لم يكن أحد قادراً على تصديق أن تركيا التي وقعت على مقررات أستانا 13 ستلتزم بالتنفيذ لأن سيرة تركيا الأردوغانية في سورية هي مسلسل من الغدر والنفاق والكذب والانقلاب على التعهدات والمواثيق، ورغم هذا وافقت سورية على وقف النار والتزمت باحترام شروط مناطق خفض التصعيد لكنها وضعت شرطاً واضحاً لهذا هو التزام الأطراف الأخرى بتعهداتها وكانت سورية تدرك مغزى هذا الشرط وتعلم أهميته نظرا لعدم ثقتها بتلك الأطراف المعتدية.
وما كان متوقعاً حصل، فالجماعات الإرهابية وبتوجيه وتنسيق أو بالتزام بأوامر تركية خرقت قرار وقف إطلاق النار واعتدت في كل الاتجاهات على المراكز العسكرية السورية والروسية وقبل ذلك على الأماكن الآهلة كتنفيذ صريح لرفض قائد تلك الجماعات لقرارات أستانا 13، والسؤال الآن لماذا التزمت تركيا في سوتشي ثم عادت وانقلبت وغدرت في سورية؟
الرد نراه كما جاء على لسان بعض المراقبين الذين رؤوا أن تركيا وجدت نفسها في أستانا بحاجة للمحافظة على علاقة معقولة مع روسيا وإيران وتجنب إغضابهما، فوافقت على ما طرحتاه لسورية، لكنها أي تركيا وجدت نفسها خاسرة من هذا الطرح فعادت إلى الأرض وانقلبت على تعهداتها لتوجه رسالة ود لأميركا بأنها مستمرة في خدمة إستراتيجيتها بإطالة أمد الصراع ومنع أي حل في إدلب مع أمل تسهيل أميركا السعي التركي لاقتطاع أرض سورية في الشمال لإقامة منطقة نفوذ تركي عليها انتهاكا لوحدة الأراضي السورية.
في مواجهة المناورات التركية العدائية التي تنفذ حينا بيد تركية مباشرة وحينا آخر على يد المجموعات الإرهاب، ستجد سورية نفسها مضطرة ومن أجل حماية حقوقها الوطنية وأمن شعبها، كما جاء في بيان القوات المسلحة، لاستئناف العمليات العسكري الدفاعية التي من شأنها إجهاض خطط الأعداء وإفشال مساعيهم وصولا إلى تحرير منطقة إدلب بكاملها وهذا ما ستحمله الأيام المقبلة التي ينتظرها الجميع.