من أنواع الهوايات التي يهواها البعض من الناس المغامرة، وذلك لاعتبارات شتى بينها، على سبيل المثال، الرغبة في الظهور طلباً للشهرة طبقاً لـ «قاعدة المسرح» كما يسميها البعض من علماء النفس وعلماء الاجتماع.
وما نشاهده في هذه الأيام على الشاشات الفضائية يؤكد أن هاوي المغامرات قلما يقيم حساباً للانزلاق إلى مستوى «المتاجرة» بالفن كما انزلاق هاوي تسلق الجبال من على قمة جبل إن كان مغروراً في تقييم إمكانياته، أو الغرق إن كان من هواة مواجهة الأمواج العاتية في يوم عاصف وكان جاهلا في تقييم إمكانياته، وإلى ما هنالك من هوايات تندرج تحت عنوان المغامرة.
والمغامرة قد يكون الغرض منها لدى صاحبها ترويض النفس في سياق مواجهة مغريات الحياة وبذلك تبعده عن العقد الاجتماعية بمختلف أشكالها، وفي الوقت عينه يبتعد عن أشكال المغامرة التي أشرت إليها بداية لتصبح شكلاً من أشكال مواجهة الذات تجنبا للوقوع في خندق البحث عن مجرد باب يدخله المرء، وبعد ذلك ينتهي به المطاف إلى عالم الشهرة بغض النظر عن وسائل استخدامها فيما بعد لتحقيق أغراض شخصية دائمة أو مؤقتة.
وفي كلتا الحالتين، يكون المرء قد خسر جانباً من شخصيته، بابتعاده عن إنسانيته المجردة أصلاً من نوازع الذات المختلفة فيضل الطريق بين أن يكون هو ذاته أو أن يكون سواه في ذاته. وهنا يكون للمغامرة، داخل الذات، وقعها لأنها تكون المغامرة التي تستحق هذا الوصف.
إن المغامرة داخل ذاتنا، أقوى مغامرة يمكن أن نتعرض لها في حياتنا نحن البشر، وخصوصاً في زمن المغريات التي تلعب دوراً في التأثير في سلوك البشر بسبب من تنوع وسائل الضغط على نفسية الإنسان وبينها وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمرئي، المندرجة من مصادرها المختلفة على امتداد الأرض كما هو معروف. وهنا تحديداً، بطبيعة الحال، سيكون لكل من العمر ومستوى الثقافة وعمق التجارب مكانته في اختيار درب المغامرة وصولا إلى الشهرة المنشودة، وسيكون للمغامرة داخل الذات أهميتها في تشخيص الموقف منها سلباً أم إيجاباً.