الأولى

بتواضعها وصراحتها المعهودة وابتسامتها التي لم تغب … السيدة أسماء الأسد: مواجهتي مع «السرطان» انتهت وانتصرت عليه بالكامل

| الوطن

بتواضعها المعهود، وصراحتها اللا متناهية، وابتسامتها التي لم تغب طوال سنوات المرض، أطلت مساء أمس سيدة سورية الأولى أسماء الأسد لتزف للسوريين وتشاركهم خبر شفائها من مرض السرطان، واصفة أن العلاج في سورية هو علاج «معنوي» أكثر مما هو علاج طبي، لكون سورية هي الأهل والعائلة والروح، وإن كان لها الشرف أن تتعالج في المشفى العسكري، لتكون قريبة ممن كانوا قبل ساعات على خط النار.
وأطلت السيدة أسماء بحوار على الفضائية السورية مع الإعلامية ليزا ديوب التي أصيبت أيضاً بذات المرض، مرتدية فستاناً أبيض اللون مطرزاً ومزخرفاً بـ«الياسمين الدمشقي»، وهي التي أطلق عليها السوريون لقب سيدة «الياسمين» لنقاء قلبها ورعايتها لكل محتاج في سورية، كما أطلقوا عليها لقباً آخر خلال فترة مرضها «السنديانة»، نظراً لتشبثها بأرض سورية وبجذورها وثقافتها وتراثها، ولإرادتها القوية ومواجهتها للمرض بكل شجاعة وثقة.
سيدة الياسمين حرصت على شكر كل سوري وقف معها وساندها في انتصارها على المرض، كاشفة للمرة الأولى منذ إصابتها عن شعرها الذي بدأ يستعيد ألقه، في حين كانت تظهر طيلة فترة المرض تغطي شعرها الذي تساقط نتيجة الجرعات الكيميائية.
وتحدثت السيدة أسماء عن تفاصيل رحلة علاجها، وكيف تلقت الخبر وأبلغته للعائلة، وكيف كان الرئيس بشار الأسد «شريك العمر» إلى جانبها في هذه المرحلة لكونها مرحلة من العمر، وتم بث عدة مشاهد وصور شخصية لمرحلة العلاج، أرادت السيدة أسماء أن تشارك السوريين بها.
السيدة أسماء الأسد أكدت أن رحلتها العلاجية في مواجهة مرض السرطان انتهت بكل ألمها وتعبها وسلبياتها وحتى إيجابياتها انتهت، وقالت: «الحمد لله انتصرت على السرطان بالكامل».
وأشارت إلى أن الكشف المبكر عن أي مرض يزيد من نسبة النجاح في العلاج، وقالت: «أنا كنت من أكثر الداعمين لحملة الكشف المبكر عن سرطان الثدي، فمن غير المنطقي أن أشجع السيدات على القيام بهذه الخطوة ولا أقوم بها أنا شخصياً، وخاصة أن الحملة الأخيرة كشفت أن تأخر السيدة بالفحص أو انتظار انتشار المرض له انعكاسات سيئة عليها وعلى المجتمع، وهذه كانت دوافع للقيام بهذه الخطوة الطبيعية»، وقالت: أشجع كل سيدة فوق الأربعين على إجراء كشف مبكر عن سرطان الثدي كل عام دون خوف.
وعن لحظة اكتشافها للمرض قالت: أي شخص عند سماعه عن أي مرض بشكل طبيعي يقول إنه سيصيب أي شخص إلا أنا، وخاصة إذا كانت حياته صحية ولا يوجد في تاريخ العائلة إصابة بهذا المرض، فمستحيل أن يتوقع أنه شخصياً سيصاب به، لكن مع النتائج الأولية للفحص يبدأ الشك، وهذا الشك يزداد مع كل فحص وصولاً للتشخيص النهائي وهذه اللحظة فاصلة، وحينها هناك مرضى يشعرون بحالة يأس كاملة، وهناك من ينظر للأمر على أنه امتحان يحتاج للتحدي وللتحضير حتى ننجح به وهذا الشعور هو ما يساعد على التغلب على الحالة ويساعد على الاستمرار بالحياة بشكل طبيعي وبالأساس حياتنا بمجملها كلها امتحان.
السيدة أسماء أشارت إلى كيفية معرفة عائلتها بإصابتها بمرض السرطان، وقالت: طبيعي أن تمر أي عائلة بأزمات ومواقف مؤلمة، وطبعاً عائلتي كأي عائلة تحميها العلاقة السليمة بين أفرادها، وهي قائمة على الحوار المستمر وليس وقت الأزمات فقط، وهذا حصل بداية الأزمة عندما طرح أولادي العديد من الأسئلة وكنا نحاورهم بكل شيء مهما كانت صعوبة الأمر وتعقيده، وهذا ما حصل «مع مرضي» خلال السياق ذاته وبشكل شفاف.
كان الأمر صعباً في البداية لكن بنفس الوقت، تفاجأت بقدرتهم على تحمل المسؤولية بكل نضج.
وعن دور الرئيس الأسد بالوقوف إلى جانبها خلال فترة العلاج، قالت: «هو شريك العمر كله، والسرطان كان رحلة من العمر وبالتأكيد كان معي».
وعن سبب الإعلان عن إصابتها بالسرطان عند اكتشافه، أوضحت أن الأمر ارتبط بسببين: الأول أننا تشاركنا الكثير في هذه الحرب، تشاركنا الحزن والخيبة والفراق والألم وكذلك التحرير، والصبر والصمود، وهذه المشاركة قربت السوريين بعضهم من بعض، ومن يتشارك هذه الأشياء فمن الطبيعي أن يتشارك بموضوع المرض. وتابعت: السبب الثاني من خلال عملي مع موضوع السرطان واحتكاكي مع المرضى لاحظت أمرين أولاً حالة من عدم إدراك التعامل مع المرض لدرجة الخوف منه ومن اسمه حتى، والحالة الأخرى هو الخجل لدرجة العيب أو الشعور بالذنب لدرجة أنها تنكفئ عن المجتمع، وفي الحالتين يدمرون المرأة وعائلتها نفسياً، ومهما قلنا أن العلاج تطور، يبقى مجرد كلام لذلك وجدت ومن خلال إصابتي بالسرطان فرصة لكي أكون حالة حية للناس أوعي من خلالي، مريض السرطان كي يخرج من حالة الخوف إلى دائرة المواجهة والتحدي والنجاة.
وحول المشاهد التي قررت عرضها خلال رحلة علاجها من مرض السرطان قالت: الصور ليست وثيقة شخصية فقط بل وثيقة وطنية، عن بلد بعد 8 سنوات حرب، ما زال قادراً على تقديم ليس فقط العلاج الأساسي بل العلاج التخصصي أيضاً، وأيضاً أردت تقديم نموذج إيجابي للتعاطي مع السرطان حتى لا يبقى هناك أي خوف منه.
ولفتت السيدة أسماء إلى أنه وبعد ثماني سنوات حرب ورغم كل الحصار والعقوبات والاستهداف الممنهج للمنشآت الطبية والكوادر يمكن القول إن الحد الأدنى الضروري للعلاج متوافر والأطباء السوريون متفانون ضمن الإمكانات المتاحة، وهذا الواقع بحاجة لتطوير وتحديث ويحتاج في بعض الأماكن لحلول جذرية لذلك اعتمدت الحكومة مؤخراً الخطة الوطنية للتحكم بالسرطان.
السيدة أسماء التي اعتبرت أنه من الطبيعي أن يتعالج الشخص ببلده، لأن العلاج في بلدك هو علاج لقلبك وروحك ونفسيتك علاج معنوي، عبرت عن فخرها بعلاجها بالمشفى العسكري وقالت: ما يزيدني شرفاً أن من تعالجوا معي هم أنفسهم من كانوا على خط النار ويدافعون عن سورية.
وردت السيدة أسماء على بعض «الشامتين» من عملاء الخارج، بالقول: «من باع وطنه وترابه، وحمل السلاح ضد أخيه السوري بأوامر من الخارج، ولم يترك أي موبقة لم يرتكبها، هذا لم يترك مكاناً للأخلاق».
ووجهت السيدة أسماء كلامها للسوريين بالقول: «مشاعركم ووقفتكم معي، وما فعلتموه مهم وكبير وأعتبره دَيناً وجميلاً. أنا اليوم متنة لكل سوري وقف معي وأتمنى من كل قلبي الشفاء لكل مريض، سواء مرضى السرطان أو غيره والتعافي لكل جرحانا، وأتمنى الأمان والازدهار لأمنا وبلدنا سورية بإذن الله».
وتم مساء أمس بث الحوار الخاص مع السيدة أسماء على القناة «السورية» ومواقع التواصل الاجتماعي الخاصة برئاسة الجمهورية كما تناقلت الحوار عدة مواقع وطنية وشهد متابعة عالية من قبل ملايين السوريين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن