سورية

أميركا: من غير المقبول شن هجوم على المسلحين الأكراد.. وأردوغان: نستعد «للقضاء» عليهم … مؤشرات إخفاق المفاوضات التركية الأميركية بشأن «الآمنة» تلوح بالأفق

| وكالات

في مؤشر على إخفاق المفاوضات الأميركية التركية المستمرة حول إنشاء ما يسمى «المنطقة الآمنة» المزعومة في شمال سورية، أعلن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده تستعد «للقضاء» على الميليشيات الكردية «في وقت قريب جداً»، وذلك بعد أن اعتبرت واشنطن أنه سيكون «من غير المقبول» شن تركيا هجوماً على تلك الميليشيات.
وذكرت وزارة دفاع النظام التركي في بيان لها أمس، أن المباحثات مع المسؤولين العسكريين الأميركيين، المتعلقة بـ«المنطقة الآمنة»، «متواصلة» في العاصمة أنقرة، وفق وكالة «الأناضول» التركية للأنباء.
وقالت الوزارة: إن «القسم المخصص للمباحثات مع المسؤولين العسكريين الأميركيين حول المنطقة الآمنة المخطط إقامتها بالتنسيق مع الولايات المتحدة، شمال سورية، انطلقت اليوم (أمس) في الساعة 10:30 بالتوقيت المحلي (7:30 تغ) في وزارة الدفاع التركية بأنقرة».
وأمس الأول، بدأت الجولة الثانية من المباحثات بين مسؤولين عسكريين أميركيين وأتراك في أنقرة بشأن إقامة «المنطقة الآمنة»، بعد أن كانت الجولة الأولى انعقدت في 23 تموز الماضي في مقر وزارة الدفاع التركية.
بالترافق مع ذلك، أعلن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، أمس، أن تركيا تستعد «للقضاء» على التهديد الذي تمثله «وحدات حماية الشعب» الكردية المدعومة من الولايات المتحدة في شمال سورية «في وقت قريب جداً»، وذلك في خطاب متلفز في أنقرة قال فيه: «لتركيا الحق في القضاء على جميع التهديدات لأمنها القومي»، بحسب وكالة «أ ف ب» للأنباء.
وأضاف: «تركيا تتوقع خطوات من الولايات المتحدة تتناسب مع وضعها كحليف في حلف شمال الأطلسي وشريك إستراتيجي»، وتابع: «تجفيف مستنقع الإرهاب في شمال سورية يتصدر أولوياتنا».
واعتبر أردوغان، أمس، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء، أن «تركيا ستدفع الثمن غاليا إذا لم تفعل ما هو لازم في شمال سورية»، وذلك بعد أن تعهد في مطلع الأسبوع بتنفيذ عملية عدوانية في المنطقة التي تسيطر عليها الميليشيات الكردية شرق الفرات.
وتطالب أنقرة واشنطن بوقف دعم الميليشيات الكردية، وتخشى من إقامتهم حكماً ذاتياً قرب حدودها، وتعتبر «الوحدات» الكردية منظمة «إرهابية» وامتداداً لحزب «العمال الكردستاني» الذي يقود تمرداً ضدها منذ عقود.
وفي وقت سابق من يوم أمس، وقبل إلقاء أردوغان خطابه، أعلن وزير الدفاع الأميركي مارك أسبر، أنه سيكون «من غير المقبول» أن تشن تركيا هجوماً على المسلحين الأكراد في شمال شرق البلاد.
وقال إسبر في الطائرة التي أقلته إلى طوكيو المحطة الثالثة بعد أستراليا ونيوزيلاند في أول جولة دولية له: «نعتبر أن أي تحرك أحادي من جانبهم سيكون غير مقبول»، وأضاف: «ما نحاول فعله هو التوصل معهم إلى تسوية تبدد قلقهم».
وجددت تركيا الاثنين دعوتها الولايات المتحدة إلى الكف عن دعم «قوات سورية الديمقراطية- قسد» التي تعتبر «وحدات حماية الشعب» الكردية عمودها الفقري، وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو: «ننتظر من الولايات المتحدة أن ترد إيجابياً على دعوتنا الكف عن التعاون» مع الميليشيات الكردية.
وزعم وزير الدفاع الأميركي «ليست لدينا البتة نية للتخلي عنهم»، مضيفاً: «ما سنفعله هو منع التوغلات الأحادية الجانب المتعارضة مع المصالح المشتركة للولايات المتحدة وتركيا وقوات سورية الديمقراطية فيما يتعلق بشمال سورية».
وبحسب الصحف التركية تتعثر المفاوضات مع الأميركيين حالياً بشأن عمق «المنطقة الآمنة»، وتريد أنقرة أن تكون المنطقة بعرض 30 كم، وهو عمق أكبر بكثير مما اقترحته واشنطن، كما أن تركيا تريد أن تتحكم بمفردها في هذه المنطقة بلا شريك.
وقال الوزير الأميركي: إن «المفاوضات متواصلة حول هذه المسالة»، وأضاف: «أحرزنا تقدما بشأن بعض النقاط الأهم» دون مزيد من التوضيح، مضيفاً: «سنواصل مباحثاتنا وأنا واثق من أننا سنتوصل إلى حل في الوقت المناسب».
وأمس الأول، أعلن متزعمو الميليشيات المسلحة الموالون للنظام التركي استعدادهم للانضمام إلى قوات الاحتلال التركية في هجوم على بلدات وقرى تسيطر عليها الميليشيات الكردية في شمال شرق البلاد.
وذكر متحدث باسم ما يسمى «الجيش الوطني» الرائد الفار يوسف حمود، الذي شكلته أنقرة من مرتزقتها في المناطق التي تحتلها شمال البلاد، أن «هناك أكثر من 14 ألف مقاتل جاهزين من الجيش الوطني لخوض أعمال قتالية في منطقة شرق الفرات إلى جانب القوات التركية» بحسب وكالة «رويترز» للأنباء، في حين ذكر مصدر معارض آخر، بحسب مواقع إلكترونية معارضة، أن «الاستعدادات جارية بالفعل» مع انتشار جيش الاحتلال التركي على طول الحدود في عملية من المتوقع أن تبدأ من الأراضي السورية والتركية.
وللتغطية على ولاءاتهم لسيدهم التركي، ذكر حمود أن «الهدف إنهاء مشروع القوى الإرهابية الانفصالية ووقف مشروع التغيير الديمغرافي للسكان وإعادة النازحين من مختلف المكونات الذين نزحوا من مناطقهم تحت الإرهاب الممارس من حزب الاتحاد الديمقراطي (الكردي) وإعادتهم إلى مناطقهم الأساسية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن