لغة المال سرعان ما فرضت نفسها على ساحة التعاقدات بكرة السلة، وكالعادة فالتحركات تأتي من الأندية العريقة والعاشقة للبقاء في دائرة الأقوياء، أو العودة إليها على أقل تقدير.
المتابع لتفاصيل العقود والتعاقدات يفاجأ بالمبالغ التي باتت ترصد وتصرف على التعاقدات، بشكل غير مسبوق في تاريخ كرة السلة السورية، فكيف لو علمتم أن عقد أحد اللاعبين الشبان وأؤكد على كلمة (الشبان) بلغ (9) ملايين ليرة سورية فقط لا غير.
طبعا المبلغ المشار إليه تم عرضه على اللاعب الموما إليه من أحد الأندية الطامحة، وهذا يعني وحسب نظام الانتقالات بكرة السلة السورية أن النادي الذي يرتبط به اللاعب يجب عليه أن يدفع له المبلغ نفسه ما دام قد انتهى من فترة الرعاية في ناديه الأم الذي بات مطالبا بإرضاء لاعبه بمبلغ مماثل لما يعرض عليه، وإلا فسيخسره بطريقة تلقائية.
ما يحصل في هذه المرحلة هو من حظ اللاعبين، وبالطبع فالموهبة تفرض نفسها، ونظام الدوري الذي يفرض أعمارا معينة من اللاعبين في أرض الملعب هو الذي عزز قيمة العقود المالية للاعبين الشبان الذين بات الطلب عليهم أهم من الطلب على اللاعبين المخضرمين، على اعتبار أن كل ناد لديه ما يكفيه ويملأ لوائحه من اللاعبين الكبار والمخضرمين، لكن الطلب يزداد إلحاحاً على اللاعب الشاب وهذا حقه، ولكن ومع اقتراب الموسم الجديد وتسارع خطوات التعاقدات تبقى ثمة مسألة مهمة تبحث عن الإجابة: فهل سيبقى العمل بقاعدة الأعمار (فوق وتحت 24 سنة)؟
وهل ستبقى سارية المفعول كما كانت عليه خلال الدور الأول من الدوري، مع انخفاضها إلى النصف في الدور الثاني، وانعدامها في الأدوار النهائية؟ وهل ستفيد الأصوات المطالبة بإلغاء الفكرة من أساسها وفتح الأعمار عملا بنظام الاحتراف المسمى علينا أم إن الفكرة ستمتد أكثر لتستمر بالصيغة نفسها طوال الدور الأول والثاني والنهائي؟
المسألة بحاجة لقرار من الجهة المعنية بكرة السلة السورية، واتحاد السلة لن يتخذ قراراً كهذا معتبراً أنه من صلاحية مؤتمر السلة، والمؤتمر يبدو بعيداً وربما أقيم بعد بدء الموسم الجديد لمسابقات كرة السلة السورية.
والأندية تنتظر الجواب، فأين يرونه يا أولي الألباب؟