«مسد» يستشعر الخطر ويتودد من الحكومة السورية … أردوغان يؤكد مضيه بالعدوان على شرق الفرات: أبلغنا روسيا وأميركا به
| الوطن- وكالات
عشية اجتماع أميركي تركي جديد لبحث إقامة ما يسمى «المنطقة الآمنة» المزعومة في شمال شرق سورية، بدا نظام رجب طيب أردوغان أكثر وضوحاً في الإفصاح عن نواياه بشن عدوان جديد على الأراضي السورية في شرق الفرات، وأعلن أنه أبلغ كلاً من روسيا والولايات المتحدة بذلك، على حين راحت الميليشيات الكردية تتودد من الحكومة السورية بعد أن استشعرت خطر العدوان.
وذكر موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني أن أردوغان أعلن، أن «بلاده ماضية في تنفيذ عملية شرق الفرات، وأخطرت كلاً من واشنطن وموسكو بذلك».
وأضاف رئيس النظام التركي: إن «العملية ستطول منطقة سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية».
بدورها نقلت وكالات عن أردوغان قوله: «أبلغنا روسيا والولايات المتحدة بأننا سنقوم بعملية عسكرية شرق الفرات وسندخل إلى «شرق الفرات» كما دخلنا إلى عفرين وجرابلس والباب».
جاءت تصريحات أردوغان، في وقت قالت فيه وزارة دفاع النظام التركي في بيان لها «إن مسؤولين عسكريين أميركيين سيصلون إلى أنقرة الأحد (أمس) لمناقشة المنطقة الآمنة التي من المخطط إقامتها بالتنسيق بين الجانبين التركي والأميركي في شمال سورية، غداً (اليوم الإثنين) بمقر الوزارة».
وأمس الأول، قال المتحدث باسم وزارة خارجية النظام التركي حامي أكصوي، في مؤتمر صحفي في أنقرة: إن المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية جيمس جيفري سيزور أنقرة لعقد لقاءات ومباحثات مع الجانب التركي حول المنطقة «الآمنة»، والشأن السوري بجميع تفاصيله».
وكان الجانبان الأميركي والتركي عقدا العديد من الاجتماعات لإنشاء المنطقة الآمنة المزعومة، إلا أن خلافات الطرفين بشأن عمق هذه المنطقة ومصير الميليشيات الكردية المدعومة من واشنطن حالت دون توصل الجانبين إلى اتفاق.
في المقابل، ذكرت مواقع كردية أن عضو بالمجلس الرئاسي لـما يسمى «مجلس سورية الديمقراطية- مسد» الذراع السياسية لـ«قوات سورية الديمقراطية- قسد»، آزاد برازي دعا، الحكومة السورية إلى الحوار مع ما يسمى «الإدارة الذاتية» الكردية لمواجهة خطر الاحتلال التركي.
وبعد أن ذكر برازي أن دمشق تعارض إقامة المنطقة «الآمنة»، زعم أن «تعبيرها ما زال خجولاً لا يرتقي للمستوى المطلوب، فمن المفروض على دمشق أن تتحاور مع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية بشأن العملية السياسية وقوات سورية الديمقراطية لمواجهة خطر الاحتلال التركي وأن تكون جادة في ذلك».
وادعى برازي الموالي مجلسه لقوات الاحتلال الأميركي، أن «المشروع القائم في شمال وشرق سورية، مشروع وطني سوري»، مشيراً إلى أن «تركيا دائماً جادة بتهديداتها بما يتعلق بالشمال السوري، وخير مثال ما حدث في عفرين وباقي المناطق المحتلة».
وتابع: «يجب أن تكون المنطقة بإشراف دولي وتدار من مجالسها المدنية وتحمى من مجالسها العسكرية المحلية، وأي دور لتركيا سيناقش بعد التفاهم حول مصير عفرين».
وعبّر عن اعتقاده أن التحالف سيسمح بدخول الجيش التركي إلى مدينتي تل أبيض ورأس العين، مذكراً بتصريحات قائد ميليشيا «قسد» مظلوم عبدي التي توعد فيها النظام التركي بإشعال كل الحدود معها في مواجهة مفتوحة.
وبالترافق، انسحبت ما يسمى «قوات الصناديد» التابعة لميليشيا «قسد» من مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا، شمال الرقة، في وقت تشهد المدينة حركة إخلاء بيوت مسلحي الميليشيا إلى الخارج وفق المواقع، التي بيّنت أن هذه الخطوات تأتي في ظل تهديدات النظام التركي بشن عملية عسكرية ضد الميليشيات الكردية في مدينة منبج ومنطقة شرق الفرات التي تقع تحت سيطرت «قسد».
وفي تصريح لـ«الوطن» قبل الأسبوع الماضي طالب رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين عمر أوسي، «قسد»، بوضع كل الأمور جانباً وعدم الرهان على المشروع الأميركي، «فأميركا ليس لديها حلفاء، وأثبت التاريخ أن سياستها هي السبب في المشكلة والمأساة الكردية، معتبراً أن «الطريق الإيجابي الوحيد الذي يجب أن تسلكه «قسد» هو التنسيق مع الدولة السورية والاتفاق كما جرى في الجولتين السابقتين من المحادثات عندما طرحوا عشرة نقاط وتم التفاهم على ستة، وأضاف: «حتى النقاط الأخرى يمكن أن تكون هناك تنازلات من الجانبين والوصول إلى حلول وطنية سورية».
وشدد على أن «الرهان الوحيد يجب أن يكون على مكونات شعبنا السوري وعلى حكومتنا الوطنية في دمشق»، مناشداً «قسد» الإسراع إلى هذا الحوار والحكومة السورية بفتح الباب مجدداً له لقطع الطريق على أي مشروع استعماري تركي.