أنني ضد الظهور المجاني لمجرد الظهور فقط.