اللجنة الأولمبية السورية تؤكد الاستقالة المتوقعة لاتحاد كرة القدم … كرتنا لاتعرف الاستقرار عبر استقالات متعددة
| محمود قرقورا
منتخب كرة القدم يشكل نافذة للرأي العام في معظم البلدان التي تشكل الرياضة شعبيتها الجارفة، ونحن في سورية تمثل هذه اللعبة أوكسجين الصباح للشريحة الأوسع، وبناء عليه كان منتخب سورية الأول بكرة القدم خلال رحلة التصفيات المونديالية الفائتة أول موحد لبلدنا الحبيب زمن الأزمة، وفي الآن ذاته أصيب الشارع السوري على اختلاف أهوائه بخيبة أمل لا تضاهى على خلفية النتائج المخيبة لمنتخب سورية الأول خلال نهائيات أمم آسيا.
يبدو أن نتائج التصفيات المونديالية رفعت سقف الطموحات عند كل رياضيي البلد، فباتت أي نتيجة سلبية تشكل رأي عام سلبياً تجاه اتحاد اللعبة والقيادة الرياضية، وبناء عليه جاءت نتائج المنتخب دون الطموح مؤخراً، سواء في وديتي إيران وأوزبكستان أم دورة الهند الدولية أم المباراة الافتتاحية لمنتخبنا في بطولة غرب آسيا المقامة حالياً في العراق، وبناء عليه امتلأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بنقد لاذع للمنتخب والقائمين عليه واتحاد اللعبة والقيادة الرياضية، وأمام هذه الموجة وجد اتحاد الكرة نفسه في موقف صعب فكان لا بد من تقديم استقالته، الأمر الذي استدعى عقد مؤتمر صحفي كان لإصدار بيان الاستقالة على لسان رئيس الاتحاد الرياضي العام رئيس اللجنة الأولمبية السورية موفق جمعة.
المؤتمر الصحفي
عقدت اللجنة الأولمبية السورية ممثلة برئيسها اللواء موفق جمعة مؤتمراً صحفياً أمس في مقر اتحاد اللعبة في الفيحاء، وكان المؤتمر لإصدار بيان أمام وسائل الإعلام حول التطورات في اتحاد اللعبة، وحضر المؤتمر أمين سر اتحاد كرة القدم سامر ضيا والناطق الإعلامي الزميل عماد الأميري وهاكم ما قاله رئيس اللجنة الأولمبية السورية:
صباح اليوم الأحد تقدم رئيس وأعضاء اتحاد كرة القدم باستقالاتهم إلى أمين عام الاتحاد على خلفية النتائج غير المرضية لمنتخب سورية الأول في الآونة الأخيرة، وكنت أتمنى أن يكون هذا اللقاء بعد تحقيق نتائج مشرفة للمنتخب لأن كرة القدم كانت وستبقى الهم والاهتمام لكل محبي الرياضة، وأغتنم هذه الفرصة لأتوجه بالرحمة لشهداء الجيش العربي السوري في عيد الجيش.
البسمة التي رسمها المنتخب الأول في تصفيات مونديال 2018 كنا نتمنى استمرارها لأن المنتخب وحّد جميع السوريين حوله في ظروف صعبة، وكل أملنا أن تعود هذه النتائج.
أعضاء الاتحاد تقدموا باستقالاتهم وواجب علينا توجيه الشكر على جهودهم المبذولة خلال الفترة الماضية وخاصة أثناء التحضير لنهائيات أمم آسيا، والخسارة أمام لبنان يوم الجمعة كان لها وقع سلبي على كل متابعي الرياضة، فكان الإحساس العالي بالمسؤولية بتقدم رئيس وأعضاء الاتحاد باستقالاتهم، ونحن بدورنا كلجنة أولمبية سورية كان لا بد من قدومنا إلى اتحاد الكرة والاطلاع على هذه الاستقالات الموجودة في مكتب الأمين العام، وعملاً بالقوانين والأنظمة تواصلنا مع الاتحادين الآسيوي والدولي لإخبارهم بذلك.
النتائج الأخيرة للمنتخب لم تكن ترضي القيادة الرياضية واتحاد كرة القدم، والاستقالات أرسلها الأمين العام إلى الاتحادين الآسيوي والدولي حسب الأصول، وعملاً بالنظام الداخلي للجنة الأولمبية السورية سيتولى الأمين العام أمور اتحاد الكرة لحين تشكيل لجنة تسيير مهمتها التحضير لانتخابات المرحلة المقبلة خلال الربع الأخير من عام 2019.
وختم اللواء جمعة البيان مخاطباً الإعلاميين بقوله:
كنتم شركاء حقيقيين بالجوانب المضيئة والمظلمة التي رافقت الرياضة السورية والمنتخب الأول على وجه الخصوص فكان لا بد من وضعكم بصورة الموقف، وأمين عام الاتحاد سامر ضيا سيستكمل الإجراءات القانونية مع الاتحادين الآسيوي والدولي لتشكيل لجنة التسيير والدعوة لعقد جمعية عمومية للاتحاد شاكراً لكم على تلبية الدعوة.
الاتحاد الخامس
وصل اللواء موفق جمعة إلى موقع القرار في الاتحاد الرياضي العام يوم 20 شباط عام 2010 على هامش المؤتمر الرياضي العام الثامن تزامناً مع عيد الرياضة، ومن يومها تعاقب على رئاسة اتحاد كرة القدم زمن رئيس المنظمة الحالي أربعة رؤساء بانتظار الرئيس الخامس وهاكم التفصيل:
في تموز 2010 فاز فاروق سرية بالانتخابات، ولكن على خلفية الخروج من تصفيات مونديال 2014 بسبب خطأ إداري إثر مشاركة جورج مراد غير المستكمل الإجراءات القانونية لتمثيل منتخبنا أقيل السرية وتسلم إبراهيم أبازيد مقاليد الأمور كلجنة تسيير في أيلول 2011، وفي كانون الثاني 2012 اعتلى صلاح رمضان القبة الكروية ثم تقدم باستقالته يوم 13 آذار 2018، ويوم 14 أيار 2018 انتخب فادي دباس الذي بقي رئيساً حتى يوم أمس.
للتذكير فإن الاتحاد العربي السوري لكرة القدم أسس عام 1939 وكان خير الدين البكري أول رئيس، ولكن يبقى الجنرال فاروق بوظو الرئيس الأشهر لاتحاد كرة القدم وكان ذلك على فترتين، الأولى بداية من عام 1984 وحتى آذار 1994، والثانية في تشرين الثاني 2001 واستمرت حتى أيلول 2003.