الأطباء الشرعيون مكروهون من زملائهم الأطباء … رئيس هيئة الطب الشرعي لـ«الوطن»: كشفنا عن أكثر من 230 ألف شخص منهم 73 ألف حالة وفاة
| محمد منار حميجو
كشف رئيس الهيئة العامة للطب الشرعي في سورية زاهر حجو أن الهيئة كشفت عن 230409 أشخاص سواء كانوا جرحى أم وفيات نتيجة أعمال حربية وجنائية من المدنيين في عشر محافظات خلال الأزمة، منهم أكثر من 73 ألف حالة وفاة.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» أكد حجو أن هذا الرقم مخفف باعتبار أن تسجيل الوفيات بدأ في بعض المحافظات بعد عدد من السنوات ضارباً مثلاً أنه في حلب تم تسجيل الحالات في عام 2014 وفي حمص وريف دمشق بدأ التدوين في 2013 بينما القنيطرة ودرعا بدأ تسجيل الحالات التي ترد إلى الطب الشرعي في عام 2017 رغم أنه حدث في هاتين المحافظتين الكثير من حالات الوفيات قبل ذلك.
وفيما يتعلق بموضوع الأخطاء الطبية كشف حجو أنه زادت الحالات التي ترد إلى الهيئة لكن لا يمكن وصفها بالظاهرة، مشدداً على ضرورة التفريق بين الخطأ الطبي والاختلاطات.
وأكد حجو أن هناك توجيهاً من الهيئة للأطباء الشرعيين بعدم مجاملة أي طبيب باعتبار أن من أهداف الهيئة العدالة، موضحاً دائماً هناك طلب للطبيب الشرعي بألا يحابي ولا يجامل.
ورأى حجو أن الأطباء الشرعيين مكروهون من زملائهم الأطباء باعتبارهم يتسببون في تقاريرهم بحبس طبيب آخر لأنهم ليسوا طرفاً في الخبرة الطبية ولم يعد الطبيب المشتكى عليه زميلاً بل أصبح هناك طرفان في القضية المواطن والطبيب المدعى عليه، إضافة إلى أن تقرير الطبيب الشرعي يمكن أن يلعب دوراً في تغيير مجريات الشكوى في القضاء.
وأضاف حجو: لا نريد أن نظلم المواطن أو الطبيب بل تطبيق العدالة بين الطرفين بألا يكون هناك مجاملة لأحد، مشدداً على ضرورة عدم محاسبة الطبيب لمجرد ورود شكوى عنه بل تتم محاسبته بعد إثبات الشكوى عليه عبر لجنة الخبرة الطبية.
ولفت حجو إلى أن الهيئة هي الجهة الوحيدة القادرة على تحديد بشكل كبير الشكل القانوني للخطأ إضافة إلى أن الهيئة على صلة مباشرة مع القضاء، مشيراً إلى أن هناك بعض المواطنين بعدما تقدموا بشكاوى على أطباء تم سحبها لأنه تم إرضاؤهم وهذه الحالات تمت في عدة أمكنة.
وأكد حجو أنه مع تطبيق القانون في حال كان هناك طبيب أخطأ وثبت خطؤه الطبي، مشيراً إلى أنه لم يرد إلى الهيئة أن هناك أطباء شرعيين تستروا على زملاء لهم أثناء لجنة الخبرة الطبية ولافتاً إلى أنه في حال تم ذلك ستتم محاسبة الطبيب الشرعي لأن خطأه يعتبر أكبر من زميله الذي تسبب في الخطأ الطبي لأنه تستر عليه ومن ثم أضاع حق مواطن تضرر نتيجة هذا الخطأ الطبي.
وشدد حجو على ضرورة وجود ثقافة الشكوى لدى المواطنين وأن الهيئة مستعدة لاستقبال أي مواطن، معتبراً أن دور الهيئة محوري جوهري في مسألة الأخطاء الطبية وخصوصا أن هناك تشدداً من الهيئة في عدم التساهل في مسألة الكشف عن الخطأ الطبي.