أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن روسيا تدعم جهود الجيش السوري لاحتواء الخطر الإرهابي في محافظة إدلب، وذلك قبل انطلاق مباحثاته مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون.
وقال بوتين بحسب موقع قناة «روسيا اليوم» الالكتروني: «بلا شك سنتحدث عن سورية، وأود الإشارة هنا إلى أنه بعد توقيع الاتفاقات في سوتشي لإقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب، كان الإرهابيون آنذاك يسيطرون على 50 بالمئة من الأراضي هناك، والآن يسيطرون على 90 بالمئة، ونحن نرى هجمات مستمرة من قبلهم».
وتابع قائلا: «الأكثر خطورة، أننا نرى نقل المسلحين من هذه المنطقة إلى مناطق أخرى في العالم، وهذا أمر خطير للغاية»، لافتاً إلى أنه «كانت هناك أيضا محاولات استهداف لقاعدتنا في حميميم أكثر من مرة، ومن منطقة إدلب بالذات، ولذلك، ندعم جهود الجيش السوري في ما يخص العمليات على النطاق المحلي لاحتواء تلك المخاطر الإرهابية».
ووصل الرئيس الروسي إلى مرسيليا، أمس حيث يلتقي ماكرون بمقر إقامته الصيفي في «حصن بريغانسون»، للبحث معه في عدة مواضيع بينها الأزمة السورية، والعملية العسكرية في إدلب، وذلك قبل أيام على استضافة فرنسا قمة قادة الدول الصناعية السبع المقرر عقدها من 24 إلى 26 الشهر الجاري.
ومن المقرر، أن تستمر زيارة بوتين يوماً واحداً، بحسب «روسيا اليوم»، حيث سيعقد الرئيسان جلسة عمل وعشاء، يتناولان خلالهما أهم القضايا الدولية، لاسيما تلك التي ستعرض على قمة قادة الدول الصناعية السبع المقبلة وعلى رأسها أزمة أوكرانيا، والملف النووي الإيراني، والأزمة السورية، إلى جانب الأوضاع في ليبيا ومنطقة الخليج.
ووفقاً للموقع، فإن فريقاً واسعاً من المراقبين يرى، أن التوقيت الذي اختاره ماكرون لدعوة بوتين لزيارته هو «توقيت مثالي»، فهو من ناحية يسبق انعقاد قمة الدول السبع الكبرى، والتي يحاول ماكرون أن يلعب فيها دور «الوسيط» أو «همزة الوصل» بين الرئيس الروسي والقادة الأوروبيين في محاولة لنقل مواقف بوتين من مختلف الأزمات التي تلعب روسيا فيها دوراً فاعلاً، فضلاً عن محاولة دفع روسيا للعودة إلى قمة الدول الصناعية الكبرى بعد أن تركتها عام 2014 في أعقاب اندلاع الأزمة الأوكرانية وعودة شبه جزيرة القرم لأحضان الوطن الأم، والتي تحولت بخروج روسيا منها من «مجموعة الثماني» إلى «مجموعة السبع» الصناعية الكبرى.
من جانبها تحدثت صحيفة «غازيتا رو» الروسية حول أهم المسائل المطروحة على جدول أعمال اللقاء الذي من المقرر أن يتم بين بوتين وماكرون، وقالت: «إن الاجتماع يعتزم بوتين وماكرون التطرق خلاله إلى قضايا أخرى، على سبيل المثال، التعاون بين روسيا والاتحاد الأوروبي والمشروعات الروسية الفرنسية المشتركة، وسوف يتم تناول الوضع في سورية أيضاً».
من جهتها وتعقيباً على دعوة الرئيس الروسي إلى فرنسا، قالت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية: يسعى ماكرون لإقناع بوتين بالقيام «بمبادرة تصالحية» تجاه أوكرانيا، ودفعه للمساهمة في حل الأزمة الإيرانية واستخدام الضغط على القيادة السورية لمنع هروب الإسلاميين الراديكاليين (الإرهابيين)، بعد العملية العسكرية للجيش العربي السوري ضدهم في إدلب.