سورية

تواصل المباحثات الأميركية التركية بشأن «الآمنة» … أنقرة: عملية شرق الفرات قد تنطلق في أية لحظة

| الوطن - وكالات

على حين كانت المباحثات التركية الأميركية جارية بشأن إقامة ما يسمى «المنطقة الآمنة» المزعومة، أعلن النظام التركي أن أنقرة وواشنطن «لم تتوصلا حتى الآن إلى تفاهم حول عمق المنطقة الآمنة»، وأن العملية العدوانية التركية في شرق الفرات قد تنطلق بعد عيد الأضحى أو في أية لحظة وفقاً للتطورات، فيما يبدو أنه ضغط على الجانب التركي.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن مصدر عسكري تركي أن «الجيش التركي قد يطلق العملية العسكرية (في شرق الفرات) بعد عيد الأضحى كما هو مخطط لها، أو ربما يتم تنفيذها في أية لحظة وفقاً للتطورات»، مضيفاً: «قد يطلق الجيش التركي العملية في أية لحظة في حال تعرضت الأراضي التركية لهجوم من الأراضي السورية، كما حدث في العملية العسكرية بمدينة عفرين شمال سورية».
وأضاف المصدر: «لم تتوصل أنقرة وواشنطن حتى الآن إلى تفاهم حول عمق المنطقة الآمنة شرق الفرات، حيث اقترحت الولايات المتحدة الأميركية أن يتم تنفيذ العملية العسكرية التركية بعمق 7- 8 كم»، وأوضح «لا معنى لتنفيذ عملية عسكرية بهذا العمق، لذلك فإن أنقرة تصر على تنفيذ العملية بعمق 30 كم وهي لن تتراجع عن موقفها».
جاءت تصريحات المصدر العسكري التركي في وقت كانت تعقد الجولة الثانية من المباحثات بين مسؤولين عسكريين أميركيين وأتراك في أنقرة بشأن إقامة ما يسمى «المنطقة الآمنة» المزعومة.
وذكرت وزارة الدفاع التركية في بيان، نقلته وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، أن «جولة المباحثات الثانية حيال المنطقة الآمنة التي من المخطط إقامتها بالتنسيق بين الطرفين (الأميركي والتركي)، بدأت صباح اليوم (أمس)، في مقر الوزارة بأنقرة».
وكانت الجولة الأولى قد انعقدت في 23 تموز الماضي في مقر الوزارة دفاع النظام التركي.
في المقابل، قال مصدر كردي، وفق «سبوتنيك»: «العملية العسكرية التي يخطط الجيش التركي لتنفيذها شرق الفرات ستكون محدودة، وقد تقتصر على قصف مواقع لقوات سورية الديمقراطية- قسد».
وأضاف المصدر: «الولايات المتحدة الأميركية لن تسمح للجيش التركي باجتياح المدن في شرق الفرات، وستغض الطرف لعدة أيام عن العمليات العسكرية التركية، وأتوقع أن العملية لن تطول، وأن يكون الصدام بين قوات سورية الديمقراطية والجيش التركي محدوداً».
ولفت المصدر إلى أن «العملية التي سينفذها الجيش التركي في شرق الفرات تعتبر مصيرية» بالنسبة للسوريين الأكراد.
عل خط مواز، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب أطلقت جهداً أخيراً من أجل تجنب اجتياح تركي لمناطق سيطرة الميليشيات الكردية شمال شرق سورية، من المتوقع أن يبدأ خلال الأسبوعين المقبلين، بحسب ما نقل موقع «العربي الجديد» الإلكتروني القطري الداعم للتنظيمات الإرهابية و«المعارضات».
وأوضحت الصحيفة، «يخطّط وفد رفيع المستوى من وزارة الدفاع الأميركية لتقديم ما يصفه المسؤولون الأميركيون بـ«العرض الأخير»، لمعالجة مخاوف تركيا في الاجتماع الذي يُعقد في أنقرة».
ولفتت إلى أن هذا الاجتماع، يصادف في ذروة الخلاف المستمرّ منذ سنوات بين الحليفين في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بشأن الدعم الأميركي للميليشيات الكردية، الذين تعتبرهم تركيا منظمات «إرهابية» تهدّد أمنها.
ورأت الصحيفة، أن إخفاق الجهد الأميركي «قد يرمي بالمنطقة المدمّرة بالحرب، نحو اضطرابات أعمق، ما يعرّض للخطر جهود طرد بقايا داعش، فضلاً عن هدف ترامب بسحب القوات الأميركية من سورية».
وبينت أن العرض الأميركي يتضمّن عملية عسكرية أميركية تركية مشتركة، لتأمين شريط جنوبي الحدود السورية التركية، بعمق 9 أميال وبطول 87 ميلاً، يتمّ سحب المسلحين الأكراد منه، وتقوم القوات الأميركية والتركية، بموجب هذه العملية، بتدمير التحصينات الكردية، وحراسة المنطقة الواقعة في الثلث الأوسط من الحدود الشمالية الشرقية، بين نهر الفرات والعراق، على أن يتمّ توضيح الأمور بشأن الثلثين المتبقيين في وقت لاحق.
في المقابل، رفضت تركيا هذا العرض، مع إصرارها على منطقة آمنة بعمق 20 ميلاً على الأقل، مع تفضيلها السيطرة عليها لوحدها، بحسب الصحيفة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تهدد فيها تركيا باجتياح شرق الفرات، إلا أن التهديد هذه المرة «حقيقي ووشيك»، وفق ما أكد مسؤولون أميركيون وأكراد وأوروبيون، بحسب «واشنطن بوست».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن