أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي أن تصريحات المسؤولين الأميركيين حول إنشاء ما يسمى «المنطقة الآمنة» تدخل في الشأن الداخلي السوري ومن شأنها خلق الفوضى في المنطقة.
وقال موسوي في بيان، نقلته وكالة «سانا» للأنباء: إن «إجراءات من هذا القبيل شأنها شأن سائر ممارسات المسؤولين الأميركيين مزعزعة للاستقرار وهي إلى جانب أنها تشكل تدخلاً في الشأن الداخلي السوري فإن من شأنها خلق الفوضى في المنطقة».
وأعربت سورية عن رفضها القاطع والمطلق للاتفاق الذي أعلن عنه الاحتلالان الأميركي والتركي في الثامن الشهر الجاري حول إنشاء ما يسمى «المنطقة الآمنة»، مؤكدة أنه يشكل اعتداءً فاضحاً على سيادة ووحدة أراضيها.
وأكد موسوي أن سلوك الأميركيين في شمال شرق سورية يعتبر اعتداءً صارخاً على سيادة ووحدة الأراضي السورية ومخالفا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وأشار إلى أنه ليس هناك حاجة لتدخل القوى الأجنبية تحت أي ذريعة.
وكان وزير دفاع النظام التركي خلوصي آكار، أعلن منذ أيام أن «مركز العمليات المشتركة» الأميركية التركية في سورية سيبدأ العمل اعتباراً من الأسبوع المقبل.
وأضاف: «لقد توصّلنا إلى اتفاق عام حول التنسيق والسيطرة على المجال الجوي، وكذلك حول العديد من الموضوعات»، وتابع: «حتى الآن تم الالتزام بالجدول الزمني المحدّد (مع واشنطن)، ونتوقّع أن يستمر الأمر على هذا المنوال».
في غضون ذلك، قال رئيس حزب «الوطن» التركي المعارض دوغو برينتشيك، أنه تلقى دعوة من دمشق لزيارة سورية، وإنه سيزور دمشق في أيلول المقبل، بحسب ما نقلت مواقع إلكترونية معارضة عن صحيفة «الشرق الأوسط» المملوكة للنظام السعودي.
وأوضح برينتشيك، الذي بات في السنوات الأخيرة على وفاق مع حزب «العدالة والتنمية» الحاكم بزعامة رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، أن الحكومة السورية «تتبنى دوراً محورياً في إنهاء وجود داعش والوحدات الكردية في الشمال السوري»، معتبرا أن حكومة أردوغان ترتكب خطأً كبيراً بعدم تواصلها معها، ولافتا إلى أن التنسيق مع دمشق «سيجنّب تركيا الكثير من المخاطر».
ودعا برينتشيك، الذي يُجري حزبه زيارات ومباحثات مع الدولة السورية منذ عام 2016 بعلم الحكومة التركية، حكومة أردوغان إلى المشاركة في الزيارة المرتقبة لوفد حزبه إلى دمشق.
وقال: «سنحمل إلى دمشق خطة لحل الأزمة القائمة منذ سنوات، ومقترحنا يتمثل في إلقاء المعارضة للسلاح، وإصدار حكومة دمشق عفواً عاماً يشمل الجميع»، مشيراً إلى أن خطته لاقت قبولاً مبدئياً من كل من سورية وروسيا وإيران.
على صعيد متصل، وفي محاولة منه لاستثمار ولائه للنظام التركي بالحصول على دور في «الآمنة»، ذكر القيادي في «المجلس الوطني الكردي»، فؤاد عليكو، أنهم لا يقبلون بجلب قوات من خارج المنطقة لإدارة شرق الفرات، لافتا إلى أن «المجلس» يتحرك دبلوماسياً لدى القوى الدولية والإقليمية وخاصة أميركا وروسيا وتركيا ليكون له دور فاعل في المناطق ذات الأغلبية الكردية هناك.
ومن الجدير ذكره أن «المجلس» هو جزء من «الائتلاف» المعارض الذي يسيطر عليه الإخوان المسلمون ويتخذ من تركيا مقراً له.
وأوضح عليكو، بحسب موقع «باسنيوز» الإلكتروني الكردي، «حتى الآن لا توجد أية آلية حول مشاركة قوى المعارضة في المنطقة الآمنة».